كتب رياض حجازي
تيمورلنك او تيمور الاعرج هو سلطان التتار الذي كان نقمة على العالم الاسلامي و قام بمجازر وحشية يندى لها جبين الانسانية رغم ادعائه الاسلام و التدين.
كان يتلذذ ببناء أبراج مشيدة من جماجم ضحاياه
هو تيمور بن ترغاي السفاح ولد في مدينة كش في جنوب سمرقند في يوم 25 شعبان عام 736 للهجرة و كلمة تيمور تعني في اللغة التركية الحديد اما لنك فتعني الاعرج لذلك يسمى تيمورلنك اي تيمور الاعرج و هو من القبائل البدوية التركية في بلاد ما وراء النهر اي سمرقند و بخارى و يوم مولده هو بحق يوم نحس في تاريخ العالم الاسلامي فقد كان نقمة على البلدان الاسلاميه و مجازره تشيب لها روؤس الولدان.
في بداية امره تمكن بمساعدة مجموعة من الرعاع و الانذال من السيطرة على سمرقند و منها انطلقت فتوحاته الدموية فسيطر على ايران والعراق و هاجم العثمانيين في الاناضول و قتل السلطان بايزيد كذلك هاجم الهند و روسيا ووصل الى موسكو و نهبها ؛ في الحقيقة ان حروب تيمورلنك البربرية تحتاج الى كتاب لشرحها و لكن نكتفي هنا بذكر بعض المجازر و الوحشيه التي عامل بها البلدان المقهورة والتي جعلت منه اسطورة مرعبه لازالت ذكراها المريرة في ذاكرة الشعوب الى اليوم ؛ في عام 785 هاجم تيمور مدينة سبزوار في خراسان و قد استمات اهل سبزوار في الدفاع عن مدينتهم و لكن في نهاية الامر استولى تيمور على المدينة و اامر برفع الراية السوداء و معناها الامر بالقتل العام الذي استمر حتى الغروب ثم امر بعد القتلى من اهل المدينة فكانوا 90 الف قتيل عندئذ اجبر تيمور الباقين على قيد الحياة من اهالي المدينة بفصل روؤس القتلى عن اجسادهم و امر المعمارين و المهندسين في جيشه بأن يبنوا برجين من هذه الروؤس و قد قام هؤلاء بتنفيذ امره بحيث كانوا يستعملون الروؤس كالآجر مستعملين الملاط في ذلك و تكون سيماء كل وجه الى الخارج بحيث ان الناظر يرى برجين من الوجوه و جعلوا في كل برج درجاً لكي يضيئوا مصباحاً عليه ليلآ و عندما اكملوا البناء وضع تيمور لوحة امام كل برج كتب عليها بآمر تيمور بني هذا البرج من روؤس اهالي سبزوار ولم يكتفي تيمور بهذا فأمر بدفن 2000 رجل من الاسرى و هم احياء ثم امر بتسوية المدينة بالارض لكي لا تتجرأ المدن الاخرى على مقاومته و قد توغل تيمور بعد ذلك في ايران حتى وصل الى اصفهان و قد قام اهلها بمقاومته ببسالة ذكرها المؤرخون في كتبهم و استعصت المدينة عليه لعدة اشهر لضخامة اسوارها و لكنه تمكن في النهاية من الدخول اليها و قد قاومه اهلها من شارع الى شارع و من منزل الى منزل و قتلوا عدداً كبيراً من جنوده فامر تيمور بتهديم المنازل و ان يقتلوا كل موجود حي في المدينه و ان لا يرحموا امرآة او طفل او عجوز و قد نفذ جنوده اوامره بحذافيرها فكانت مجزرة يندى لها جبين الانسانية و يروي المورخون ان جنوده كانوا يبقرون بطون الناس و يستخرجون احشائهم فلا يجدون فيها الا القليل من الاعشاب و ورق الاشجار الذي اصبح قوت الناس بعد ان اكلوا كل شئ من الخيول و البغال و القطط و الفئران و قام تيمور بهدم مسجد المدينة و قتل من فيه و يروى ان احد الشيوخ قام بجمع الاطفال و جعلهم على طريق تيمور لكي يستميل قلبه و يرحم بالبقية الباقية من اهالي المدينة و لكن المجرم بدلا من ان يفعل ذلك قام هو و جنوده بدهس هؤلاء الاطفال الابرياء تحت حوافر خيولهم و قتلهم جميعاً ثم امر تيمور جنوده بأن لا يتوقفوا عن القتل حتى يجمعوا 70000 رأس فاخذ الجنود يقطعون روؤس الرجال حتى لم يبق رجل في المدينة ليقطعوا رأسه فأخذوا يقطعون روؤس النساء و الاطفال حتى جمعوا العدد المطلوب فأمر تيمور ببناء 24 منارة من هذه الروؤس تركها خلفه لكي تكون عبرة لكل من يجرأ على مقاومته ؛ في طريقه الى الهند قام تيمور بأسر 100000 هندي ويقال ان معسكره امتلأ بالاسرى حتى اصبح امر اطعامهم مشكلة كبيره و قد قام تيمور بحل هذه المشكلة بسهوله فقد امر بقطع اعناق هؤلاء الهنود جميعاً حتى ان المؤرخون يرون بأن انهاراً من الدم قد سالت تحت اقدام تيمور و جنده و قد وصل تيمور الى مدينة دهلي و دمرها و قد ترك ورائه حين غادر الهند عشرات الابراج المبنيه بروؤس قتلاه المساكين؛ ثم توجه تيمور بعد ذلك الى العراق و الشام و قد قام بقتل عشرات الالوف و دمر حلب و حماه و دمشق و بعلبك ثم جاء دور بغداد حيث ان حاكمها الجبان السلطان احمد الجلائري فر عنها و ترك الناس وحدهم لبدافعوا عن مدينتهم و قد ابلى اهل بغداد فى الدفاع عن المدينه و قتلوا عدداً كبيراً من جند تيمور و استمر حصار بغداد 40 يوماً حتى جن جنون تيمور من الغضب فامر جيشه بالهجوم العام فهاجموا المدينة من كل جهة و استبسل الاهالي في المقاومة و لكن في نهاية الامر تمكن تيمور من الدخول الى المدينه و قد امر جنده ان لا يبقوا احداً حياً فيها و طلب من كل جندي بأن يأتي برأسين و يضعهما امامه حتى امتلئت المدينة بالجثث و اصبح ماء دجلة احمراً من كثرة الدم و لم يغادر المجرم تيمور المدينة حتى ترك ورائه 120 منارة من روؤس اهالي بغداد ثم توجه تيمور بعد ذلك الى تركيا و حارب العثمانيين و هزمهم و اسر السلطان بايزيد في معركة انقره و من ثم عاد الى سمرقند حيث كان يريد ان يهاجم الصين و لكن الموت لم يمهله كما لم يمهل الكثير من القتلة و الجرمين من قبله فالنقرأ في هذه الاسطر وصف احد المؤرخين المرافقين له و هو ابن عربشاه :
و مع ان تيمور كان في مأمن من البرد و لكنه احس ببروده كالصقيع داخل جسمه فامر بأن يمزجوا له الاشربة المدفئة و الادويه المنشطه و لكنها لم تنفعه بشئ و قبع في فراشه لا بسأل و لايعلم بامور جيشه و دولته ثم جمع الاطباء و اخبرهم بعلته فقاموا هؤلاء و في اشد ايام الشتاء بروده بوضع الثلج على بطنه و خاصرته و على هذه الحال و لثلاثة ايام كان يتقيأ دماً من فمه و كان يتلوى من الالم و يطلب المساعده من جميع من حوله و لكن هيهات ان ينقذه احد من مصيره الاسود و جاء النداء ايتها النفس الخبيثه هيا الى نار جهنم لتحشري مع بقية الارواح المجرمة و القذرة و ياليتك كنت معي حينها لتراه كالبعير المعقور يتلوى و يديه تمسك برقبته و وجه ينضح دماً و لعناته تضج الى السماء.
هذا الذي ذكرناه في هذه الصفحة قطرة في بحر من جرائم تيمور و لمن يريد المزيد من التفاصيل عليه بالرجوع الى كتب المؤرخين ليعلم حجم الاجرام الذي قام به و كم قتل من الناس و كم من المدن حاصرها حتى اصبح من بداخلها يأكلون اطفالهم و يأكل الزوج زوجته و تأكل الزوجة زوجها ثم دمر البيوت و المدن على رؤوس اصحابها و ترك خلفه ابراج الموت المبنيه من رؤوس ضحاياه و لوحة كتب عليها هذا جزاء من يعصى تيمور و المضحك في الامر ان تيمور كان متديناً كما يذكر المؤرخون و انه كان يحترم العلماء و الحرفيين و كان لا يقتلهم و انه كان يحمل مع جيشه مسجداً متحركاً ليؤدي فيه الصلاة و انه كان حافضاً للقرأن و يدخل في مناقشاة دينيه مع العلماء اما جيشه فكان من رعاع الناس و من طلاب الغنائم ممن لا يتروعون عن اقتراف اية جريمه و يروى انه كان هناك الكثير من النساء في جيشه حيث كن يحرضن الرجال على الحرب و كن يقاتلن مع الجيش و يقمن باعمال القتل بايديهن و كانت احداهن اذا اتاها المخاض تبتعد عن الجيش و تضع طفاها ثم تلفه بالقماش و تضعه على ظهرها و تلتحق بالركب ؛ اما تيمور فيصفه المؤرخون بانه كان ضخم الجثة جميل السيماء و كانت يده يده اليسرى مشلوله من نتيجة ضربة سيف و كذلك كان جسده معوجاً نتيجة للعرج الذي كانت تعاني منه احدى رجليه و قد اثبت علماء التاريخ الروس هذه الحقيقة عندما قاموا بفتح قبره الموجود في سمرقند حيث وجدوا هيكله العظمي في التابوت و قد كان شعره طويلاً و سيمائه تجمع سمات الجنس المغولي و التركي نعم كان هذا الوحش الذي ترتعب لذكر اسمه القلوب هيكلاً عظمياً ممدداً في تابوت من الخشب يقلب العلماء جمجمته و عظامه كما بشاؤون و هو الذي لم يكن احد يجرؤ على النظر الى وجهه..
المصدر
– رحلة ابن فضلان العجيبة الى بلاد الصقالبة و البلغار
– التاريخ الكاذب