الأدب و الأدباءمقالات واراءمنوعات ومجتمع

حديث من القلب

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم

شيرين صالح

امراءة هى رائعة الجمال، بيضاء اللون، زرقاء العينين، شعرها أاشقر ” نيجرو ” طويلة القامة، ممشوقة القامة وملفوفة القوام، تحمل شهادة عدة وتعشق الفن هى بالطبه ممثله موهوبه، متحررة نسبيا تملك ثقة كبيرة في نفسها، لا تخاف من احد، جريئة، تحمل الكثير من الافكار التقدمية، يعلو وجهها دائما ابتسامة رقيقة، عصبية المزاج بحيث اصبحت تثور لتفه الاسباب اذا ما حاول احد النظر اليها نظرة خاصة، دار حديث بيني وبينها، فيه الكثير من الصراحة، تضمن حديثها معي مشكلة تعاني منها كثيرا تتعلق بجمالها تعلم بأنني من مناصري المرأة والمدافعين عن حقوقها، طلبت مني ان اجد لها حلا لمشكلتها وقالت لي ما ذا تفعل لو كنت مكاني وعندما سألتها عن طبيعة مشكلتها، قالت لي بان جمالها اصبح نقمة على نفسها وليس نعمة كما يتصور البعض، وعندما سالتتا عن السبب، قالت لي بأنها كلما ذهبت لابحث عن وظيفة ما، بالشركات الخاصة او العامة فكل المسؤولين يرحبون بها اجمل ترحيب والكل يرغب بان تشتغل الى جانبه براتب مغري نسبيا ويشعرونني احيانا بأنهم مستعدون لاعطائها راتبا اضافيا من جيبهم الخاص، وكانت تتساءل عن سبب اهتمامهم بها بشكل غير طبيعي ولماذا كل هذا الترحيب والاغراءات المادية لها وكانت تصطدم بواقع اليم عندما تعلم اهدافهم الحقيقية منها لم تعد تحتمل اكثر ولم تعد ترغب بالبحث عن وظيفة علما وتابعت حديثها معي والالم يعتصرها وتقول بان الكل لا ينظر لي كانسانة متعلمة وترغب باداء عمل يتناسب مع مؤهلاتها العلمية وامكانياتها. الفنيه التى اصطدمت وارتطمت بأمواج عاتيه من طبقه المثقفين الباحثين عن المتعه فقط؟انهم فقط ينظرون الى جما وجهها وجسمها بشكل مجرد دون فهم لشخصيتها وافكارها واخلاقها حاولت العمل في عدة مجالات وعدة شركات ، فلم تجد مجالا ، وكلما عملت في مكان ما اصطدمت باحد المسؤولين مما يضطرها الى ترك العمل ولما يمضي عليها وقت كبير بعد حتى ان الكثير من الموظفين كانوا يحاولوا افتعال أي شيء حتى يرونها وينظروا الى جمالها ، علما بأنها لا تلبس الا ملابس عادية جدا ، وكثير من الزملاء تسمعهم يقولون عنها بأنها جميلة جدا ” كالقمر، لم اعد تحتمل كثيرا مثل هذا الكلام الذي تسمعه يتردد امامها يوميا ا رفضت كل هذه العروض والاغراءات ، لانها كانت تعلم ان كل هؤلاء ، انما يريدونها لا لروحها او لشخصيتها بل لجمال وجهها وجسمها فقط ، وكانت مقتنعة بمثل شعبي كانت تردده والدتها امامها باستمرار يقول : ” يا ما خد القرد على ماله ، بكره يخلص المال ، ويبقى القرد على حاله ” . ، لذلك حاولت العمل حتى تعين نفسها وابنائها في خلق ظروف معيشية افضل لها ، لكنها وصلت الى طريق مسدود ، فلم تعثر بعد على شخص يمد يد المساعدة للوقوف على تحقيق احلامها كفنانهوان يوظف جمالها فى خدمه العمل الفنىى يقولون لها لديك مؤهلات اهم من الشهادة الجامعية التي تحملينها ، انها تعلم مضمون كلامهم واحاديثهم ، لو كانت تقبل بكلامهم ، لجمعت ثروة كبيرة من المال ، لكنها لم تقبل ان تبيع جسدها وشرفها فالجسد والشرف لا يباع بالمال الا عند الذين لا شرف لهم . استمعت اليها كثيرا وانا افكر هل صحيح يكون الجمال احيانا نقمه المشكلة لم اواجهها من قبل ، كل ما واجهته من المشاكل وما سمعته كانت مشاكل ، على هيأة علاقات زوجية اصعبها حلا كنت اجد بالطلاق حلا وحيدا لها ، فهذه المشكلة بعيدة عن موضوعات الزواج والطلاق . جلست افكر بيني وبين نفسي هل فعلا الجمال نقمه ام نعمة على المرأة حتى يصل الامر بهذه المرأة الجميلة بان تفقد الامل فى كل من حولها ..انتظرونا وحديث اخر من القلب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى