تظاهرة لعائلات السجناء السياسيين أمام سجن إيفين

هد محيط سجن إيفين سيئ الصيت في طهران، يوم الثلاثاء 15 أبريل 2025، تظاهرة نظمتها عائلات عدد من السجناء السياسيين المحكومين بالإعدام، بالتزامن مع الأسبوع الرابع والستين من حملة «ثلاثاء لا للإعدام» التي انطلقت من داخل الزنازين وامتدت إلى عشرات السجون في مختلف أنحاء إيران.
أمهات وآباء يطالبون بوقف الإعدامات فورًا
وقف المشاركون، معظمهم من الآباء والأمهات المسنّين، حاملين صور أبنائهم التسعة المحكومين بالإعدام، وهم:
وحيد بنيعامريان، پويا قبادي، محمد تقوي سنکدهی، أبوالحسن منتظر، بابك عليپور، أكبر دانشوركار، مهدي حسني، بهروز إحساني إسلاملو، ومحمدجواد وفائي ثاني، مطالبين بإلغاء فوري لأحكام الإعدام الجائرة.
رفع المتظاهرون لافتات تحمل شعارات مثل: “لا للإعدام” و”أوقفوا أحكام الموت”، في مشهد عكس صرخة أمل ويأس في آنٍ واحد، وفضح الوجه الحقيقي للنظام الذي يستخدم الإعدام كأداة لإسكات المعارضين وخلق الرعب في المجتمع.
هذه التظاهرة المدنية جاءت في سياق تصاعد حملة «ثلاثاء لا للإعدام» التي أطلقها السجناء السياسيون منذ أكثر من عام، والتي دخلت أسبوعها الـ64 هذا الثلاثاء، وشهدت انضمام ٤٠ سجنًا في البلاد، منها أقسام النساء في سجن زاهدان وسجن أزبرم لاهيجان.
السجناء المضربون عن الطعام أعلنوا أنّ تحركهم السلمي هو وقفة كرامة ضد آلة الإعدام التي يديرها نظام ولاية الفقيه، وأنهم يناضلون من خلف القضبان من أجل حقوقهم وحقوق الشعب الإيراني بأكمله.
تأتي هذه التحركات في ظلّ تصعيد خطير في وتيرة الإعدامات، حيث تم خلال أسبوع واحد فقط، من 7 إلى 13 أبريل، إعدام ما لا يقل عن 29 سجينًا، من بينهم 18 سجينًا من أبناء القومية البلوشية، وخمسة سجناء سياسيين في سجن وكيلآباد بمدينة مشهد، إضافة إلى شاب يبلغ من العمر 22 عامًا أُعدم بعد اعتقاله في احتجاجات 2022، وقاصر يُدعى “بهزاد” أُعدم رغم أنه كان دون السن القانونية لحظة الجريمة.
رسالة العائلات: لسنا وحدنا… أبناءنا ليسوا أرقامًا
وقفة العائلات أمام سجن إيفين لم تكن مجرد احتجاج رمزي، بل كانت رسالة مدوّية إلى المجتمع الدولي، مفادها أن هؤلاء السجناء ليسوا أرقامًا في تقارير الإعدام، بل أبناءٌ وأحبةٌ ينتظرون العدالة والحرية.
الآباء والأمهات الذين تحدّوا القمع والحصار الأمني ليعبّروا عن رفضهم، أكدوا أن الأمل ما زال حيًا، وأنه لا بد من تدخل دولي عاجل لوقف نزيف الإعدامات الجماعية في إيران.
وفي بيان مشترك، دعا السجناء السياسيون المضربون عن الطعام المنظمات الحقوقية والهيئات الدولية إلى اتخاذ موقف حازم، وعدم الصمت على ما يجري في إيران، مشيرين إلى أن السكوت عن هذه الجرائم يعني منح الضوء الأخضر للمزيد من الدماء.
ما يجري في إيران اليوم، من احتجاج أمام السجون إلى مقاومة داخل الزنازين، هو صرخة وطنية ضد آلة الموت الشرعية التي يديرها نظام الولي الفقيه. وهذه الوقفة، رغم بساطتها، تفضح وحشية سلطة لم تعد تملك سوى سيف الإعدام لمواجهة أزمات وجودها.