حرب مياه بين المعارضة السورية والنظام
يحاول النظام السوري تعزيز المكاسب الميدانية التي حققها باستعادة حلب، وذلك قبيل المحادثات المرتقبة في العاصمة الكازاخستانية أستانا.
وصعد الجيش السوري من قصفه الجوي لواد تسيطر عليه فصائل المعارضة المسلحة في شمال غربي دمشق في إطار هجوم بدأه الأسبوع الماضي لاستعادة السيطرة على المنطقة الاستراتيجية التي يسري فيها ينبوع رئيسي تستمد منه العاصمة معظم إمداداتها من المياه.
وبات الجيش الذي يلقى دعما أساسيا من حزب الله اللبناني يسيطر على كافة الطرق المؤدية إلى البلدات في الوادي ومنحدرات الجبال المحيطة بالمنطقة.
وذكر مقاتلون من المعارضة أن الجيش اكتسب قوة بإحكام سيطرته على مدينة حلب شمال سوريا ويسعى إلى إجبارهم على الرحيل من المنطقة وإلا سيواجهون حربا شاملة.
وأوضح أبوالبراء وهو قائد في جماعة أحرار الشام المعارضة في المنطقة “يصعدون حتى يدفعوننا لاتفاق استسلام ولكن نحن لن نستسلم ونسلم أرضنا”.
ويعتمد الجيش السوري في محيط دمشق على استراتيجية ثابتة تقوم على الضغط على فصائل المعارضة عسكريا لدفعهم إلى القبول بتسويات هي في واقع الأمر “استسلام”.
وإلى جانب ينبوع المياه الرئيسي في وادي بردى تقع المنطقة على طريق دمشق نحو الحدود اللبنانية التي تعمل كخط إمداد لحزب الله.
وقال مقاتلون من المعارضة إن القصف الجوي تسبب في خروج محطة ضخ المياه الرئيسية لينبوع عين الفيجة من الخدمة. وينقل خط إمداد تحت الأرض في المنطقة نحو 65 بالمئة من المياه إلى أحياء دمشق. وذكر المقاتلون أن القصف أسفر أيضا عن مقتل 14 مدنيا وأصاب مركزا طبيا ووحدة للدفاع المدني في المنطقة المحاصرة التي تحصل على إمدادات محدودة من الغذاء والوقود.
وفي تبريره للهجوم على وادي بردى قال الجيش السوري إن مقاتلي المعارضة قاموا بتلويث مياه الينابيع بوقود الديزل الأمر الذي اضطر السلطات إلى قطع الإمدادات للعاصمة واستخدام مخزونات المياه لسد النقص.