اللقاء الدينى الاسبوعى مع فضيلة الدكتور /اسماعيل المرشدى من علماء الاوقاف
اعداد / أشرف المهندس
1- اخراجهم من الظلمات إلى النور: قال تعالى: ” اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ” الإنسان إذا أطاع الله شعر براحة كبيرة ، شعر بالأنس وبحماية الله ، هو في ظل الله ، في رعايته ، معنى قوله تعالى : ” فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ” أي برعايتنا ، وبحفظنا ، وبتوفيقنا ، وبتأييدنا ، وبنصرنا
. 2-. لا خوف عليهم ولا هم يحزنون: ” أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ” ” إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ”
3-. النصرُ والغلبةُ: فقد وعدَ اللهُ أولياءَهُ بالنصرِ والعزةِ والغلبةِ والتمكينِ، قالَ تعالى: { وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }. { وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا }. فاللهُ هو الوليُّ المتولِّي لأمورِ خلقِه، القائمُ على تدبيرِ ملكِه،
4- الفلاحُ والفوزُ بالجنةِ: فأولياءُ اللهِ هم حزبُ اللهِ، فازوا بالفلاحِ في الدنيا، والفوزِ بالجنةِ في الآخرةِ، قال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
5-. رحمة اللهِ تعالى في الآخرةِ: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ، قَسَمَ رَحْمَةً بَيْنَ أَهْلِ الدُّنْيَا وَسِعَتْهُمْ إِلَى آجَالِهِمْ وَأَخَّرَ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً لِأَوْلِيَائِهِ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَابِضٌ تِلْكَ الرَّحْمَةَ الَّتِي قَسَمَهَا بَيْنَ أَهْلِ الدُّنْيَا إِلَى التِّسْعِ وَالتِّسْعِينَ فَيُكْمِلُهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ لِأَوْلِيَائِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
ثانيًا: وسائل الحصول على ولاية الله :
1-. ملازمةُ الطاعةِ والعبوديةِ للهِ تعالى: فالتقربُ إلى اللهِ بالعبادةِ والطاعةِ مِن أهمِّ لوازمِ اكتسابِ ولايةِ اللهِ الخاصةِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ” إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، ” 2-. ملازمةُ الإيمانِ والتقوَى: لأنَّهما مِن أهمِّ الوسائلِ لنيلِ ولايةِ اللهِ تعالَى الخاصةِ. قالَ تعالى: { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ }.
3-. إقامةُ الصلاةِ وإيتاءُ الزكاةِ: قال تعالى: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}.
4-. فعلُ الصلاحِ : { إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ}. أمّا أهلُ الفسادِ والتخريبِ والتدميرِ فهُم أولياءُ الشيطانِ.
5-. القيامُ بحقوقِ اللهِ تعالى: فمَن قامَ بحقوقِ اللَّهِ تعالى عليهِ فإنَّ اللَّهَ تعالى يتكفلُ له بالقيامِ بجميعِ مصالحِهِ في الدنيا والآخرةِ، وهذا يدلُّ على أنَّه على قدرِ اهتمامِ العبدِ بحقوقِ اللَّهِ تعالى واعتنائِه بذلكَ وحفظهِ لهُ، يكونُ اعتناءُ اللهِ تعالَى بهِ وحفظُهُ لهُ، ويكونُ وليًّا له، كما قالَ تعالَى: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ }. وقال: { وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ }. أنْ تحسنَ فيمَا ولَّاكَ اللهُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا»
6-. الدعاءُ: وذلك بأنْ يُكثرَ مِن الدعاءِ في الأوقاتِ والأحوالِ الشريفةِ أنْ يتولَّاهُ اللهُ تعالَى بحفظِه ورعايتِه وفضلِه وكرمِه وجودِه وعفوِه وكان النبيُّ ﷺ دائمًا يدعُو ربَّهُ ويقولُ: ” اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِى تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا”؛ { رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
7-. الرضا بقضاء الله وقدره: فقد قال تعالى: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
8-. تولى قضاء حوائج الناس تولى الله قضاء حوائجه: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) “قَالَ اللهُ (تَبَارَكَ وَتَعَالَى): يَا ابْنَ آدَمَ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ” وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): “حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ، وَكَانَ مُوسِرًا، فَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُعْسِرِ»، قَالَ: ” قَالَ اللهُ (عَزَّ وَجَلَّ): نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ ”
9.- اتّباعُ السُّنَّةِ، وحُسنُ الاقتداءِ، ولزومُ جماعةِ المسلمينَ وإمَامهم، قال تعالى: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)
ثالثًا: نماذج تطبيقية لاسم الله “الولي”
1-. نبيُّ اللهِ يوسفُ عليهِ السلامُ، بعدمَا أصابَهُ ما أصابَهُ مِن البلاءِ، ثُمّ مَنَّ اللهُ عليهِ ،قال:{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ ويا رب ماذا فقد من وجدك ، وماذا وجد من فقدك ؟ من أجل أن يكون الله وليك ينبغي أن تكون وليه ، يعني بطاعته ، وعبادته ، والتقرب إليه .
2. مريم بنت عمران: تولى الله أمر مريم بنت عمران وهي في شدة الضيق والهم والخوف، أي شدة عاشتها هذه المرأة، لكن الله تولى أمرها وكذلك يتولى الصالحين قال تعالى: (فحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا * فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا* فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا) [مريم:22-26]، قري عينا ، لأن الولي سبحانه هو من يتولى أمورك.
3-. عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ ما كانَ يَدَّخِرُ لِأوْلادِهِ شَيْئًا، فَقِيلَ لَهُ فِيهِ فَقالَ: ولَدِي إمّا أنْ يَكُونَ مِنَ الصّالِحِينَ أوْ مِنَ المُجْرِمِينَ، فَإنْ كانَ مِنَ الصّالِحِينَ فَوَلِيُّهُ اللَّهُ، ومَن كانَ لَهُ ولِيًّا فَلا حاجَةَ لَهُ إلى مالِي، ((إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) وإنْ كانَ مِنَ المُجْرِمِينَ فَقَدْ قالَ تَعالى: ﴿ فَلَنْ أكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ )
4-. ولما ولى الحجاج بن يوسف الثقفي العراق، وزاد طغيانه وتجبره، وقف الحسن البصري ينكر عليه أعماله، فقال الحجاج لحاشيته ومقربيه: من ينكر علي؟ قالوا: الحسن البصري، فأمر الشرطة أن يأتوا به، فجاءوا بالحسن فارتجفت له القلوب خوفاً عليه, فلما رأى الحسن السيف والنطع والجلاد تحركت شفتاه، ثم توجه إلى الحجاج ، وما أن رآه الحجاج حتى هابه ووقره، وقال له الحجاج: أنت سيد العلماء يا أبا سعيد, ثم طيب له لحيته بأغلى أنواع الطيب، وودعه، ولما خرج تبعه حاجب الحجاج، وقال له: يا أبا سعيد، لقد دعاك الحجاج لغير ما فعل بك، وإني رأيتك عندما أقبلت، ورأيت السيف والنطع، حركت شفتيك، فأسألك بالله إلا أخبرتني ماذا قلت؟ قال الحسن: لقد قلت: يا ولى نعمتي، وملاذي عند كربتي، اجعل نقمته برداً وسلاماً علي كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم”.