رامى البكرى
كان العمل ومازال أمرا مأمورا به في كل الشرائع والأديان ذلك أنه مصدر الرزق وعفة النفس عن السؤال والذلل ومع تدارك الزمن وتطوره نرى تعددية المهن ولكن هناك مهنة اريد ان اسلط الضوء عليها قليلا وتظهر حكايتها مع عم (محمد ) رجل فقير ليس عنده واسطة ولا محسوبيه يعمل هذا الرجل سائق على ميكروباص ليضمن لنفسه اسباب الرزق ليقتات لقمة عيشه بالحلال رأي في مهنته كل ألوان الحياه من السعادة الممزوجة بالشقاء رأي فيها السعيد والحزين والبشوش الطلق والمتجهم التعيس اعتاد عم محمد الخروج بسيارته بعد صلاة الفجر معتقدا بحديث النبي البركة في البكور ويستمر في عمله لبعد العشاء ولكن بلسان حاله يوجد غيظ وغرغرة دمع في عينيه أتسائل ما هذه التعبيرات الغليظة فيتبين ان هناك ماينغص عليه الحياه فمثلا في مهنته أن السائقين يدفعون فلوس مقابل وقوفهم في مواقف الحكومه وهذا امر قانونى ولم يعارضه أحد ولكن في اوقات معتاد عليها بأشخاص يقفون على الكباري وخارج المواقف ليلا يأخذون من كل سياره ميكروباص جنيها مقابل المرور وكذلك في كل مره من عدد الأدوار كلما تمر السياره ياخذونه عنوة وبدون سبب إنهم بلطجية الكباري والطرق ليس لهم هدف الإ سرقة أموالنا بالباطل فليست المشكله في الجنيه ولكن لماذا ادفع من تعبى وجهدى ليل نهار لأكل انا واولادى بالحلال فشعارهم (إدفع أو لا تمر بسلام) فاذا كنت صاحب بنيه قويه ماذا ستفعل اذا لم ادفع يقول لك إعتبره( جنيه لله) ولم تنتهى الحكايه فاتخذ هؤلاء الناس من هذا الأمر مهنة يمتهنونها ويجعل من نفسه شخصا يستحل أموال الناس بالباطل وعمى محمد ذهب للموظف الفولانى عشان يخلص ورقه يصرف بها علاجه فيجد من يقول له ( جنيه لله ) وورقة أخرى لدفع ضرائب السياره التى يقودها لكسب قوت يومه فيجد من يقول ( جنيه لله ) سلب قوت يومه برضائه إنه لحقا مجتمع يستحق الإبادة