كتب : رائد قديح
هيكل في ذمة الله
استطاع هذا الرجل وعبر سنوات عديدة ان يثري الخطاب الاعلامي الوحدوي العربي بربطه بقطار القومية العربية التي انتهجها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر واصبحت خطوط عريضة يحلم بها كل عربي حر يسعى لان يرى امتنا العربية موحدة ولا انكر عليه دعمه الدائم لقضية فلسطين كقضية قومية عربية لا تقبل التفريط بأي شكل من الاشكال ولطالما كان صاحب موقف جريئ ورؤى متبصرة وحنكة اعلامية بالغة الدقة ، لقد كان هيكل احد رموز القومية العربية واستطاع ربط الكثير من القضايا العربية بخيط الوحدة ولم ييأس من العمل الدائم والسعي الى اذابة الكثير من الخلافات العربية لوضع النقاط على الحروف ، وكان هيكل داعم بارز لحركة القوميين العرب وربطها بالناصرية وتعبئة الجماهير العربية من المحيط الى الخليج ودعم القضية الفلسطينية من خلال حركة التحرر الوطني الفلسطيني منذ انطلاقتها الاولى في بداية الستينات وتقريب وجهات النظر بين كافة الاطراف وتركيز الجهود نحو استراتيجية عمل عربي مشترك حيث كان مدركا لطبيعة الامور وعلى دراية كاملة بطبيعة الصراع العربي الاسرائيلي والذي استمر في ذكره في كل محافل عمله ومنابره الاعلامية وكان ايضا” صاحب رأي وموقف واضح مما يدور من احداث في العالمين العربي والدولي وتعتبر فلسطين موت هيكل بالخسارة الكبيرة للامة العربية كلها وليست لمصر وحدها لانه لم يؤمن بالتجزأة بقدر ايمانه بالوحدة بين الامة وشعوبها … رحم الله فقيد الامة محمد حسنين هيكل واسكنه الفردوس الاعلى والهمنا وذويه الصبر والسلوان وحزن العزاء