بقلم المهندس/ طارق بدراوى
حي العباسية أحد الأحياء الكبيرة والشهيرة في مدينة القاهرة عاصمة مصرويتبع إداريا قسم الوايلي والعباسية كانت في الأصل صحراء الريدانية التي شهدت العديد من الحروب ومنها الحرب الشهيرة بين جيش المماليك الذين كانوا يحكمون مصر حتي أوائل القرن السادس عشر الميلادى وكان المماليك بقيادة السلطان المملوكي طومان باى وبين جيش الدولة العثمانية بقيادة السلطان العثماني سليم الأول والمعروفة بإسم موقعة الريدانية والتى وقعت أحداثها عام 1517م وإنتهت بإنتصار العثمانيين وهزيمة المماليك وأسر السلطان طومان باى وإعدامه شنقا علي باب زويلة وزوال دولة المماليك ودخول مصر تحت حكم الدولة العثمانية والكثيرون يعرفون إسم الموقعة دونَ معرفة أن الريدانية هى نفسها منطقة العباسية حيث سميت المنطقة التى كانت مجرد صحراء جرداء تطل على شرق القاهرة بإسم الريدانية نسبة إلى ريدان الصقلي وهو أحد أفراد حاشية الخليفة الفاطمي العزيز بالله وبعد هزيمة المماليك فيها ودخول العثمانيين منها للقاهرة أًهملت هذه المنطقة ثم تغير إسمها إلى الحصوة حتى أعاد إكتشافها مرة أخرى عباس باشا الأول ثالث حكام الأسرة العلوية في أوائل النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادى …..
وكان عباس باشا الأول قد تولى الحكم بعد وفاة الوالي الثاني القائد إبراهيم باشا إبن محمد علي باشا في شهر نوفمبر عام 1848م وإستمرَ واليا على مصر حتى عام 1854م حيث قرر عباس باشا الأول تشييد ثكنات عسكرية للجيش المصري على حافة الصحراء ووضع أساس حي العباسية وشجع الناس على تعمير هذه المنطقة عن طريق منح الأراضي وتشييد مستشفى ومدرسة وقصر في المنطقة ولذلك تم تسمية الحي بإسم العباسية نسبة إليه وكانَ عباس باشا الأول يميل للعزلة وكان يختاردائما أن يبني قصوره في المناطق الهادئة والنائية البعيدة عن العمران فقام ببناء قصرضخم في العباسية وحكى المهندس فرديناند ديليسبس عن هذا القصر قائلا إن نوافذه بلغ عددها 2000 نافذة فهو مدينة كاملة فى الصحراء وقد سار على منواله خليفته الوالي الرابع محمد سعيد باشا الذى حكم مصر مابين عام 1854م وحتي عام 1863م ……
وبعد ذلك جاءت الطفرة الكبيرة والأساسية في تاريخ حي العباسية وكانت في عهد الخديوى إسماعيل والذي أنشأ عدة مدارس عسكرية فيها ونقلَ إليها مدرسة الضباط المسماة المدرسة الحربية لكي يسهل على التلاميذ القيام بالتمرينات الحربية وضرب النار في الخلاء ففي عام 1863م أول سنين حكمه أنشأ الخديوى إسماعيل المدرسة التجهيزية بالعباسية والتي نقلت بعد فترة إلى حي درب الجماميز عام 1868م وعرفت بإسم المدرسة الخديوية كمّا أنشأ مدرسة البيادة المشاة عام 1864م وكان عدد تلاميذها عند الإنشاء 490 تلميذا ثم أنشأ مدرسة السواري أو الفرسان عام 1865م ومعها في نفس العام أنشأ مدرسة الطوبجية أى المدفعية ومدرسة أركان حرب كما أنشأ بنفس المنطقة سراي الزعفران لأمه الوالدة باشا حيث أشار الأطباء بضرورة إقامتها في مكان هواؤه نقي والتي سماها بإسم الزعفران نسبة إلى نبات وزهرة الزعفران التي كانت تنمو كثيرا في المنطقة وقد تم تشييد هذا القصر المنيف عام 1870م علي يد المهندس المعمارى مغربي بك سعيد والذى كلفه الخديوى إسماعيل بتصميمه والإشراف على بنائه وعلي أن يكون مشابها ومماثلا لقصر فرساى في فرنسا والذى قضي فيه الخديوى فترة تعليمه وتميز هذا القصر إضافة إلى فخامته وطرازه المعمارى الفريد بمكانة تاريخية فقد كان شاهدا علي الكثير من الأحداث الساخنة التي شهدتها مصر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين مثل دخول الإنجليز القاهرة عام 1882م وتوقيع معاهدة عام 1936م بين مصر وبريطانيا ومازالت المنضدة التي تم عليها توقيع المعاهدة متواجدة بصالون القاعة الرئيسية للقصر وحولها طاقم من الكراسي المذهبة ويتبع القصر الآن جامعة عين شمس وقد إنتقلت إليه إدارة الجامعة منذ فترة ولكنه مايزال محتفظا بطرازه المعمارى الفريد والمتميز وبلا شك أن كل هذه المنشآت العسكرية وضعت الأساس السليم لحي العباسية والذي كانت بدايته سراى ضخمة أقامها عباس باشا الأول ثم بتشجيع منه ومن الخديوى إسماعيل بعد ذلك وتسهيل في تملك الأراضي في الحي الجديد إنطلقَ الناس لتعمير العباسية كما أقيمت مدرسة الصناعة والزخرفة التى أصبحت بعد ذلك كلية الهندسة وبجوارها كثرت البنايات والعمارات الكبيرة التى تهافت عليها الأثرياء لسكنها وأقيمت أيضا العديد من الفيلات والقصور بالعباسية وأصبحت منطقة سكن الكبراء والأثرياء وذلك قبل أن تتحول إلى منطقة للطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة حاليا والتي إلتحمت الآن بالقاهرة المدينة الأم بل وإمتد العمران ليمتد إلى الشرق أكثر حيث مدينتي الرحاب ومدينتي وإلى الشمال الشرقي حيث مدينة نصر ومصر الجديدة …..
وبعد ذلك في عهد الخديوى عباس حلمي الثاني بدأ بناء المستشفيات بحي العباسية ومنها مستشفى الحميات عام 1894م والمستشفي الفرنساوى عام 1901م ومستشفى الأمراض النفسية والعصبية عام 1903م ثم توالى بناء المستشفيات بعد ذلك تباعا فأقيم المستشفى الإيطالى المعروف بإسم أمبرتو الأول عام 1904م ثم المستشفى اليونانى بجواره عام 1908م ثم المستشفى الإسرائيلى فى غمرة ثم المستشفى القبطى الذى تم إنشاؤه في عشرينيات القرن العشرين الماضي في عهد الملك فؤاد الأول وأيضا مستشفي الدمرداش الذى أنشأه عبد الرحيم باشا الدمرداش عام 1928م في عهد الملك فؤاد أيضا والآن أصبح هو المستشفي التعليمي لكلية طب عين شمس وبدأت قصة إنشاء هذا المستشفي بدعوة من صاحب السعادة السيد عبد الرحيم الدمرداش باشا وجهها ذات ليلة في شهر نوفمبر عام 1928م إلى دولة رئيس مجلس الوزراء محمد محمود باشا ومعالي الوزراء وسلمهم كتابا يتضمن تبرعه بمبلغ 25 ألف جنيه وتبرع كريمته قوت القلوب هانم بمبلغ 50 ألف جنيه والسيدة قرينته بمبلغ 25 ألف جنيه فيكون إجمالي مبلغ التبرع 100 ألف جنيه بالإضافة إلي مساحة من الأرض تبلغ مساحتها 15 ألف متر مربع بشارع الملكة نازلي سابقا شارع رمسيس حاليا أمام جامع الدمرداش بحي العباسية بالقاهرة لكي يبني عليها مستشفى خيرى بتكلفة قدرها 40 ألف جنيه والمتبقي من إجمالي مبلغ التبرع وقدره 60 ألف جنيه يخصص دخله للإنفاق علي المستشفى وتم افتتاح المستشفى بالفعل عام 1931م وتم صنع تمثال نصفي للسيد عبد الرحيم الدمرداش باشا وتم تثبيته يوم الإفتتاح علي قاعدته الرخامية الكائنة أمام مدخل المستشفي وكان السيد عبد الرحيم الدمرداش باشا قد إشترط عند التبرع بتكاليف إنشاء المستشفي ذلك حتى يكون اسوة وقدوة لغيره من الأغنياء والموسرين من أجل توجيه تبرعاتهم إلى الأعمال الخيرية مثل إنشاء المستشفيات والمدارس بدلا من التبرع للأسبلة والتكايا والأضرحة كما إشترط أيضا أن يكون هناك مصلى بالمستشفي وأن تبني له فيها حجرة لكي يدفن فيها وأن يكون المستشفي عاما لجميع الأمراض فيما عدا المعدية وأن يتم علاج جميع الفقراء مجانا دون النظر إلى دياناتهم أو جنسياتهم أما المرضى القادرين فيعالجوا نظير رسوم توجه إلى الإنفاق والصرف علي صيانة وتحديث المستشفي ودفع رواتب العاملين بها وقد قبلت الحكومة هذه الشروط وعليه تم إنشاء المستشفى وافتتاحه في التاريخ المذكور وتوالي أيضا بعد ذلك إنشاء المستشفيات حيث تم إنشاء مستشفى دار الشفاء والمستشفيات التابعة لجامعة عين شمس ومستشفى الزهراء الجامعى التابع لجامعة الأزهر ومستشفى صدر العباسية ومستشفى عين شمس التخصصى ومجمع كوبرى القبة الطبي العسكرى والمعهد الأكاديمي لجراحات القلب ووحدة أبحاث النمرو التابعة للبحرية الأمريكية ولا يفوتنا هنا أن نذكر أن العباسية كانت دائما هي المكان الذى يقع عليه الإختيار لبناء المستشفيات في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين نظرا لنقاء جوها وعدم تلوثه ووجود زراعات قرببة تساعد على تنقية الجو بما تمتصه من غاز ثاني أوكسيد الكربون وماتنتجه من غاز الأوكسجين …..
ومن أهم معالم العباسية ميدان العباسية وميدان عبده باشا ووزارة السياحة ووزارة الكهرباء وجامعة عين شمس بكلياتها جميعا عدا كلية الزراعة التي تقع بشبرا الخيمة وكلية التربية التي تقع بمنشية البكري في مصر الجديدة وبالعباسية أيضا مقر الكاتدرائية المرقسية للمسيحيين الأرثوذكس والمقر البابوي ومعهد الدراسات اللاهوتية وكنيس موسى بن ميمون وهو كنيس يهودي سمي على إسم العالم موسى بن ميمون وقد بني في القرن التاسع عشر الميلادى في نفس المكان الذي أقام فيه موسى بن ميمون إثر وصوله لمصر هاربا من الأندلس التي كان اليهود يتعرضون فيها للتعذيب والإضطهاد وقد ولد في قرطبة عام 1135م وتوفي في القاهرة عام 1204م وكان فيلسوفا وعالما في العلوم الدينية اليهودية والعلوم الطبية حيث كان الطبيب الخاص للسلطان صلاح الدين الأيوبي وعائلته ويوجد في المعبد البئر التي كان يستخدم مياهها في علاج مرضاه وقد أقيم المعبد فوق الضريح الخاص به بينما تم نقل رفاته قبل بضعة قرون إلى فلسطين حيث أعيد دفنه مرة أخرى في منطقة طبرية ومن معالم حي العباسية أيضا معهد الدراسات القضائية ومصلحة الأحوال المدنية ونقابة التطبيقيين ونقابة التجاريين وهيئة الأثار المصرية وشركة مصر للسياحة وهيئة نظافة وتجميل القاهرة والمركز الرئيسي لشركة تويوتا العالمية للسيارات وأكاديمية الشرطة القديمة قبل إنتقالها إلي منطقة التجمع الأول بشرق القاهرة وتضم كلية الشرطة وكلية الضباط المتخصصين وكلية الشرطة هي كلية مصرية تابعه لوزارة الداخلية المصرية تختص بتأهيل الطلبة من حملة شهادة الثانوية العامة والأزهريه والشهادات المعادلة ليصبحوا ضباط عاملين لدى الشرطة المصرية بمختلف قطاعاتها وقد أنشئت عام 1896م في عهد الخديوى عباس حلمي الأول تحت إسم مدرسة البوليس ومنذ نشأتها وهي تحرص على تقديم كل ماهو جديد وحديث في مجال فرض الأمن والأمان وزيادة معدل مكافحة الجريمة بكافة أنواعها وعلاوة على ذلك تقديم كافة الخدمات المعنية بها الوزارة إلى المدنيين من خلال مصلحة الأحوال المدنية ومصلحة الجوازات وغيرهما …..
ويوجد بحي العباسية العديد من الآثار الإسلامية منها مسجد النور بميدان العباسية ومسجد المحمدي وهو أشهر مساجد العباسية ويسمي أيضا مسجد الدمرداش ويقع هذا الأثر بجوار مستشفى الدمرداش الجامعي التابع لجامعة عين شمس بحي العباسية ويرجع تاريخ إنشائه إلى عام 929 هجرية الموالفق عام 1523م وقد إختلف المؤرخون وكتاب السير في إسم الشيخ الدمرداش فقد جاء في تحفة الأحباب للسخاوى أن إسمه محمد بن الأمير دمرداش المحمدي وفي كتاب طبقات الحنفية جاء عنه أن إسمه هو العارف بالله أبو عبد الله محمد شمس الدين المعروف بالمحمدي والملقب بالدمرداش وهي كلمة محرفة من الكلمة الفارسية دمير طاش ومعناها أنت كالصخر أو كالحديد وقد ولد الشيخ أبو عبد الله محمد الدمرداش بمدينة تبريز بإيران عام 857 هجرية الموافق عام 1453م وأمضى طفولته وبعض شبابه في مدارس تبريز الدينية وقد تفقه في علوم الدين والحديث وكان له قدر عند السلطان قايتباى حيث إلتحق بخدمته ورافقه حتى وصل إلى مقربة منه ودعاه للحج وزيارة المدينة المنورة سنة 884 هجرية معه وقد توفي الشيخ الدمرداش عام 929 هجرية الموافق عام 1524م أي بعد زوال دولة المماليك ومجيء العثمانيين وتم دفنه بزاويته وتتكون مقصورة الدمرداش من قبة قائمة على سبع بواتك وبه منبر من الحجر ودكة من الخشب وصحنه مكشوف سماوي ومفروش بالحجر ووسطه ميضاة وبجوانبه عدد 50 خلوة للصوم سفلية وعلوية وله مئذنة ويقع مقام الدمرداش عن شمال المنبر وعليه مقصورة من الخشب الخرط ويقصده الزوار كثيرا وله مولد في شهر شعبان من كل عام هجرى وفى الجهة الغربية للمسجد توجد قبور النساء كتب عليها بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله محمد رسول الله هذه مدافن الست المصونة والجوهرة المكنونة الست كليوى زوجة حسن أفندي روز ناجي باشا مصر والست المصونة والجوهرة المكنونة الست هنا والدة قدوة المحققين وعمدة السالكين أستاذنا الشيخ دمرداش المملوكي المحمدي توفيت سنة 1112 هجرية وبالجهة الشرقية من المسجد يوجد قبر يقال إنه للمرحوم سنان باشا والذى كان أحد الولاة العثمانيين علي مصر وعلي القبر توجد كتابة مؤرخة سنة 983 هجرية وهى توافق تاريخ وفاة سنان باشا وقد ورد في الجبرتى إن الفرنسيين سنة 1214 هجرية وقت وجودهم بمصر نهبوا زاوية الدمرداش وما حولها مثلما نهبوا قبة الغوري والمنيل وغيرها …..
ومن الاثار الإسلامية بحي العباسية يوجد أيضا مسجد القبة الفداوية الأثري وقد أنشأ هذه القبة الأمير يشبك بن مهدي أحد أمراء المماليك الجراكسة وكان في الأصل أحد مماليك الظاهر أبو سعيد جقمق وتقلب في عهده فى عدة وظائف وعين كاشفا للصعيد فى عهد الظاهر خوشقدم وفى أيام السلطان قايتباى وصل إلى أرقى المناصب فعين دويدارا وأسندت إليه علاوة على ذلك الوزارة والإستادارية وهو نظام الخاصة الملكية وصار صاحب الأمر والنهى فى الدولة وكان يشبك محبا للعلوم والفنون شغوفا بالعمارة والتنظيم فعمل على إصلاح الطرق وتوسيعها وتجميل الواجهات المطلة عليها وقد كانت المنطقة الواقعة شمال حي الحسينية الآن مشتملة على كثير من المقابر والدور فأمر بهدمها وأقام بهذه المنطقة منشآت عديدة لم يبق منها سوى القبة التي نتكلم عنها الآن وقد أنشأها عام 884 هجرية الموافق عام 1479م وتوفى الأمير يشبك عام 885 هجرية الموافق عام 1480م ولم يتم إستكمال بعض الأعمال بداخلها إذ يقول إبن إياس إن الملك الأشرف قايتباي زارها في عام 886 هجرية الموافق عام 1481م وأمر الأمير تغرى بردى بأن يكمل عمارتها ومنظر القبة من الخارج بسيط وقاعدتها المربعة مبنية بالحجر وبواجهتها القبلية المدخل والقبة مبنية بالطوب وليس بها زخارف سوى صف من الشبابيك المعقودة والمفتوحة برقبتها ويمكن الوصول إلى مدخلها ببعض درجات من الرخام وتغطي المدخل مقرنصات جميلة كتب بأسفلها آية قرآنية ثم إسم قايتباي وأدعية له كما كتب إسم قايتباي أيضا في طراز مكتوب على يمين ويسار المدخل وهذا المدخل يؤدى إلى مربع فسيح طول ضلعه 14.30 متر تغطيه القبة وأهم ما يلفت النظر فيها منطقة الإنتقال من المربع إلى إستدارة القبة فهي تتكون فى كل ركن من أركان المربع من عقد كبير ينتهي بمقرنصات ويحتضن طاقية مزخرفة أسفلها طاقتان وهذا النظام يختلف تمام الإختلاف عن نظرائه في القباب المعاصرة لهذه القبة إذ نجد في هذه القباب عموما مقرنصات متعددة الحطات تنقل المربع إلى الإستدارة هذا ويعلو منطقة الإنتقال فى هذه القبة طراز مكتوب به آيات قرآنية وأدعية للملك الأشرف قايتباى وفى نهايته تاريخ حج قايتباي سنة 884 هجرية كما يغطى القبة ومنطقة الإنتقال زخارف من الجص الملون ويقوم مربع القبة على طابق أرضى مكون من ثلاث قاعات مستطيلة مغطاة بقبوات وبالجهة البحرية منه سلم يؤدى إلى أرضية القبة وقد عنيت لجنة حفظ الآثار العربية فى آخر القرن التاسع عشر الميلادى بإصلاح هذه القبة وأخلت ما حولها وفى سنة 1907م نقلت إليها منبر مسجد كاتم السر بشارع درب الجماميز بعد أن أصلحته وهو المنبر الصغير الموجود الآن بالقبة وإشتهرت هذه القبة بإسم القبة الفداوية ولم تعرف بإسم مؤسسها ولا يوجد نص صريح عن سبب هذه التسمية وكل ما يمكن قوله هو أن الفداوية طائفة إشتهر رجالها بأعمال البطولة والتضحية وكانوا محل عناية ملوك مصر وتقديرهم وربما سميت هذه القبة بإسمهم لأنهم كانوا يسكنون حولها بإعتبارها واقعة فى أطراف القاهرة وبالإضافة إلي ماسبق يوجد أيضا بحي العباسية مسجد تم إنشاؤه حديثا وهو مسجد العربي الذى أنشأه الحاج محمود العربي نقيب تجار القاهرة سابقا والمسمي بمسجد الرحمن الرحيم ويقع بطريق صلاح سالم ويقع علي حدود حي العباسية من الناحية الجنوبية وأيضا يوجد بنفس الطريق ضريح أحمد ماهر باشا رئيس الحزب السعدى ورئيس الوزراء الأسبق ودفن معه في نفس الضريح محمود فهمي النقراشي باشا رفيق عمره وكفاحه ورئيس الوزراء الأسبق والذى خلفه في رئاسة الحزب السعدى وفي رئاسة مجلس الوزراء أيضا …..
ويوجد بحي العباسية العديد من المدارس العريقة والتي لها تاريخ منها مدرسة المأمون الثانوية الفندقية وهي من أشهر المدارس الثانوية الفندقية في مصر ومدرسة العباسية القديمة الثانوىة للبنات ومدرسة الحسينية للبنين التي كان إسمها مدرسة فؤاد الأول نسبة إلى الملك فؤاد ومن أشهر خريجيها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والسيد عمرو موسى وزير الخارجية وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق ومدرسة إسماعيل القبانى التي كان إسمها مدرسة فاروق الأول قبل ثورة 23 يوليو عام 1952م ومدرسة سانت فاتيما الخاصة ومدرسة الأهرام الثانوية ومن أشهر خريجيها المشير عبد الحكيم عامر كما تضم العباسية مجموعة من أعرق وأقدم واشهر مدارس اللغات في مصر مثل مدرسة القلب المقدس وكلية رمسيس للبنات وكلية البنات القبطية ومدرسة الجيزويت أو الآباء اليسوعيين …..
كما تضم العباسية العديد من الأسواق ومن أشهر أسواق العباسية سوق عرب المحمدى الذي كان يقام فيه إحتفالات غنائية راقصة ويباع فيه كل صنوف البضائع كل يوم خميس وأزيل بعد عام 1967م وكان في نفس المكان الذي أقيمت عليه حديقة عرب المحمدى ومكتبة الأسرة وسوق الوايلية الصغرى الذي ما زال قائما ويباع فيه الخضر والفاكهة وسوق ميدان العباسية وتضم العباسية أيضا الكثير من الشوارع المعروفة منها شارع الجيش وشارع غمرة وإمتداد شارع رمسيس وشارع أحمد سعيد وشارع منشية الصدر وشارع الخليفة المأمون وشارع إسماعيل الفنجرى كما يمر الخط الأول من مترو أنفاق القاهرة الكبرى بشمال حي العباسية وله ثلاث محطات هي غمرة والدمرداش ومنشية الصدر بينما يمر الخط الثالث لمترو الأنفاق بجنوب حي العباسية وله 3 محطات أيضا هي ميدان الجيش وعبده باشا وميدان العباسية …..
ومن أشهر أبناء وسكان العباسية نجد مجموعة كبيرة من قادة مصر وساستها وأعلامها ومنهم جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وكانا يسكنان في شارع غرب القشلاق ثم سكن جمال عبد الناصر في شارع الجلالى قبيل ثورة عام 1952م والفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب الجيش المصري الأسبق وهو من مواليد العباسية والفريق محمد صادق وزير الحربية الأسبق والفريق محمود باشا شكرى وزير الحربية في العصر الملكى واللواء على عبد العليم قائد المنطقة الشمالية العسكرية الأسبق واللواء كمال خير الله محافظ أسوان الأسبق واللواء علي باشا صدقى وزير الحربية الأسبق والقائمقام أحمد عطية وزير الحربية الأسبق والاميرالاى عبد الحميد زكى الموجى واللواء محمد باشا توفيق قومندان بوليس القاهرة الأسبق والأميرالاى محمد بك فهمى أبو العينين والسيد عبد العليم محافظ الوادى الجديد الأسبق والحاصل على وسام نجمة سيناء كما سكن العباسية أيضا في مرحلة من حياته وقبل إنتقاله للسكن في حي العجوزة الأديب المصرى العالمى نجيب محفوظ وكان يسكن العباسية أيضا أحمد بك كامل والد اللواء حسن كامل كبير ياوران رئيس الجمهورية الأسبق والسفير السابق بعد ذلك والفريق جمال عسكروأحمد فؤاد عبد العزيز رئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب الأسبق والمستشار عبد العزيز المنشاوى رئيس محكمة أمن الدولة العليا الأسبق ومن الرياضيين لاعب كرة القدم الشهير عبد الكريم صقر والمدرب الكروى محمد صلاح الذى كان لاعبا سابقا بنادى الزمالك وعبد الحميد الجندي بطل العالم عدة مرات في كمال الاجسام ومن الفنانين صلاح ذو الفقار وشقيقه المخرج السينمائى محمود ذو الفقار والممثل توفيق الدقن والفنان الكوميدي فؤاد المهندس والفنانة زهرة العلا والفنان عبد الرحمن أبو زهرة والفنان زين العشماوي والفنان يوسف فخر الدين والملحن محمد الموجي …..