عضو اتحاد كتاب مصر والعرب
كنتُ في رحلة إلى الغردقة .. بعد المغرب كنت أجلس على شاطىء البحر أتابع لوحات أبدعها الخالق ….
المياه والأمواج التي تتلاطم في تناغم بديع .. المراكب الشراعية المحملة بعشاق مصر والسماء المرصعة بالنجوم .
جلس بجواري أحد السياح وبمرور الدقائق بدأ يتحدث معي بلغة عربية فصيحة .. استمعت لحديثه ..
فجأة … بكى عندما بدأ في حديث الذكريات …
فقلتُ : لِمَ تبكي ؟ .
قال : كان جدي مقاتلاً بالحرب العالمية الثانية وقد لقى حتفه أثناء القتال وبعد سنوات من رحيله عثرت على رسالة في أوراقه الخاصة كتبها : ربي وإلهي … لقد قيل لي إنك غير موجود … وأنا وقتئذ كأبله صدقت ذلك … في الليلة الماضية من قلب حفرة القنبلة التي رقدت فيها كنت أرى سماءك لذلك تحققت أنهم كذبوا علىّ … لو كنت كلفت نفسي أن أعرف وأتأمل كل ما صنعت لفهمت !! إنه لا يمكن أن يُنكر وجودك … والآن هل تقبل أن تسامحني وتصفح عني ؟ أنا سعيد أنك قبلتني اليوم يا إلهي .. أعتقد أن الساعة ستأتي قريباً ولكن لا أخشى الموت منذ شعرت أنك قريب جدا … هاهى الإشارة … يجب أن أذهب … يا إلهي أحبك كثيراً … ستحدث معركة هائلة ومن يدري ؟ يمكن أن آتي إليك في هذه الليلة رغم أن علاقاتي السابقة معك لم تكن حسنة … هل ستنتظرني على بابك ؟ إنني أبكي …. غريب أن أذرف دموعاً !! آه .. ليتني تعرفت إليك قبل الآن بكثير .
جاء صوت المؤذن لصلاة العشاء فنهض مسرعا ..
فقلت : إلى أين ؟ …
تركني ولم يرد .