بقلم أمير ماجد
«برجام» .. عبارة سياسية جديدة شقت طريقها بسهولة، الى القواميس وذلك بفضل ضغوط داخلية ودولية، سياسية واقتصادية واقليمية، أخذت تتنزل على الفاشية الدينية الحاكمة في إيران من كل حدب وصوب، والتي أجبرت أصحاب العمائم الحاكمين في نهاية المطاف، على الرضوخ لمزيد من التراجع والتنازل، وأدخلهم في نفق إزالة الشعارات ونسيان القضايا .. ذلك النفق الذي أطلق عليه تسمیة «برجام» ويبدو أنه لا ولن ينتهي الا بنهايتهم.
ومن أهم حلقات هذا المسلسل التنازلي، تخليهم المخجل عن مشاريع النظام النووية المليارية التي كان يفترض أن تكون الورقة الرابحة بيدهم لضمان بقاء حكمهم الآئل للسقوط أصلا، مما أدى إلى شطب مخذي لشعار آخر (شعار النووي) من أوراق العملة فئة 5 آلاف تومان! .. ذلك الشعار الذي كانت طهران تتصدع به رؤوس المواطنين وشعوب المنطقة وكان يُعتبر لها من أكثر الحدود احمرارا.
ونظرة خاطفة الى مجرد عبارات استخدمت ولا زالت بشأن المفاوضات وحصيلتها «برجام»، من قبل كبار قياديين في هذا النظام، خير شاهد على حجم المعاناة والاخفاق والفشل. وبينما يحاول الملا حسن روحاني بالخداع والدجل، التستر على هذا الفشل ويوصف برجام «فخرا سياسيا وحقوقيا»! يؤكد آخرون شيئا مختلفا تماما:
شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة كيهان الحكومية – الجمعة 22 ايلول: «ربما انجازات الاتفاق الشامل المشترك من نوع الجانّ حيث لا يراه أي أحد!… لا نلمس على أرض الواقع سوى الخسارة المحضة والتحقير…».
محافظ المصرف المركزي – الجمعة 22 ايلول: «إن انجازات الاتفاق النووي معادل ”لا شيء“».
صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية – الإثنين 11أبريل2016: «الأمريكان يريدون تغييرطبيعة السياسة الخارجية ثم طبيعة النظام الإسلامي عن طريق الاتفاق الشامل المشترك الثاني والثالث والرابع».
الملا علم الهدى في محافظة خراسان- 8 أبريل: «تفاوضوا لمدة عامين وتوصلوا الى برجام الا أنهم وبكل وقاحة ليسوا ملتزمين بل يخونون … و نرى عقوبات أشد ومخططات أكثر وتكشر أكثر للأنياب ضد ايران».
صحيفة «وطن امروز» – 11 أبريل: «بعد 4 أشهر تقريبا على تنفيذ الاتفاق، التغيير الدولي الوحيد في سلوك القوى الكبرى هو أنهم جعلوا تنفيذ تعهداتهم رهن مزيد من ابتزاز ايران. وأن ترضخ «بروح الاتفاق» التي تتجسد في التخلي عن المصالح والأمن الوطني والرضوخ لوتيرة «ازالة الثورة».
ولي الله سيف في مقابلة مع قناة بلومبرغ: ”الإتفاق النووي بين إيران ومجموعة 1+5 حتى الآن لم يسفر إلى أي مكسب اقتصادي لطهران ولا تملك إيران مقدرة الحصول على أموالها المجمدة البالغة 100 مليار دولار في الخارج بعد مرور 3 أشهر على تنفيذ الإتفاق».
صلاة الجمعة في بلدة ماسال8 – نيسان/أبريل: «خسرنا في الاتفاق الشامل المشترك رقم واحد فيما البعض يرددون شعار الاتفاق الشامل المشترك الثاني و الثالث».
مهدي محمدي من كبابر عصابة سعيد جليلي من أقرباء خامنئي «حتى الأمس كان يقول السيد رئيس الجمهورية ان الاتفاق النووي هو ”حل“ – حيث يعمل كاعجاز فور حصوله – ولكن اليوم يقول في أحسن الأحوال ان الاتفاق النووي ما هو الا ”فرصة“ وهذا يعني على الشعب ألا يأمل في أن يحصل على شيء حتى اشعار آخر».
وأخيرا وليس آخر يأتي دور الملا مجتبى ذو النور، ممثل الولي الفقيه في الحرس الثوري ليهاجم الزمرة المنافسة المسؤولة عن المفاوضات ويبدي خوفه في مدينة جرجان، مما سيؤدي اليه «برجام» بعبارات معبرة لا تقبل شرحا وايضاحا:
«للأسف يدعي البعض هذه الأيام بأنهم سالكون نهج الإمام (الخميني) ويؤكدون _بلا استحياء_ في عهد الإمام كان لدينا ملاحظة في مبدأ الولاية فما بالك بولاية الفقيه المطلقة!! نعم لديهم مشكلة في الجذور والأساس».