كتب : ربيع زهران
بول بوغبا احد ابرز النجوم الصاعدين في الكرة الحديثة وحديث الصحافة العالمية هذه الايام، كان بالامكان ان يكون احد افراد تشكيلة فريق ريال مدريد في الموسم المقبل، لم تكن القيمة العقدية يوماً حائلاً بين ريال مدريد وأي من اللاعبين المطلوبين لتشكيلة الفريق.
النجم الفرنسي ذو الـ23 ربيعاً ومستقبل الكرة الفرنسية في السنوات القادمة كان وما زال الهدف الأول لكبار الاندية الاوروبية منذ الميركاتو الشتوي وحتى الان. وهو الامر الذي ادى الى رفع قيمة عقده لتصل ما يقارب الـ 120 مليون يورو، وهو رقم قد يضرب كل الارقام السابقة ليكون بذلك بول بوغبا اللاعب الاغلى في تاريخ اللعبة حتى اللحظة.
عندما نتحدث عن أندية بحجم برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد بالاضافة الى النادي الحالي فريق يوفنتوس الايطالي، فان الكلام بالتأكيد سيكون عن نجم كبير يمتلك مواصفات كبيرة وقدرات عالية والحديث هنا عن بول بوغبا.
فعلى الرغم من انسحاب برشلونة من سباق التعاقد مع بوغبا منذ فترة، الا ان النادي الكتالوني كان على استعداد لدفع ما يقارب 80 مليون يورو من أجل ضمه، ولكن وفي ظل تعنت البيانكونيري ورفع سقف المطالب المالية للتخلي عن النجم الفرنسي، فقد واصل كلاً من ريال مدريد ومانشستر يونايتد محاولاتهما لجلب الموهبة الفرنسية حتى اعلان ريال مدريد قبل عدة ايام عن انسحابه الرسمي تاركاً المجال امام مانشستر يونايتد لاتمام الصفقة، وهنا كانت الصدمة التي وجهها وكيل أعمال اللاعب رايولا الذي المح فيها الى ان بوغبا باقٍ في ناديه الايطالي حتى نهاية العام 2019.
هذا التسلسل في الاحداث يدفعنا للبحث أكثر عن سر هذه التحركات السريعة والقرارات المفاجئة سواء كانت من جانب ريال مدريد او اللاعب ووكيل اعماله.
فالواضح بداية بأن اللاعب لا يرغب في العودة الى معقل الشياطين الحمر، وهو المكان الذي نشأ فيه وخرج منه قبل ان يسطع نجمه، وقد يكون قرار التخلي عنه من قبل السير اليكس فيرغسون هو القرار الأسوأ في مسيرة المدرب الداهية!
ومن هنا وبعد ان اعلن ريال مدريد انسحابه من السباق، جاءت تصريحات رايولا لتقطع الطريق امام مانشستر يونايتد عن المحاولة مجدداً للتعاقد مع بوغبا.
ولكن، دعونا نعود قليلاً الى الحدث الأبرز هنا وهو القرار المفاجئ الذي اتخذته ادارة ريال مدريد بغض النظر عن التعاقد مع النجم الفرنسي علماً بأنه كان المطلب الأول للمدرب الفرنسي زين الدين زيدان والذي ابدى رغبته الملحة بضرورة احضار بوغبا الى البرنابيو “حتى ولو مخفوراً”.
لو اردنا الحديث عن القيمة المالية “المرتفعة” التي طالبت بها ادارة النادي الايطالي، فعلى الرغم من قناعتنا بأن المبلغ كبير وكبير جداً، الا ان هذا الامر لم يكن يوماً ليشكل عائقاً امام رغبة بيريز في التعاقد مع النجوم، فمن يمتلك غاريث بيل 100 مليون، كريستيانو رونالدو 94 مليون، خاميس رودريغيز80 مليون، فهو قادر ولن يثنيه شئ عن اتمام صفقة بـ 100 مليون او قد تصل الى 120 مليون.
اما ان اردنا الحديث عن القيمة الأعلى في التاريخ، فهنا لا بد لنا ان نتوقف قليلاً، فنجوم امثال رونالدو وغاريث بيل لن يكون من السهولة بمكان ان نتجاوز أمر “هضمهم” لتواجد نجم يفوقهم قيمة مالية، حتى وان ما زال نجماً شاباً قد يعود بمنفعة كبيرة من الناحية التجارية والفنية على الفريق.
فقد يكون النادي الملكي وادارته قد اعاد حساباته في هذا الجانب، وخصوصاً في ظل التألق الواضح لنجوم الفريق في يورو 2016، واظهارهم معدن قلما يتواجد في لاعبين آخرين، فقد يكون الهدف الاساسي هو الحفاظ على لحمة الفريق بعيداً عن بوغبا الذي قد يعود مطلباً للفريق الملكي في المواسم المقبلة، وعندها قد تكون الامور أسهل على بيريز بعد ان يكون رونالدو قد انهى مسيرته في النادي الملكي على اقل تقدير.
ولعل اداء اللاعب في الآونة الاخيرة في يورو 2016، قد عزز هذا الرأي وهو الذي لم يقدم نفسه بشكل مناسب، فلم يقدم الكثير في البطولة بشكل عام وتفوق عليه الكثير من اللاعبين حتى في تشكيلة منتخب بلاده. الا ان هذه الموهبة وكما يرى الكثيرون من المحلليين والمدربين العالمين قادرة على التطور والنضوج أكثر في السنوات القليلة المقبلة.
برأينا فان ما حدث من “هروب” مفاجئ لريال مدريد من صفقة النجم الفرنسي بول بوغبا، ما هو الا نتاج الظروف مجتمعة دون ان نغفل احداها، فمن القيمة المالية المبالغ فيها من قبل ادارة البيانكونيري الى الخوف على لحمة الفريق باستقدام نجم شاب بقيمة مالية هي الاعلى بين كافة النجوم، الى المستوى المتواضع الذي ظهر عليه بوغبا في يورو 2016 والذي لا يعبر عن موهبته الكبيرة وقناعة المسؤولين في النادي الملكي بأن هذه الموهبة ما زالت تمتلك الكثير، وانها قادرة على جلبه في الوقت المناسب بعيداً عن القيمة المالية والتي من الممكن بسهولة تعويضها من خلال التقديم المناسب والترويج الأمثل للصفقة والعائدات الاعلانية المتوقعة في حال تمت الصفقة!
فهل اتخذت ادارة ريال مدريد القرار الصائب، وهل دفع هذا القرار النجم الفرنسي بول بوغبا للاعلان عن سعادته في ناديه وانه باقٍ فيه؟