مقالات واراءاهم المقالات

حروب غير مقدسة- الشعب الايراني يدفع ثمنا باهظا لحروب النظام المشبوهة.

احجز مساحتك الاعلانية

لو قمنا بعملية مقارنة بين الزعماء العرب خلال عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين من جانب، وبين خميني وخامنئي من جانب آخر، من حيث توظيفهما للقضية الفلسطينية والسعي للإستفادة منها لأهداف وغايات مختلفة، لوجدنا أن الكفة ترجح وبتفوق وإمتياز لصالح الطرف الثاني، ولاسيما وإن الطرف الاول قد قام بإستخدامها في حدود قومية ووطنية محددة مع ملاحظة مهمة جدا وهي إن الطرف الاول وتحديدا الرئيس المصري الراحل أنور السادات قد تمكن من تحقيق نصر عسكري كبير على إسرائيل بعبوره لخط بارليف، لكن الطرف الثاني، الذي أسبغ على توظيفه وإستغلاله للقضية الفلسطينية بعدا وغطاء دينيا مقدسا، قد ملأ الدنيا صراخا وصخبا ولكنه لم يحقق طوال الـ45 عاما الماضية سوى الكوارث والويلات ولعل ما حدث في حرب تموز 2006 في لبنان وحرب غزة المدمرة المستمرة لحد الان، أوضح مثالين على إنجازاته.

الحروب العربية ضد إسرائيل ومع كل الانتقادات والمآخذ المختلفة منها، لكنها مع ذلك لم تبالغ الى حد تتجاوز الواقع والمنطق، ولكننا عندما ننظر الى الحروب التي أثارها ويثيرها النظام الايراني عبر وكلائه في المنطقة، فإنه ليس يتجاوز الواقع والمنطق فقط بل وحتى أحيانا يسعى لتجاوز الخيال ذاته ولاسيما عندما تتعلق المسألة بإسرائيل. ولكن ثمة ملاحظة مهمة يجب أن نأخذها بنظر الاعتبار والاهمية البالغة وهي إن الحروب التي قامت بها الدول العربية منذ عام 1948 وحتى عام 1973 حيث حرب أكتوبر، لم ينجم ويتداعى عنها أية تأثيرات نوعية على الامن الاجتماعي والقومي العربي، في حين إن الدول العربية ومنذ أن قام النظام الايراني بفرض حروبه (المقدسة) من خلال وكلائه على المنطقة، فإن الامنين الاجتماعي والقومي قد تأثرا سلبا ولاسيما في البلدان الخاضعة لنفوذه، بل والانكى من ذلك إننا صرنا نسمع بتنظيم رحلات للشيعة الجزائريين لزيارة المراقد المقدسة في العراق أو نسمع بالتشيع الممنهج في مصر والمغرب وتونس وحتى بلدان أفريقية غير عربية.

الحروب المقدسة للنظام الايراني، تعيد الى الاذهان الحروب الصليبية وما جنته على أوروبا من ويلات وإراقة دماء من دون أن تحقق أهدافها، ولاريب من إن الخراب الذي حصل في لبنان أثر حرب تموز 2006، والدمار والابادة البشرية التي حصلت في حرب غزة، تدفعنا لمقارنة هذه الحروب الموضوعة في إطار المقدس بالحروب الصليبية، ولاسيما وإن ظلال الشك يلقي بنفسه بكل قوة على كل حرب يقوم النظام الايراني بإثارتها عبر وكلائه. وكما كان هناك الكثير من السخرية والتهكم على شعارات “تحرير القدس يمر عبر كربلاء” أو عبر بيروت أو عبر صنعاء، فإن هناك أيضا تهكم على الحروب المقدسة بالوكالة للنظام الايراني، حروب تتم عبر مناوشات صاروخية ودرونية محددة بل ومن يدري قد يكون هناك حتى إتفاق مسبق عليها، لكن المهم بل وحتى الاهم هنا هو إن الهدف من هذه الحروب ليس إسرائيل بل إنها البلدان العربية ذاتها، إذ وبعد كل فاصل حرب مقدسة، يتم جبر الخواطر والاتفاق مع إسرائيل و”يا دار ما دخلك شر” ولكن بقى ويبقى الحال والاوضاع السلبية في البلدان العربية المفروضة عليها هذه الحروب التعيسة، ولا ننسى أيضا لفت الانظار الى إن النظام الايراني ومن أجل لفت أنظار شعوب المنطقة والشعب الايراني، يظل يقوم بإجترار مزاعم الانتصار وهزيمة الصهيونية والولايات المتحدة في هذه الحروب الكارثية التي يجب أن لا ننسى بأن الشعب الايراني يدفع أيضا ثمنا باهظا لهذه الحروب المشبوهة ولاسيما عندما ردد في تظاهرات وإنتفاضات عدة بعد أن طفح به الكيل: “لا فلسطين ولا لبنان روحي فداء لإيران”.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى