قصة قصيرة بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم
في طفولتي كان في قريتنا الشيخ (عطية البيومي) أحد كبار العائلة .. كان يحرص على قراءة جريدة الأهرام كل يوم وذات مرة كنت مع أصدقائي فطلب من كل واحد أن يشغل الغرفة التي نجلس فيها بما في مخيلته فشغل أحدناً الغرفة بقش .. فقال له الشيخ عطية البيومي : سوف تسلك في حياتك أسهل السبل وأيسرها فأنت لم تكلف نفسك عناء أى شئ .
وملأ الثاني الغرفة بزهور جميلة .. وهنا قال له :
الحياة ليست كلها جمالاً إن فيها جوانب غاية في الدمامة والبشاعة .
وملأ الثالث الغرفة بكتب .. فقال له : إن العلم مفيد حقاً ولكنه ليس كل شئ في الحياة .
وعندما جاء دوري أحضرت شمعة وأشعلتها ووضعتها في وسط الغرفة .. وهنا قال الشيخ عطية البيومي : أحسنت يا ولدي .. إنك تدري مهمة الإنسان .. فعلى الإنسان أن يعطي نوراً للجميع .
هنا قرأت الفاتحة على روح الشيخ عطية البيومي ثم تركت المقابر .