بقلم….. ( صبرين حسن)
كنت متابعة جيدة لأخبار كورونا و إحصائيات المصابين والمتعافين والمتوفين كنت دائمة النصح لكل من حولي أن يلتزموا بالإجراءات الوقائية والتعقيم .. وكنت ملتزمة منزلي وحريصة على التباعد الإجتماعي … وفجأة أصبحت من المصابين من عدوي كحالة مخالطة لزوجي …
الخبر كان بمثابة صدمة وفزع وقلق وبدأت الأسئلة …
هل سأتعافى أم سأصبح رقم زائد في إحصائيات المتوفين ؟
هل هذا الإبتلاء غضب من الله ؟ هل هذا نتاج تقصير وأراد الله أن يردني إليه ردا جميلا
ولكن الله إذا أحب عبدا إبتلاه .. هل إشتاق لصوتي في الدعاء ، هل إشتاق لدموعي حين اناجيه ؟
أسئلة لم اجد لها إجابة في البداية ..
وبدأت مرحلة المعاناة النفسية والخوف والترقب ولأول مرة في حياتي أندم على القراءة والمعرفة .. فبحثي عن الفيرس ومعرفة كل شيئ عنه وبالأخص أعراضه التي تأتي بالتدريج في الخطورة والمعاناة ..
بات يطاردني في نومي الخوف من عرض الغد حتى أصبحت أشتهي النوم و فقدت الشهية فأعطيت للفيرس الفرصة كي يتوغل أكثر ، وبدأت الأعراض النفسية وهي المرحلة الأسوء ..
حينها فقط إستيقظت وإنتابني شعور محارب لم يخسر معركة من قبل وحتى وإن كانت آخر معركة ومقدر له أن يخسر روحه فيها فلا يليق بالمحاربين الإستسلام..
وبدأت المقاومة وبدأ الجسد يعافر والقلب يقاوم ويساندهم الإيمان وثقة في الله سبحانه وتعالي ليس لها حدود وطمع في رحمته وعفوه وتقربي إليه وبكاء أبي وأمي وإخوتى ودعاء المحبين وبدأت تزول أعراض الفيرس شيئا فشيئا وبدأت أسترد عافيتي ..
في هذه الأوقات وقد مر على إصابتي بهذا الفيرس اللعين ثلاثون يوما .. ثلاثون يوما وجدت أصدقاء كانوا بجانبي دوما لم يكلوا ولم يملوا على دعمي ومساندتي نفسيا سواء تليفونيا أو من خلال وسائل التواصل الإجتماعي ، وجدت أشخاص لم يكن بيني وبينهم سوي معرفة عابرة أو مجرد صداقة لصفحات الفيس بوك وكأنهم أصدقاء وإخوة ، وجدت أشخاص آخرون كنت أضعهم تحت مسمي أصدقاء وكانت لهم مكانة في قلبي فأكدوا لي أن هذه المكانة كبيرة جدا عليهم فأصبحوا على باب القلب زوارا ..
حينها فقط وجدت الإجابة على أسئلتي في البداية والإجابة كانت أمامي وقد كتبتها بيدي وهي ( أن الله إذا أحب عبدا إبتلاه ) ليس فقط ليؤجر على الإبتلاء ولكن ليظهر له حقيقة القلوب والأشخاص من حوله ..
فالحمد لله على الأجر والبصيرة .
.