بقلم الشاعر والناقد د.حسن فتح الباب
ما أشد المعاناة التى نكابدها نحن ابناء الدول النامية بسبب ضراوة الأمبريالية في إلحاق أفدح الأضرار بنا تحت شعار العولمة التى ترمى في جوانبها السلبية إلى القضاء على هويتنا العربية ومحو شخصيتنا الوطنية وإهدار تراثنا حتى لا تقوم لنا قائمة ونفقد سلاح مقاومة عملاء الأمبريالية ونتحول إلى هنود حمر بعد أن يسقط من أيدينا هذا السلاح .
ومن هنا أشد على أيدي المفكرين و الأدباء و الباحثين و الساسة الذين يكرسون جهودهم في سبيل تأصيل ذاتيتنا و إنقاذ تاريخنا وأجيالنا الحاضرة و القادمة من براثن أعدائنا عن طريق التوعية بأهداف أعدائنا و سياساتها .. ومن هؤلاء الأدباء والباحثين ابراهيم خليل ابراهيم فقد استجمع إرادته وشرع قلمه فى إجراء دراسات ميدانية لإستخلاص الدروس المستفادة من حربي الأستنزاف التي جرت بعد نكسة يونيو مباشرة .. والسادس من اكتوبر 1973 وأهمها إحياء غريزة التضحية والفداء التي تجلت في هاتين الحربين المجيدتين .
لقد جاب الأديب و الباحث ابراهيم خليل ابراهيم كثيرا من المدن والقرى المصرية بحثا عن أسر الأبطال الشهداء الذين جادوا بدمائم وقدموا أرواحهم رخيصة تحت علم مصر الخفاق حتى حرروا سيناء من أغلال العدو الصهيون الذي زعم أن جيشه المدعم بأحدث الأسلحة الأمريكية لا يقهر فبترتها أيدي الفدائيين المصريين ..
ولقد ألتقى هذا الأديب والباحث الدؤب بعدد غير قليل من صائدي الدبابات الذين لا يزالون على قيد الحياة وسجل العمليات الفدائية التى قاموا بها أزال الغبار عن المجهولين منهم ليكونوا قدوة حسنة لأبناء مصر جيلا بعد جيل .
تحية لإبراهيم خليل ابراهيم الأديب و الباحث الجاد المثابر وتهنئة له على جهوده العلمية و التاريخية ..
وحبذا أن تتولى هيئة الكتاب أو هيئة الأستعلامات وغيرهما من المؤسسات بنشر مؤلفاته القيمة .. وإلى الأمام دائما .