كتب لفته عبد النبي الخزرجي / العراق – بابل الاصلاح لغة يعني التقويم ، اصلح الشيء ، قومه واقامه وجعله صالحا . والاصلاح في السياسة هو التغيير نحو الافضل ، والعمل على اجراء ما هو اكثر جدارة في التماشي مع الواقع وظروف التغيير نحو حياة جديدة تسودها العدالة والمساواة ، وان يكون الرجل المناسب في المكان المناسب ، وان تحترم ارادة الانسان في العيش الكريم ، في اجواء الحرية وصيانة امواله وعياله من التجاوز مهما كان نوع التجاوز ولاي سبب كان . وان تكون هناك تشريعات ملزمة لجميع الافراد في المجتمع ، بغض النظر عن اللون والجنس والوظيفة الاجتماعية والطبقة والدين والمرتبة المجتمعية .
المرجعية الدينية العليا الموقرة ، اضافت حلقة جديدة في حلقات التغيير وهي احترام الوقت ، احترام الزمن ، احترام ساعات الدوام الرسمي وعدم التفريط بها ابدا ، واي تهاون في هذا الامر ، يعني فسادا .
الوقت المهدور في ساعات الدوام الرسمي ، يشكل عائقا كبيرا امام حلقات التقدم في المجتمعات النامية ، لان الهدر في قيمة الجهد المبذول من قبل العاملين في مفاصل الدولة المختلفة ، يؤكد ان الموظف والعامل والمستخدم في عمل ضمن القطاع العام او الخاص ، هو بحد ذاته ، يشكل جريمة يعاقب عليها القانون ، واغلب القوانين في المجتمعات العربية ، تشير الى تنظيم عقويات متفاوتة بين دولة واخرى ، حول الهدر في الوقت وعدم احترام سياقات العمل الوظيفي ، مما يعني ان هناك تهاون وتقصير في احترام العمل الذي يشكل شرف العاملين ومدى اخلاصهم لبلادهم . ونحن نعرف جيدا البلدان لا يمكن ان تتقدم وتتطور وتسير في ركب الحضارة الانسانية ، اذا لم تحترم آليات العمل ، والتي ترتقي لدى البعض الى التقديس .
وهكذا جاءت خطبة المرجعية وتوجيهاتها في هذا الجانب ، داعية لاحترام الوقت وعدم التفريط به ، لانه جزء من عملية التغيير نحو الافضل .
ان انتعاش ثقافة الاصلاح وتبلوها في اذهان العاملين في قطاعات العمل المختلفة ، لابد ستكون له انعكاسات ايجابية واضحة في تربية الانسان وصياغة جديدة للمنظومة الاخلاقية في مجتمعاتنا العربية .