أخبار مصرالأدب و الأدباء

حسن بخيت يكتب — الإعلام العربي ….. ..بلا هوية وطنية

احجز مساحتك الاعلانية


ساقتني الأقدار وأنا أدير ريموت التلبفزيون لمتابعة الأخبار ومعرفة كل ما يجري في المجتمع , فتنقلت من قناة لأخري ، لأري اعلام بلا هوية, وبلا هدف، فلو تحدثنا علي برامج ( التوك شو) وما يحدث بها على الهواء مباشرة. يعد كارثة بكل المعانى ، فالشعار الرسمى لمثل هذه البرامج هى الشتم واللعن والسب والتلفظ بالكلمات البذيئة النابية عبر الميكرفونات وأمام الكاميرات على الهواء مباشرة دون احترام لضوابط وقوانين الاعلام المتحضر .. ولم يقتصر الأمر على مثل هذه التجاوزات الخطيرة ، بل وصل الأمر إلى الإعتداء على المشارك بالضرب بالأيدى والأرجل ، وأحيانا قلب طاولات الاستوديو ، وكثيرا يلجأ المحاور ومعد البرنامج إلى إيقاف البرنامج وقطع الارسال المباشر ، وهذا الامر لا يدل أبدا على ثقافة وتحضر هؤلاء الاعلامين وضيوف البرنامج .
ومن الطبيعى فى مثل هذه البرامج الحوارية أن يشارك فيها شخصيتان ، وكل شخصية تحمل وجهات نظر مختلفة فى قضية من القضايا العامة وهى محور الحوار ، ويطرح كل مشارك فيها وجهه نظره للمشاهد بكل ادب واحترام وتحضر ، ودون التهجم علي الرآى الآخر والتقليل من شآنه ، وبعد المناقشة بشكل حضارى وثقافى ونضوج فكرى يكون المشاهد سواء فى الاستوديو او داخل البيوت عبر الشاشات بطرح الأسئلة على ضيوف البرنامج وبطريقة اعلامية منظمة مع الالتزام الكامل لكل الحضور.
أما عن قنوات السخافة والخرافة والتي تحمل في طياتها كل أنواع الخزعبلات والشعوذة وما أكثر انتشارها علي القنوات العربية والفضائية وعبر الأقمار الصناعية والتي تقوم ببيع الوهم للمواطن البسيط من خلال اعلانات فاشلة وكاذبة تحت مسمي الدين وتعلن عن شيوخ لفك الأعمال وجلب الحبيب ورد المطلقة وتيسير الحصول علي الزوجة الثانية وارضاء الزوجة الأولي وجلب الرزق .الخ
أما عن قنوات المنشطات الجنسية والتي تجعل من الرجل العادي عملاق يحمل قوة 66حصان مع توفير بعض المثيرات الغريزية كالرقص والعري والعهر فحدث ولا حرج
يحدث ذلك في قنوات مجهولة المصدر والهوية وللأسف الشديد تبث جهارا نهاراً علي أقمار مثل النايل سات ونورسات. وعرب سات
, ومثل هذه القنوات لا صلة لها بفكر أو دين , فهي قنوات مدسوسة تدعو للسحر والشعوذة ولا تمت للدين أو الأخلاق بشيء بل تصدر صوراً سلبية للمجتمع لتخريب وتجريف العقول.. حتي أصبحت الخرافة جزءاً من ثقافة البعض لدرجة أنه ينفق علي تلك الخرافات وقد يستدين للانفاق علي مثل هذه الأمور.
إننا نعانى من الفشل الإعلامى ، لأنه إعلام بلا هدف ، ولا رؤية ، ولا حتى آدنى مقومات العمل الإعلامى المحترم ، حتى باتت صورة العربى والمسلم فى الإعلام الخارجى والعالمى هو المتخلف والمستبد والارهابى والمنحط إنسانيا وأخلاقيا”..
نشعر بالحزن الشديد لكل ما نراه ليلا ونهارا من هؤلاء الجهلة المتخلفين والذين ينقلون صورة سلبية وسيئة عن مجتمعاتنا العربية للعالم أجمع ، .
وللأسف هذه هى الحقيقة ، فقد أصبح الإعلام العربى مصدرا” للإكتئاب لكل طبقات المجتمع .
وهنا أتساءل أين الجهات الرقابية ومن يحاسب هذه القنوات التي تدمر العقول.. لابد من تفعيل دور الأجهزة الرقابية وأن تقف شرطة المصنفات الفنية بالمرصاد لهؤلاء وأن تقوم وزارة الاستثمار التي تخضع لها معظم هذه القنوات من خلال قوانين المناطق الحرة التابعة لها بإيقافها.
ويجب أن يعاقب صاحب القناة الذي يسمح بعرض مثل هذه التفاهات والقاذورات بالسجن المشدد مع إغلاق القناة وإنشاء جهاز مستقل بوزارة الاستثمار لمراجعة ما تبثه هذه القنوات من سموم.
وفي النهاية يجب أن يلتزم الجميع وعلي رأسهم النايل سات ونورساتوعرب سات وغيرها من الأقمار العربية بالمسئولية الاخلاقية ويتكاتف كل في مجاله لمحاربة هذا المد الفضائي الذي لا علاقة له بدين أو شرع ,أو عرف ,أو قانون .

Related Articles

Back to top button