بقلم
شيرين صالح
المرأة الجميلة هي مطلب وأمنية كل رجل، وقد خلق الله المرأة مخلوقا جميلا يصعب مقاومة سحره وخاصة من طرف الرجال، ومهما تظاهر بعضهم بأن الجمال صفة غير ذات قيمة كبيرة بالنسبة لهم في المرأة فإننا كثيرا ما نرى أصحاب تلك الآراء يلاحقون الفتيات الجميلات بأعينهم بطريقة تعكس تناقض آرائهم التي يتفوهون بها مع حقيقتهم التي يخفونها، ولأن المرأة الجميلة تكون محط الأنظار دائما تسلط عليها الأضواء بكمية أكبر من غيرها فإن ذلك يدفع الرجل إلى الغيرة عليها وقد تصل هذه الغيرة إلى حد مبالغ فيه يجعل المرأة تشعر أن جمالها الذي أنعم الله عليها به لتكون أكثر سعادة في حياتها قد عكر عليها صفو هذه الحياة بسبب غيرة الرجل الزائدة، فالرجل الغيور قد يتفنن في اختراع طرق تعبيره عن الغيرة وقد يصل به الأمر أحيانا إلى حد منعها من الخروج من البيت أو النظر حتى من شرفة أو نافذة البيت، ليس ذلك فحسب بل إن الواقع يحمل أمثلة عن الغيرة أكبر بكثير مما يمكن أن يتصوره العقل، وقد حملت لنا المحاكم قضايا طلاق كثيرة حدثت بسبب الغيرة الشديدة على الزوجة الجميلة ونتيجة عدم احتمال الزوج تبعات جمال زوجته، وإرهاق أعصابه التي لا تهدأ حيث يفكر في كل لحظة في وسائل أكثر فاعلية من سابقاتها لمدارة عيون الرجال عنها، وفى المقابل نجد عدم احتمال الزوجة لدفع ضريبة جمالها الباهظة الثمن من حريتها وراحتها، ما يدفعها إلى الملل من قائمة الممنوعات المفروضة عليها، وكأنها قد أذنبت حين جاءت إلى الدنيا جميلة.
وفى كل يوم تزداد قائمة الممنوعات، وتضاف إليها أوامر جديدة، ومن الطبيعي أنه عندما تكون المرأة جميلة بشكل واضح فإن ذلك يجعلها عرضة دائمة لإبداء الإعجاب بها، ومحاولة التقرب إليها والتعرف عليها، وهذه التصرفات تدفع الرجل إلى محاولة فرض سياج حولها لعزلها عن كل العالم المحيط بها حتى لا يرى هذا الجمال سواه، ولكن الغيرة عندما تزيد عن حدها فإنها تصبح قيدا مملا تسعى المرأة لكسره بكل قوتها، فعندما يقوم الرجل بوسائل تقيد المرأة بطريقة مبالغ فيها يدفعها ذلك إلى النفور منه وبالتالي كراهيته.
والغيرة على الزوجة الجميلة يجب أن لا تتجاوز حدود الغيرة التي تعبر عن الحب لها والإعجاب بها أما منعها من مزاولة عملها أو الخروج من البيت وغيرها الكثير من التصرفات التي يقوم بها الرجال الغيورون تدل على أنانية شديدة وحب للتملك، وفى ذلك مصادرة لكل حقوقها في ممارسة حياتها بصورة طبيعية بعيدة عن كل الأمراض النفسية التي يمكن أن تتعرض لها نتيجة هذه التصرفات، وأول هذه الأمراض هو الاكتئاب نتيجة العزلة المفروضة عليها ومنعها من الاختلاط بالآخرين ومحاولة إلغائها كانسان له كيان وفكر وعقل وليست امرأة جميلة فحسب.
كل هذا يدفعنا إلى السؤال هل جمال المرأة سبب كاف لتقييدها ومنعها من ممارسة حياتها الطبيعية؟ وإذا كان هذا الجمال نعمة قد وهبها الله لها فلماذا يحوله الرجل إلى نقمة عليها؟ ولماذا الاعتقاد دائما بأن المرأة الجميلة لا يمكن أن تكون قادرة على تحمل مسئولية الحفاظ على نفسها بل إنها تحتاج إلى راع يرعى هذا الجمال ويحافظ عليه من أعين المعجبين؟.
وكلمة أخيرة نقولها لك أيها الرجل الغيور إذا كان لديك امرأة جميلة فحافظ عليها ولا تحملها ذنب أنها قد خلقت جميلة، فقد خلقها الله ذات جمال لتسعد أنت به لا لتشقى هي به وتتجرع من جرائه كؤوس العذاب.