بقلم
د. محمد سعيد البكرى
قول الزور أو الشهادة به من أبشع الرذائل ، وأشنع المعاصي ، وأفحش الآثام ، وأعظم الموبقات ، وأكبر الكبائر .. ورب العزة سبحانه قرن النهي عنها بالنهي عن عبادة الأوثان في محكم القرآن ، فقـال تعالى : فاجتنبوا الرجس من الأوثان ، واجتنبوا قول الـزور (. وفي الصحيحين عن أبـي بكر رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول اللـه r : » ألا أنبئكـم بأكـبـر الكبائـر (ثلاثا) ؟ « ، قلنا : بلى يا رسول الله ، قـال : » الإشراك بالله وعقوق الوالدين « ، وكان متكئا فجلس فقال : » ألا وقول الـزور وشهـادة الـزور ، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت .
___________________
– فشاهد الزور إنسان حقير دنيء سافل ، قد فسدت طويته ، وسقم ضميره ، ودَوِي قلبه ، وانحرفت فطرته ، وارتكست نفسه ، وصار مستعدا لأن يدوس كل القيم والفضائل ، ليظفر ويحتفظ بما أبدله بدينه من حطام الدنيا الزائل .
– وشـاهد الـزور خـوّان أثيـم ، وله عند الله العذاب الأليم . قال تعالى : ] إن الله لا
يحب من كان خوانا أثيما ( ، وقال النبي الأكرم r : » لا إيمان لمن لا أمـانة له
____________________
« . ويقول عليه الصلاة والسلام : » … إياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا .
– وشاهد الزور يجني على نفسه أولا ، فيلبسها لباس الخزي والعار والذل والاحتقار ، ويعرضها لعقاب المنتقم الجبار .
____________________
من تحدث او شهد بالزور يجني على المجتمع برمته ، فهو يسهم في إفساده وتخريبه وتهديد كيانه وإسقاطه
___________________
وعموما ، فإن شاهد الزور يعتبر مفسدا في الأرض ، والله عز وجل يقول ولا تعثوا في الأرض مفسدين ، ويقول سبحانه : والله لا يحب المفسدين ويقول عز من قائل : إن الله لا يصلح عمل المفسدين.