كُنَّا نأخذُ الدنيا عِنادًا
تلطمُنا على وجوهِنا
فنتركُ قلبَنا للرِّيح ونُغنِّي
نهزأُ بنوائبِها
نُخرجُ لها لسانَنا
ونظنُّ أنَّا بذلك نغيظُها
يا إلهَ الكونِ كم كُنَّا سُذَّجًا!
نركضُ ولا نصل
ونُصرُّ على الرّكضِ في ذلك التّمدُّدِ الذي تُمارسُه علينا النهاية
الآن نُدرِك
-وكم كلّفنا هذا الإدراكُ من انكسارات-
أنَّ نصيبَنا من الحُزنِ مُستوفينا حتى آخرِ رمقٍ منّا
وأنَّ استسلامَنا لمِبضَعِه أرحمُ بقلوبِنا من الهياج
فالآن نستسلمُ
ونُعلنُ انهزامَنا
وعجزَ أبجديَّتِنا المغرورة
نعم؛ لم يعد لدينا من الألفاظ
ما نستطيعُ به زخرفةَ هذا الحُزن
فليخرجْ إلى الدنيا بصورتِه الأولى
عاريًا
فجًّا
دميمًا
ومُثيرًا للاشمئزازِ والرَّغبةِ في الموت!