قام شباب جمعيّة كنز الأوفياء الخيريّة بعمل عظيم ، وجهد مقدّر عجزت عنه حتى مؤسسات الدولة الموكل لها هذه الواجبات ، عجزت عنه بكل سلطانها ومقدراتها الماديّة الضخمة ، حيث قام هؤلاء الفتية الأماجد بزيارة مستشفى ( سوبا مركز نورة لغسيل الكلى للأطفال ) من أجل رسم البسمة على تلك الشفاه البريئة الحالمة التي أنهكتها ويلات المرض اللعين ، ذلك بما استطاعوا أن يحملوه معهم من لُعبٍ وهدايا عينيّة وأشياء أخرى يحتاجها هؤلاء الأطفال . علماً بأن كل ذلك على نفقتهم الخاصة .
وفي ذات الإطار وذات الأهداف السامية المباركة للجمعيّة فقد قاموا بالوصول إلى الأحياء الفقيرة في العاصمة الكبرى بمدنها الثلاث : ( الخرطوم ، أمدرمان ، بحري ) ووزعوا على تلك الأُسر التي تعاني الفاقة في أبشع وأقبح أشكالها ، وزعوا لهم الملبوسات والثياب التي تستر حالهم وتغطي أحزانهم .
وقد وجدت هذه المبادرة صدى طيباً من قبل الأهالي ، فقد أيغظت فيهم البسمة بعدما ذبُلت ، وداعب نفوسهم الأملُ بعدما أعيته كُرب الليالي .
واستطاع هؤلاء الشباب على الرغم من محدودية إمكانياتهم وقلة مواردهم أن يرسلوا رسالة مهمة. إلى القائمين على الأمر ، مفادها : ( المسألة تحتاج فقط إلى إنسان )
هذا وما يجب الإشارة إليه : هذه الجمعيّة تعمل وفق منظومة متجانسة ، ترسم طريقها بعناية فائقة ، حيث تعتمد على تفيذ مساعداتها على مبدأ : ( سد الحوجة عند الحوجة ) هذا الذي تتخذه شعاراً لها ، بمعنى أنها تسُد النقص على حسب حوجة الفئة المستهدفة ، فهم الآن يستعدون لسد حاجة بعض الأسر الفقيرة في فصل الشتاء الذي بدأت بوادره تهلُّ على السودان . وسنقوم بتغطية هذا النشاط الإنساني العظيم ، والنشاطات الأخرى المماثلة إن شاء الله .