حين يصبح السرّ النووي مكشوفًا… إسرائيل تواجه شبح الانكشاف التام

يوسف حسن، يكتب-
ليست مجرد عملية تجسس ناجحة، بل زلزال أمني واستراتيجي بدأ يهزّ أساسات الكيان الإسرائيلي… طهران تعلن امتلاكها وثائق سرّية و”بالغة الحساسية” تتعلق بالبرنامج النووي الإسرائيلي، ما يفتح أبواب الجحيم أمام تل أبيب على أكثر من صعيد: أمني، سياسي، ودولي.
في تقرير متلفز بثّته القنوات الرسمية الإيرانية، ورافقته تغطية واسعة من وسائل إعلام مقربة من محور المقاومة، أعلنت إيران أن جهاز استخباراتها تمكن من الحصول على أرشيف نووي إسرائيلي يحتوي على آلاف الوثائق الاستراتيجية. ووفقًا لما تم تسريبه، فإن هذه الوثائق تكشف معلومات دقيقة عن البنية التحتية النووية السرّية لإسرائيل، مواقع التخصيب، خرائط المنشآت، وخطط الطوارئ العسكرية المرتبطة بها.
الخبر بحد ذاته ليس فقط إحراجًا، بل تهديد وجودي. فتل أبيب، التي طالما رفضت الاعتراف بامتلاكها للسلاح النووي، تجد نفسها اليوم أمام خطر انكشاف كامل أمام العالم. والأخطر من ذلك: أن هذا الانكشاف لم يأت من تسريب داخلي صغير، بل من يد خصمها الأكبر… إيران.
السيناريوهات المحتملة تتسارع:
1. على الصعيد الدولي، قد يُجبر هذا التطور الوكالة الدولية للطاقة الذرية على فتح ملف إسرائيل النووي، خاصة مع وجود أدلة قد تُنشر قريبًا، تُثبت خرقًا صريحًا لنظام حظر الانتشار النووي. ومن غير المستبعد أن تطالب بعض القوى الدولية – خصوصًا من خارج معسكر واشنطن – بمساءلة تل أبيب ومقارنة تعامل المجتمع الدولي مع إيران وإسرائيل في هذا المجال.
2. سياسيًا داخل إسرائيل ، يواجه بنيامين نتنياهو عاصفة لا تقل خطورة عن الحروب العسكرية التي يخوضها. رئيس وزراء محاصر بغضب داخلي، فشل في غزة، وعاجز عن ضبط الأمن في الجبهة الشمالية، والآن يواجه أسوأ كابوس استخباري في تاريخ إسرائيل. خصومه في الداخل بدأوا بالفعل باستثمار الفضيحة، والجمهور ينتظر معرفة كيف سُرقت أسرار الدولة من داخلها، ومن كان نائمًا على حراسة “القنبلة النووية”.
3. أمنيًا وعسكريًا ، فإن أكثر ما يُقلق قادة الجيش الإسرائيلي اليوم، ليس فقط تسريب المعلومات، بل احتمالية أن تكون إيران قد رسمت خريطة مفصلة لنقاط الضعف النووية الإسرائيلية، وباتت تملك “الزرّ النووي العكسي”: القدرة على الضرب الدقيق في ساعة الصفر، بمجرد توافر الغطاء السياسي أو الاستفزاز المناسب.
فهل نحن أمام مرحلة جديدة من التوازن الاستراتيجي في المنطقة؟
هل انتهى زمن الغموض النووي الإسرائيلي؟
وهل باتت إسرائيل، لأول مرة، في موقع من يُراقب ويخاف… لا من يُراقب ويهدد؟
الإجابات قيد التشكل.
لكن الثابت الوحيد هو أن الساعات القادمة ستكون مُحمّلة بتداعيات خطيرة… وربما مفصلية في تاريخ الصراع بين إيران وإسرائيل.