بقلم / د . سعد الحداد مِنْ كُلِّ فَجٍّ حُشُودُ اللهِ تَنْطَلِقُ * تُعَانِقُ الآيَةَ الكُبرَى وتَعتَنِقُ كُلُّ الدُّروبِ بِحَشدِ اللهِ زَاخِرَةٌ * فَاضَتْ مَيَاسِمُها وَازَّاحَمَتْ طُرُقُ (لَبَّيَكَ) دَوَّتْ كَأَنَّ الحَشرَ أَلْهَبَهَا * تَرنُو الى كَربَلاء الأَعيُنُ الحُدُقُ عَافُوا بُيُوتَهُمُ بَلْ كُلَّ مَامَلَكُوا* وَوَدَّعُوا الأَهلَ والأَحبَابَ وانْطَلَقُوا وَسَربَلوا بالوَلاءِ الحُرِّ أَفئِدَةً * كأَنَّهُمْ مِنْ ضِيَاءِ اللهِ قَد خُلِقُوا سَارُوا خُشُوعًا بِفَيْضُ الحُبِّ يَقدِمُهُمْ * مِنَ المَلائِكِ سَيْلٌ لَيسَ يَفْتَرِقُ حَثُّوا الخُطَى نُجُبًا, لم يُرهَبُوا أَبَدًا * أَو يُثْنِهِمْ مَرَضٌ أَوعَاقَهُمْ رَنَقُ نَحوَ الحُسَينِ بِعَزمٍ ثَابِتٍ صَلِدٍ * مُبَايعِيْنَ بأَرَواحٍ بِهَا عَشِقُوا جَاءوا ونُورُ الهُدَى شَعَّتْ بَشَائِرُهُ * يُعَلِّمُونَ الوَرَى أَنَّ الهُدَى أَلَقُ هُمُ المُضَيّفُ والأَضْيَافُ يَجمَعُهُمْ * عُنْوانُ عِزٍّ لَهُ الأَبرَارُ تَستَبِقُ بِصَمتِهِمْ بَلَغُوا الفَتحَ المُبينَ وَمَا * زَالوا عَلَى العَهدِ أَحرارًا , وما خَرَقُوا يُسبِّحونَ طَوَالَ الوَقتِ دَيدَنُهُمْ * ذِكْرُ الإلهِ بهِ الشَّيطَانُ يَحتَرِقُ وآخَرُونَ لإحيَاءِ العَزَاءِ سَعَوا * تَغدو مَواكِبُهُمْ بالحُزْنِ تَنْتَطِقُ والزينبيَّاتُ يَذرفْنَ الدُّموعَ أَسًى * يَنْثُرْنَ مِنْ وَجَعٍ مَايُنْثِرُ الوَدَقُ والرُّضَعُ الطِّفْلُ والصِّبيَانُ في أَثَرٍ * ساروا الى الجَنَّةِ الشَّماءِ فاعْتَبَقوا هُمْ صَفوَةٌ كَرَحِيقِ الوَردِ عِطرُهُمُ * شَبُّوا بِفِطرَتِهِمْ نَهجًا وَقَد صَدَقُوا أَدَّوا رَسَالَتَهُمْ مُستَبشِريْنَ شَذًى* مِنَ الدَّمِ الطُّهرِ نَفْحَ المِسْكِ يَنْتَشِقُوا وأَعلَنُوا لِلورى فَخرَ انْتِمَائِهِمُ * لابْنِ النَّبيِّينَ , ذَاكَ العَاطِرُ العَبِقُ هُمُ المكارِمُ تَسمُو فِي فَضَائِلِهَا * مِنْ مَنبَعِ الآلِ هذا الجُوْدُ ينبَثِقُ البَاذِلونَ وِدَادًا غَيرَ مُنْقَطِعٍ * بِاسْمِ الحُسَينِ عَطَاءً لَيسَ يَنْمَحِقُ الفَارشُونَ وَرُغمَ العُسْرِ مَأدُبَةً * سِمَاطُهَا مِنْ نَعيمِ اللهِ يُغْتَدَقُ المَانِحونَ بَيَاضَ القَلبِ أَردِيَةً * هُمُ السُّعاةُ بِغَيرِ الوِدِّ مَا نَطَقُوا هُمُ السُّقَاةُ, هُمُ الطَّاهونَ, قَد فَتَحُوا * قُدورَهُمْ قَبْلَما أَنْ يُنشرَ الفَلَقُ تَعَدَّدَتْ صُورُ الخُدَّامِ وازْدَهَرَتْ * وازْدَانَتِ الخِيَمُ الغَرَّاءُ والفِرَقُ كلٌّ يَجودُ بِمَا اسْطَاعَتْ عزيمَتُهُ * وَحَسبُهُ الأَجرَ عند اللهُ يُرتَزَقُ