بالأمس كان يخيل لبعض الجهال (الذين لم يفقهوا من التاريخ أي درس على الأطلاق ) بأن السؤال المحير الذي يشغل عقول قادة الدول الكبرى هو كيفية رحيل الأسد ونزوله عن ظهورالسوريين وأشلاء أبنائهم و ذويهم ، أما اليوم لايزال التساؤل المربك الذي يؤرق قادة الدول الكبرى هو كيفية أزاحة ما تبقى من معارضي الدكتاتور ليجكم الى الأبد .
وضمن ذات السياق ، فالجميع يترقب ولادة ( طفل الخطيئة الدولية ) الناتج عن نكاح النفعية العالمية مع الشخصيات القيادية ، والذي سيلقب مجازا ( الحل السياسي ) !!
فلا يوجد فرق يمكن ملاحظته (وفي حال الأستعانة بمجهر مخبري دقيق جدا ) بين الأبقاء على الأسد أو رحيله في حال تنصيب طفل غير شرعي (جديد ) كحاكم مطلق على الدولة السورية مادام يتبع الى حزب أبناء الخطيئة ، ومن هنا يتضح لنا السبب الجوهري المتعلق بعدم محاسبة مرتكبي الجرائم الأنسانية على الصعيد الدولي و مهما علت أصوات الأنذار الناجمة عن أنتهاكات تلك الفئة المتكررة لحقوق الأنسان !!
وكما يعتبر مجلس الأمن وهيئات الدفاع عن حقوق الأنسان مجرد واجهة براقة تتيح لاولئك القفز فوق حواجز القانون بكل أنسابية ومرونة . ترامب يؤدي النشيد الوطني الروسي ؟؟
المثير للسخرية والأمتعاض بالوقت ذاته هو محاولات المعارضة السورية المتكررة أستجداء الموقف الأمريكي من أجل تلقي الدعم اللازم لنجاح مساعيهم بالأطاحة بالأسد ، مع الأشارة هنا بأنحسار ضبيابية موقف الأدارة الأمريكية السابقة والحالية حول مصير الأسد ، فمن يقف خلف الأسد وأمثاله تفوق سلطتهم ونفوذهم رئيس الولايات المتحدة وجميع رؤساء العالم ( قيادي حزب الخطيئة ) .
فواشنطن تربط مغادرة التحالف الدولي سوريا بنجاح مفاوضات جنيف والذي سيؤدي بنهاية المطاف الى الحل السياسي المزمع البدء به في العام القادم ، وكما نوهنا ضمن المقدمة بأن رحيل بشار كعدمه مادام من سيجلس على عرش الدولة السورية يحمل رقمه السري في نادي الخطيئة الدولي !!
حيث أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الاثنين أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد المتطرفين في سوريا والعراق لن يغادر هذين البلدين طالما أن مفاوضات جنيف للسلام في سوريا والتي ترعاها الأمم المتحدة لم تحرز تقدما ، وأكمل الجنرال السابق في قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) ماتيس ، بأن مهمة قوات التحالف هي القضاء على تنظيم داعش وإيجاد حل سياسي للحرب في سوريا .
ومع بدء المراسم العلنية بتنصيب ترامب ضمن الدائرة المقربة من القيصر الروسي بوتين ، يحاول ترامب خلع قناعه بتروي لكي يكون وقع الصدمة على الجميع أخف وطأة ، وكما تحدثنا ضمن مقالات سابقة بأن التحقيقات المتعلقة بكشف العلاقة الوطيدة بين أدارة ترامب بالقنوات السرية للكرملين لن تشكل هاجس قلق لديه بل على العكس سوف تدفعه للمضي قدما بمخططاته المنبثقة عن لجنة صياغة الرؤية الروسية للأوضاع العالمية !!
ولمن مازال يشكك ويأمل بتوصل اللجنة المعنية بالكشف عن جذور العلاقة بين الجانبين الى أصدار قرار بمحاسبة ترامب مما يؤدي الى تنحيته عن منصبه كعقاب على تؤاطه مع العدو الأوحد لواشنطن ، فعليه أن يستيقظ من أحلامه ، فاللجنة الأن تقف مباشرة فوق الجسر الواصل بين ترامب والكرملين بلاطائل !!
فقد شهدت التحقيقات تقدما مفاجئا بعد توجيه أتهامات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لثلاثة مستشارين سابقين للرئيس الأميركي، من بينهم مدير حملة ترمب السابق بول مانافورت، وهو الآن قيد الإقامة الجبرية , كما لاحظنا خلال الشهر الحالي وقوف عناصر التحقيق في الحديقة الخلفية لصهر ترامب “جاريد كوشنر” عقب ظهور أدلة مباشرة تربطه بالجانب الروسي ولكن بلا فائدة .
في حين أعرب صحفي أميركي بارز عن اعتقاده بأن الرئيس دونالد ترمب خان ثقة الأميركيين فيه وغدر بمصالحهم عندما أنحاز لجانب من وصفه بالعدو، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين .
وكان الكاتب شارلس بلو يعلق على تصريح لترمب الأسبوع الماضي ، قال فيه إنه يؤيد تقييم المخابرات الروسية بشأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية التي جرت العام الماضي ، بدلا مما توصلت إليه مخابرات بلده من استنتاجات .
وبرأيي الشخصي سنشهد بالفترة القادمة أطفاء الأضواء الامريكية المسلطة تجاه موسكو وتهميش عمل لجنة التحقيق الى أدنى حد .
ومن خلال النافذة العربية ، فقد صرحت صحيفة وول ستريت جورنال إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون تنازلا عن ميزة التفوق في الشرق الأوسط لصالح روسيا وإيران .
وأعتبرت الصحيفة في أفتتاحيتها يوم الاثنين أن الأتفاق الذي أعلنه ترمب في فيتنام مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والخاص بنزع فتيل الصراع في سوريا ، بمثابة تنازل عن “التفوق الإقليمي” لروسيا وإيران ،
وأضافت أن ذلك ما يمكن أن يُستخلص من البيان الصادر عن الزعيمين السبت الماضي .
وقال البيان إن الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين “اتفقا على أن النزاع في سوريا ليس له حل عسكري”، مضيفا أن الجانبين أكدا “تصميمهما على دحر تنظيم داعش” .
وأضاف البيان أن الجانبين اتفقا على إبقاء القنوات العسكرية مفتوحة لمنع تصادم محتمل حول سوريا وحث الأطراف المتحاربة على المشاركة في محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة في جنيف .
خلاصة القول إن المشهد كاملا يوحي بأن ترمب ووزير خارجيته يستخدمان على ما يبدو “دبلوماسية نزع فتيل الصراع” لتبرير الانسحاب من سوريا ما بعد تنظيم الدولة الإسلامية .
عزيزي المواطن العربي ، أن لعنة العواطف التي نمارسها بكل سذاجة والسباحة الخطيرة خلف تصريحات وتحركات بعض الشخصيات الرسمية تعتبر هي مشكلتنا الجسيمة في العالم العربي ، وعلى سبيل المثال لوخرج علينا ترامب في يوم ما وصرح بأنه يكره أسرائيل لسجدنا بين يديه وسلمناه سيف صلاح الدين ودرعه ليعيد القدس لنا !!
وهنا أترك المجال لك لنقوم بنقد تصرفاتك العبثية ودفاعك المستميت عن خليفة المسلمين والمدافع الأول عن حقوق الشعوب المضطهدة ( المبجل أردوغان ) ، ولكي أزيح غمامة السخط الذاتي عن صدرك قليلا فيؤسفني بأن أخبرك بأن عدد المخدوعين بالمحتال العثماني يفوق التعداد ، و من ضمنهم معظم رجالات المعارضة السورية !!
وفي ما يشبه الرد غير المباشر على التصريحات الروسية والأميركية قبل عدو أيام، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن من لا يعتقدون بجدوى الحل العسكري للصراع في سوريا عليهم أن يسحبوا قواتهم .،
وأضاف الرئيس التركي في تصريح للصحافيين قبل أن يتوجه إلى روسيا “لدي مشكلة في فهم هذه التصريحات.
إذا كان الحل العسكري خارج الحسابات فعلى من يقولون ذلك أن يسحبوا قواتهم” .
ليعود المهرج التركي الشهير بحركاته البهلوانية ليقضم تصريحاته السابقة وبلا كأس ماء !!
وتحت عنوان بوتين وأردوغان يتفقان على الحل السياسي في سوريا دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى تكثيف الجهود لدفع العملية السياسية قدما في سوريا ، كما أكد أردوغان أن العلاقات بين البلدين تتطور .
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقب اجتماع بين الرئيسين استمر أربع ساعات يوم الاثنين في مدينة سوتشي بجنوب روسيا تناول -بالإضافة إلى الأزمة السورية- التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة التصعيد في لبنان والخلافات الخليجية الإيرانية وتداعياتها على المنطقة ؟؟
كما أعرب الرئيس التركي عن سعادته القصوى ببدء وصول السلع الزراعية التركية إلى روسيا لكنه أوضح أنه يرغب في رفع ما تبقى من قيود تجارية بين البلدين .
والحق يقال بأن أردوعان لم يحرف الوجهة التي رسمها عقب الثورة السورية ولكن عميت قلوب بعضهم وأبصارهم ؟؟
فأردوعان هم من قدم مدينة حلب للروس والايرانيين وعلى طبق من دم السوريين بعد أصداره أوامر لفصائل المعارضة بمغادرة المدينة الأستراتيجية أرضاءا لحليف الأسد الروسي متذرعا بضرورة ألتحاقهم بقوات درع الفرات ، كما أن أردوغان مارس أفظع صور الأبتراز الأخلاقي من خلال أبتزاز الدول الأوروبية بألام الشعب السوري لقاء منافع تركية بحتة . وللتاريخ أقول بأن أردوغان لم يخدع أحد ؟؟
فقد ترك الخداع من خلع القناع !!
أما وبالنسبة للأوضاع العريىة المتهالكة فقد أعتقد الكثيرون بأن زوال تنظيم داعش ولفظه أنفاسه الأخيرة في المنطقة سوف يؤدي الى توقف عرض مسرحية الألأم العربية المتواصلة العرض منذ سنوات طويلة ، ويبقى السؤال العفوي هنا ..
هل من يقف خلف داعش أعلن أستقالته عن ترويع الشعوب العربية ؟؟
فالمرحلة الحالية -مرحلة ما بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية- كان من الممكن أن تكون فترة هدوء نادرة بالمنطقة ، لكن كانت للدول الكبرى رؤية مغايرة لتلك النظرة ؟؟
فقد شهدنا تصعيد الخلاف بين السعودية و إيران وزادت المخاوف من وقوع حمام دم جديد بالشرق الأوسط مركزه لبنان !!
وكما أخبرتكم سابقا بأن صانع الموت لايجيد صنع الحلوى !!
وكانت قناة بي بي سي البريطانية نشرت تحقيقا استقصائيا بعنوان “سر الرقة القذر” تحدثت فيه عن تفاصيل اتفاق سري جرى بعلم قوات التحالف وبالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية لإخراج مقاتلي التنظيم من الرقة نحو مناطق سيطرته بريف دير الزور..
وأن كنت أحاور أحدا هنا , فأنني أحاور ضمائركم النائمة عساها عندما تستيقظ أن تعلن النفير العام قبل زوال ه ذه الأمة المنكسرة حد أستحالة الجبر !!