الماء أساس الحياة منه كان المنشأ قال تعالي في محكم تنزيله : ” وجعلنا من الماء كل شئ حي “. الكاتب دكتور حسن بكر في كتابه “حروب المياه في الشرق الأوسط ، الجديد ” ، بدأ عنوان كتابه بتلك الكلمة الصادمة ، وذلك لكي يلفت الأنتباه الي مدي حجم المخاطر التي يتجه نحوها العالم بخصوص نقصان مياه الشرب . وفي تقرير صادر من البنك الدولي حول التنمية يقول أن نقص المياه يهدد 80 دولة أي 40% من سكان العالم أكثر من 2 بليون شخص يعانون نقص الحاجات الأساسية للأنسان والصحة العامة . وقد حذر دكتور بطرس غالي أمين عام الأمم المتحدة السابق أن حرب المياه هي حرب القرن ال21 في الشرق الأوسط . من أكبر المشاكل التي تعاني منها مصادر المياه في العالم وهي السبب المباشر لنقصان المياه : التلوث والأهدار وهي من العوامل البشرية التي لها تأثير مباشر علي أزمة المياه . والتلوث المباشر من أهم المخاطر التي تهدد الموارد المائية ، ويرجع ذلك الي ضعف تقنيات حماية البيئة من أثارالتلوث الصناعي وهو ما يؤدي الي خسارة كميات كبيرة من الموارد المائية السطحية والجوفية . وتؤدي زيادة النفايات الصناعة والزراعة والأنسان الي زيادة التلوث . هذا وكل متر مكعب من المياه الملوثة يؤدي الي تلوث 40-60 متر مكعب من المياه . أما بخصوص الهدر فهو أحد الأبعاد الداخلية لثغرة الأمن المائي العربي ، ويعتبر سوء الموارد المائية المتاحة في العالم العربي وفساد السياسات المائية العربية المتبعة من أخطر التهديدات الداخلية للأمن المائي حيث أنها تنتهي الي هدر الأمكانيات والقدرات القومية . والعوامل التي تؤدي الي هدر المياه العربية هي : -أتباع نظام ري غير سليم . -التبذير في أستخدام أحتياطي المياه. -قلة الأعتمادات المالية التي تستلزمها برامج ومشروعات التطوير الخاصة بالموارد المائية . -غلبة النزعة الأنانية القطرية علي العمل العربي المشترك. من أبرز الأمثلة علي ذلك مياه شط العرب التي تمثل تلاقي نهر دجلة والفرات أذ أنها تضيع هدرا في البحر بينما تنفق دول الخليج أموالا طائلة في تحلية المياه بمعدل 6 ريالات للمتر المكعب الواحد من الماء المحلي . ومن أهم العوامل المؤثرة في أزمة المياه النمو السكاني في الوطن العربي الذي يبلغ 3% سنويا وهذه النسبة من أعلي المعدلات في العالم ومن المتوقع أن يتسبب هذا النمو السكاني السريع في عجز مائي يصل الي ما يزيد عن 127 مليار متر مكعب حتي سنة 2003 وتؤكد بعض الدراسات أن الأستهلاك المنزلي للمياه سنويا في الوطن العربي سيقفز في 2015 الي 40173 بليون متر مكعب . *في المقال القادم تدارس حول السياسات العالمية التي دافعها الأساسي المياه .