إثارة الحروب وتصدير الازمات وإثارة الفتن والمواجهات والانقسامات واحد من أهم الاساليب المعتمدة لدى النظام الايراني من أجل ضمان بقائه ودرء الاخطار والتهديدات المحدقة به من أي جانب کان ولاسيما من جانب الشعب الايراني، وإن إلقاء نظرة على العقود الاربعة المنصرمة من عمر هذا النظام والتمعن فيما جرى يٶکد هذه الحقيقة بکل وضوح.
بعد 45 عاما من عمر هذا النظام، صار واضحا جدا لشعوب المنطقة ولبلدان العالم، بأن هناك ثمة ترابط قوي بين الاحداث والتطورات السلبية التي تقع في بلدان المنطقة وبين النظام الايراني، ولاسيما وإن هذه الاحداث والتطورات السلبية قد بدأت بالظهور والتفاقم مع تأسيس هذا النظام، ولاسيما وإنه قام بتأسيس أحزاب وميليشيات تابعة له في بلدان المنطقة تعمل کوکلاء له لتنفيذ المهام الملقاة على عاتقها ومن ضمنها إثارة الحروب والفتن وإختلاق الازمات والمشاکل.
إندلاع الحرب الدموية المدمرة في غزة والتي صار واضحا بأن المستفيد الاکبر من وراء إندلاعها کان النظام الايراني الذي عقد عليها الامال الکبيرة من أجل أن تخفف من وطأة أوضاعه الوخيمة ولاسيما من حيث عملية النضال والمواجهة التي يخوضها الشعب الايراني من أجل الحرية وإسقاط النظام والتي تزداد قوة عاما بعد عام، والذي يبدو واضحا بأن النظام الايراني الذي أراد أن يجعل من حرب غزة بمثابة قميص عثمان لکي يضع حدا للرفض والکراهية الشعبية ضده ويغير من سياقها لصالحه، قد مني بفشل ذريع لم ينتظره أو يتوقعه بأي شکل من الاشکال.
الشعب الايراني وقوته الوطنية الاولى المقوامة الايرانية، صاروا يعلمون جيدا بأن النظام يقوم بإثارة الحروب والازمات في بلدان المنطقة والعالم من أجل حرف الانظار عن أوضاعه ومن أجل وضع حد للمواجهة الشعبية الجارية ضده أو على الاقل وضع العصي في طريقها، ولذلك فقد فوجئ النظام الاستبدادي الايراني هذه المرة بأنه وفي خضم الحرب التدميرية في غزة فإن نضال الشعب الايراني ومواجهته ضد هذا النظام إستمر بل وحتى قد إزداد قوة أکثر من ذي قبل ذلك إن الشعب والمقاومة الايرانية قد أدرکا بأن بقاء وإستمرار هذا النظام کان وسيبقى خطرا وتهديدا کبيرا ليس على الشعب الايراني لوحده وإنما لشعوب المنطقة بأسرها إذ أن تأثيره ودوره السلبي في التأثير على الامن والاستقرار في المنطقة والعبث بها يضع بلدان المنطقة أمام منعطف بالغ الخطورة، ولهذا فإنه من الملفت للنظر إن شعوب المنطقة أيضا لم تنخدع بتهريجات النظام الايراني فيما يتعلق بالحرب في غزة وإنما تنظر الى نواياه السلبية.