الفصل بين الصوفية وأدعياء التصوف.هناك من يدعون انهم متصوفون ويشوهون التصوف تزينوا بزية وانتسبوا اليه،فأساءوله بأقوالهم وأفعالهم وسلوكهم،والتصوف منهم براء ،ولذلك كان لا بد من التفريق بين أدعياء التصوف المنحرفين ،وبين الصوفية الصادقين ،أصحاب السلوك ،ممن لهم درجات عليا فى الأيمان والتقوى والورع،وأثار كبرى فى نشر الأخلاق والدين ،والدعوة الى الله تعالى.
ومتى كان فى شريعة الحق والدين أن يؤاخذ الجار بظلم جاره؟
وأن يتحمل الأسلام فى جوهرة النقى أخطاء المسلمين المنحرفين ؟
وأن تنسب لهذه الفئة النقية أخطاء المتصوفة الشاذين من أعداء التصوف ؟
والتصوف فى حقيقة الأمر ليس هو الموالد والمرتزقة ولبس الثياب الملونة ومظهرهم فى الموالد ليس هذا تصوف وترقيع الثياب والتطفل على الناس.
وأن المتظاهرين بالتصوف هم الذين شوهوا التصوف عند بعض الناس بأفعالهم المسيئة وظنوا أنهم متصوفة.
وأما المتمسكون بالكتاب والسنة المستقيمون على شرع الله فهم الذين نعنيهم ونقتضى آثرهم .
..علم التصوف..
عندما نقول علم التصوف نعنى بهذه الكلمة التصوف الصحيح الذي ينبت اسسه وقواعدة على الكتاب والسنة ،التصوف الذى بنى على الذهد والتربية والسلوك ،الذى هو أصل من أصول الشريعة الغراء،بل إن الذهد هوأحد مصطلحات التصوف ،حتى أن الذين كتبوا فى علم التصوف من الأوائل كتبوا بأسم الذهد كأحمد ابن حنبل وعبد الله ابن المبارك ،والحكيم الترمذى وغيرهم.
وأن الأمر ليس صراعآلتصيد أخطاء الناس ،والتمسك بأخطائهم والتشهير بهم.وتعددت الأقوال وكثرت فى تعريف التصوف .
ولكن جميع هذة الأقوال تنصب فى مفهوم واحد وتخرج من مشكاه واحدة وحقيقته الراقية ويتبين من خلالها أنة علم جليل القدر .
وجميع من تناول التصوف بالتعريف ذكرو له أوصاف جليلة وراقية مما يدل على علو شأن هذا العلم .
وكل من وصف وصف قد وصف من جهه معرفتة لهذا العلم وتذوقه.
ويرجع التصوف الى سلوك وتعبد وزهد فى الدنيا وإقبال على العبادات وإجتناب المنهيات ومجاهدة النفس وكثرة ذكر الله وكثرة الصلاة على سيد الخلق سيدنا رسول الله صلى الله علية وسلم .
والتصوف الصحيح هو الذى تنبت اسسة من الكتاب والسنة .
الذى بنى على الذهد والتربية والسلوك الذى هو أصل من أصول الشريعة .
الذهد والتعبد هو التخلى عن الدنيا وشهواتها وانقطعوا الى العبادة .
وأن جوهر التصوف يعود الى حقيقة ومعنى التصوف بأن يتنزه الأنسان عن حب الذات والتوجه وحث النفس للبحث والسعى وراء الحقيقة بالمحبة والأخلاص والتفانى وهو ما يظعى بالطريقة التى تعتبر طريقآروحانيآ الى الله
فالشخص المتصوف يعتبر انسانآ محبآ للحق ويسعى من خلال المحبة والتقوى وكل ما يحدث فى الطرق من تجاوز لا ننسبه للصوفية وأن التوسل بأشخاص وإعتقادهم بأنهم يتصرفون فى الكون ويعلمون الغيب هذا خاطئ وليس بالصوفية الصحيحة والتصوف اخلاق وآداب وتحلى بالأخلاق الحميدة وفعل الطاعات وقرب من الله .
وان الصوفية او التصوف هو منهج أو طريق يسلكة العبد للوصول الى الله وذلك عن طريق الأجتهاد فى العبادات وتربية النفس وتطهير القلب من الأخلاق السيئة وتحليتها بالأخلاق الحسنة وهذا المنهج يمتد فروعة من القرآن والسنة النبوية ولا يخرج عن الشرع.
انتشر التصوف فى العالم الأسلامى فى القرن الثالث الهجرى كنزعات فردية تدعوا الى الذهد وشدة العبادة ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقآ مميزة متنوعة معروفة بأسم الطرق الصوفية والتاريخ الأسلامى زاخر بعلماء مسلمين انتسبوا للتصوف مثل محى الدين ابن عربى وجلال الدين الرومى والنووى والغزالى والعز ابن عبد السلام وغيرهم.