اسليدرمقالات واراء

خربشات رائد الحلقة (7) زليخة

احجز مساحتك الاعلانية

كتب / رائد قديح
زليخة عدي امرأة جزائرية من طراز اخر تختلف عن نساء اليوم وزليخة عدي هو اسمها الحركي اما الاسم الحقيقي هو ( يمينية الشايب ) اعتقل الفرنسيون زوجها وابنها عام 1957 وحكم عليهما بالاعدام قطعا” للرأس بالمقصلة والتهمة كانت مقاومة الاستعمار الفرنسي حيث كان زوجها احد رموز الثورة الجزائرية انذاك ومن الذين اوجعوا الفرنسيين من خلال مقاومتهم المسلحة ولان الفرنسيين كانوا يغتاظون من هذا الرجل وابنه الذي لم يختلف عن والده كان الحكم عليهما قاس جدا بفصل الرأس عن الجسد كي يكونا عبرة لغيرهما من ابناء الشعب الجزائري البطل لكن القضية ليست هنا فحسب ولم تتوقف عند هذا الحد ففي نفس الشهر قام جيش الاستعمار الفرنسي باعتقال زليخة عدي او يمينية الشايب كما هو معروف وهي زوجة وام البطلين واخضعوها للتحقيق لمدة عشرة ايام متتالية كي تعترف وتدلي بأسرار عن الثورة الجزائرية ومخابئ الثوار والاسلحة الا انها لم تنطق حرفا واحدا” طوال فترة العشرة ايام جلدت وسحلت بعربة عسكرية وبدراجات نارية كي تكون عبرة لغيرها وكي تعترف الا انها اصرت على الصمت الذي اغاظ الظباط الفرنسيين وحكموا عليها بالاعدام رميا” من طائرة مروحية عقابا” لها وكي تكون عبرة لغيرها … زليخة امرأة دفعت ثمنا” باهظا” جدا” بدء” من اعدام زوجها وابنها مرورا” باعدامها هذا النموذج الفريد من النساء العربيات تحنى لهن الهامات ولابد ان يدون تاريخهن في سجلات التاريخ بحروف من نور ونار ويدرس في المدارس كي نأخذ العبرة منه وكيف نعلم ويعلم ابنائنا كم دفعنا من اثمان باهضة في معارك التحرير في الوطن العربي والجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد من اكثر الدول العربية التي عانت ودفعت خيرة شبابها وشيبها ونسائها في معركة الدفاع المقدس عن ثرى الوطن الحبيب زليخة وامثالها من النساء العربيات لابد وان تنحت لهن التماثيل في الميادين العامة كي نستلهم منهن الدروس والعبر وكي يعلم الجميع ان الوطن اغلى مليون مرة من الزوج والابن والروح وحينما ينادي الوطن علينا ان نلبي النداء حينها يكون المعنى الحقيقي للانتماء وحينها ينمو الوطن ويحيا الصغار على حبه وعشق ثرابه الذي لا يقدر بكل كنوز الدنيا لان الوطن هو الارض العرض الزوج الزوجة الابن والمال الحياة الامل المستقبل ومن لا وطن له عليه ان يبحث عن وطن والا سيموت دون ان يعلم عنه احد .
واخيرا” المجد كل المجد لزليخا ولكل شهداء الجزائر والامة العربية
م / هذه الصورة التقطت يوم اعتقالها عام 1957م وتظهر بها وهي مقيدة في عربة عسكرية تابعة لجيش المستعمر الفرنسي .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى