اسليدرالأدب و الأدباءالثقافةحصرى لــ"العالم الحر"

حفلة السفاهة والذكاء الاصطناعي

قصة أحمد فتحي رزق

احجز مساحتك الاعلانية

حفلة السفاهة والذكاء الاصطناعي

في قرية صغيرة تُدعى “وادي الضحك”، حيث السماء تمطر ألوانًا والرياح تحمل همسات الأجداد، اجتمع خمسة أشخاص في ليلة اكتمال القمر لحضور “حفلة السفاهة”، وهي طقس سنوي غريب تُقام فيه طقوس لا يفهمها إلا من عاش في القرية طويلًا

### الشخصيات:

  1. *سالم العطّار*: رجل عجوز يعمل في بيع الأعشاب والعطور، يدّعي أنه يستطيع شم رائحة الأحلام.

  2. *فاطمة الزرقاء*: امرأة غامضة ترتدي عباءة زرقاء، يُقال إنها تتحدث مع الطيور وتفهم لغة الأشجار.

  3. *ناصر الصغير*: شاب في العشرينيات، يعمل في إصلاح الساعات، لكنه يحلم بأن يصبح مغنيًا مشهورًا.

  4. *ليلى الحائرة*: فتاة في السادسة عشرة، تحمل دائمًا كتابًا قديمًا، وتزعم أنها تقرأ ما بين السطور.

  5. *الشيخ أبو خالد*: رجل طاعن في السن، يعتبر نفسه حكيم القرية، لكنه يتحدث بلغة غامضة لا يفهمها أحد.

### الحكاية:

في ليلة اكتمال القمر، تجمع الخمسة في ساحة القرية، حيث كانت الحفلة تُقام تحت شجرة ضخمة تُسمى “شجرة الضحك”. كانت الشجرة تُصدر أصواتًا تشبه الضحك كلما هبت الرياح، وكأنها تشارك في الحفلة.

بدأ سالم العطّار بتوزيع أكياس صغيرة من الأعشاب على الحاضرين، قائلًا: “هذه أعشاب السفاهة، من يشمها يرى العالم كما لم يره من قبل”. فاطمة الزرقاء أخذت الكيس وابتسمت، ثم ألقت به في الهواء، فتحول إلى سرب من الفراشات الملونة.

ناصر الصغير، الذي كان يحمل قيثارته، بدأ يعزف لحنًا غريبًا، وكأنه يستحضر أرواحًا من الماضي. ليلى الحائرة جلست تحت الشجرة وفتحت كتابها القديم، وبدأت تقرأ بصوت عالٍ كلمات غير مفهومة، لكنها كانت تلمس قلوب الحاضرين.

الشيخ أبو خالد، الذي كان يجلس على صخرة مرتفعة، رفع يده وقال: “السفاهة ليست مجرد ضحك، بل هي رؤية العالم بعيون لا تخاف من الجنون”. ثم أخذ ينفخ في بوق قديم، فانفتح باب في الهواء، وظهرت منه صور لأشخاص لم يعرفهم أحد.

فجأة، بدأت الشجرة تضحك بصوت عالٍ، وبدأت الفراشات تحوم حول الحاضرين، وكأنها ترقص معهم. فاطمة الزرقاء همست بكلمات غريبة، فتحولت الفراشات إلى أضواء صغيرة تسبح في الهواء.

ناصر الصغير توقف عن العزف وقال: “أشعر أنني أغني للعالم كله، لكن لا أحد يسمعني”. ليلى الحائرة نظرت إليه وقالت: “ربما لأنك تغني بلغة لا يفهمها إلا من يعيش في حلم”.

سالم العطّار أغمض عينيه وقال: “أشم رائحة أحلامكم، وهي تشبه رائحة الياسمين الممزوج بالغموض”. الشيخ أبو خالد ضحك وقال: “الحلم هو الباب الذي نعبر منه إلى السفاهة، ومن السفاهة نعود إلى الحقيقة”.

### النهاية:

مع بزوغ الفجر، اختفت الفراشات، وعادت الشجرة إلى صمتها. الحاضرون تبادلوا نظرات فهموا منها أنهم عاشوا ليلة لن يتكرر مثلها أبدًا. كل منهم حمل معه سرًا من أسرار “حفلة السفاهة”، وعاد إلى حياته العادية، لكن شيئًا ما بداخله تغير إلى الأبد.

وفي القرية، بقيت الشجرة تضحك كل ليلة اكتمال قمر، تذكر الجميع بأن السفاهة ليست مجرد جنون، بل هي بوابة إلى عالم آخر، حيث الحقيقة والوهم يلتقيان

احمد فتحي رزق

المشرف العام

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى