تعلمون لماذا بيوتنا في غاية النَّظافة ، بينما شوارعنا على النَّقيض من ذلك .
” نبيل أبوالياسين “
قال ” نبيل أبوالياسين ” رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان ، لماذا بيوت المصريين بصفه خاصه ، والعرب بصفه عامه في غاية النَّظافة، بينما شوارعهم على النَّقيض من ذلك لأن السبب وراء هذا أنهم يشعرون أنَّهم يملكون بيوتهم، لكنهم لا يشعرون أنَّهم يملكون أوطانهم ، وهذه كارثه ويتحمل مسؤوليتها كامله القائمين على إدارة الوطن في المقام الأول بعدم توعية المواطن بأن هناك فرق بين الحكومه والوطن والخطأ الفاضح أننا نخلط بين مفهوم الوطن ومفهوم الحكومة، فنعتبرهما واحداً، وهذا يعُد كارثه في حدِّ ذاتها لأن الحكومة هي إدارة سياسية لفترة قصيرة من عمر الوطن، ولا حكومة تبقى للأبد ، بينما الوطن هوالباقي للأبد لأنه التاريخ والجغرافيا ، والتراب الذي ضمَّ عظام الأجداد، والشجر الذي شرب عرقهم، هو الفكر والكتب، والعادات والتقاليد ، والأعراف ، ولهذا من حقِّ كل إنسان أن يغضب أويكره الحكومة ولكن ليس من حقِّه أن يكره الوطن .
وأضاف ” أبوالياسين ” نحن بحاجة الى ثقافة الوطن ، والتي هي شبه معدومة عندنا ، فالذي يحافظ على نظافة بيته هو نفسه الذي يرمي القاذورات في الشارع ، والذي يحافظ على أثاث منزله هو نفسه الذي يكسر أثاث المؤسسة والجامعة ، والأب الذي يطلب من أبنه أن يحافظ على النّظام في المنزل هو نفسه الذي يخالف النظام في المجتمع ، والحكومة ليست الوطن ، ومشاكلنا مع الحكومة لا يحلّها تخريب الوطن ، وإذا قُمنا بذلك فنحنُ ننتقمُ من الوطن وليس من الحكومة ، والشعب الذي ينتقم من وطنه لأن حكومته سيئة ، لا يستحقّ حكومة جيدة ، فنحنُ نسيء لوطننا كثيراً نتيجة ذلك الخلط ، وأقول وسأُظل أقولها الإنسان لا يحتاج إلى شوارع نظيفة ليكون محترماً، ولكن الشوارع تحتاج إلى أُناس محترمين لتكون نظيفة .
وأشار ” أبوالياسين ” إلى دور وزارتي التعليم المخزي في هذا الشأن مع أنهُ من أولىّ أولويات القائمين على إدارة الدوله ، وخاصةً وزارتي التعليم ، ونسمع مراراً وتكراً بتوجهيات بتفعيل دور الجامعات فى توعية الشباب الجامعى بالمخاطر التى تستهدف النيل من الدولة المصرية ويتركون أصل الأصيل وهو عدم ثاقفة المواطن بين مفهوم الوطن ، والحكومة وهذا أخطر بكثير من أي مخاطر قد تستهدف الدوله مؤكداً أن الخطر الأعظم الذي يفتح منابع الإرهاب والتطرف ويستغلها المعادين للوطن في الخارج والداخل لنيل من آمنه وإستقرارُه هو تجاهلنا خطر مفهوم الخلط بين الوطن والحكومه ، ويرجع هذا لإختيار الحكومه بدون أسس ومعايير والتي من شأنها يتم الإختيار على الكفاءه والأمانه حتى تعمل لمصلحة الوطن والمواطن .
وختم ” أبوالياسين ” رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان ” بقول الله تعالى : { إن خير من أُستأجرت القوي الأمين } لأن القوي هو أكثر إتقاناً لعمله ، أما الأمين فهو الأكثر بعداً عن الفساد ، وهذا ما نحنُ بحاجتُه ، لأننا إذا إخترنا الأقل كفاءة وأمانة ، فأننا نحكُم على أنفسنا بالتخلف ، ومزيداً من الفقر والجوع والجهل والفساد .