الاسلاميات

حقيقة التوكل بقلم الشيخ موسى الهلالى

احجز مساحتك الاعلانية

س: ليس من التوكل على الله أن تقذف بنفسك في حوض السباحة وأنت لا تعرف العوم أو تخاطر بنفسك في حركة رياضية لم تتدرب عليها أو تدع كللتك في زمن البعوض وترقد خارج الغرفة أو تترك استعمال قاتل الحشرات وأنت داخل الحجرة تعرض نفسك للحمى أو تترك قمطرك (درجك) مفتوحا دون إغلاق فتضيع محتوياته، فما هي حقيقة التوكل على الله؟ نرجو الإفادة مع جزيل الشكر.
ج: التوكل على الله تفويض الأمر إليه تعالى وحده وهو واجب، بل أصل من أصول الإيمان؛ لقوله تعالى: { وعلى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (1) وهو من الأسباب المعنوية القوية لتحقيق المطلوب وقضاء المصالح، لكن على المؤمن أن يضم إليه ما تيسر له من الأسباب الأخرى، سواء كانت من العبادات كالدعاء والصلاة والصدقة وصلة الأرحام أم كانت من الماديات التي جرت سنة الله بترتيب مسبباتها عليها كالأمثلة التي ذكر السائل في استفتائه ونحوها؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه خير المتوكلين، وكان يأخذ بالأسباب الأخرى المناسبة مع كمال توكله على الله تعالى، فمن ترك الأسباب الأخرى مع تيسرها واكتفى
__________
(1) سورة المائدة الآية 23
بالتوكل فهو مخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمى توكله: عجزا لا توكلا شرعيا.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى