أخبار إيرانأهم الاخبارمقالات واراء

تصاعد الخلافات داخل برلمان النظام الإيراني حول المفاوضات النووية: «الشرف يُذبح في مسقط والبرلمان مغيّب»

في الوقت الذي يسعى فيه النظام الإيراني إلى التمهيد لمرحلة تفاوض جديدة مع الولايات المتحدة من خلال وساطة سلطنة عُمان، تفجّرت الخلافات داخل برلمان النظام، كاشفةً حجم الانقسام والريبة في صفوفه، لا سيّما حول موقع البرلمان نفسه في هذه التطورات الحسّاسة.

ففي جلسة علنية للبرلمان عُقدت يوم الأحد 13 أبريل، أطلق مهدي کوجك‌زاده، النائب عن طهران، مواقف نارية عبّرت عن استياء عميق من تغييب البرلمان عن تفاصيل ما يجري خلف الكواليس في مسقط، ووجّه اتهامات مباشرة إلى بعض القيادات والجهات الرسمية بتجاهل ممثلي الشعب، بل و”خيانة الشرف”، بحسب تعبيره.

کوجك‌زاده: «الشرف يُذبح في مسقط والبرلمان مغيّب»

کوجك‌زاده كتب في رسالة على حسابه: “كان يوم السبت يومًا سيئًا، ولا يزال كذلك. اليوم يضحّي عديمو الشرف بالشرف والشعب معًا. الأسبوع كلّه سيكون رماديًا.”

وفي كلمته داخل الجلسة، قال بنبرة تحذيرية: “كل لحظة في التاريخ حساسة. لا تركضوا خلف من يتسترون بستار النوايا الحسنة وهم لا يعملون سوى على نهب ثروات هذا الشعب.”

وأضاف: “لقد أخبرني السيد قشقاوي، وهو عضو في اللجنة النووية، أنه لا يعلم شيئًا عن المفاوضات في مسقط. إذا كان هذا حاله، فماذا عن باقي أعضاء البرلمان؟ نحن لا نعرف شيئًا.”

وختم کوجك‌زاده كلمته بقوله: “قد نُضطر لهذه المفاوضات، ولكن علينا أن نُحسن التمييز بين العدو والصديق.”

قالیباف يرد: «كل شيء قانوني… والبرلمان على علم»

في محاولة لاحتواء التوتر، سارع محمد باقر قالیباف، رئيس برلمان النظام، إلى الردّ على کوجك‌زاده، نافيًا أن تكون المفاوضات قد خرجت عن الإطار المؤسسي، وقال:

“البرلمان كان حتمًا على علم، ولم تُتخذ أي خطوة خارج الأطر القانونية أو دون علم الجهات الرسمية.”

تصريح قالیباف جاء في سياق دفاعه عن دور “المجلس الأعلى للأمن القومي” الذي يشغل هو نفسه عضويته، في إدارة ملفات حساسة كالمفاوضات النووية.

لاهوتي: «المفاوضات تجري بموافقة الولي الفقيه»

ولم يلبث أن دخل مهرداد لاهوتي، النائب عن لنگرود، على خط الردود، مدافعًا عن مسار التفاوض، ومؤكّدًا أنّ كل شيء يتم تحت إشراف وتوجيه مباشر من الولي الفقيه، قائلاً:

“كلام کوجك‌زاده غير دقيق. سماحة القائد وافق على المفاوضات، وهي تجري بعزّة وكرامة.”

وأضاف: “الجمهورية الإسلامية هي التي حدّدت مكان التفاوض، وطالبت أن تكون المفاوضات غير مباشرة. والفريق المفاوض حتى الآن ملتزم تمامًا بتوجيهات النظام.”

وخاطب لاهوتي رئيس البرلمان قائلاً: “أنت يا سيد قالیباف عضو في المجلس الأعلى للأمن القومي. فهل يعقل أن يتفاوض الفريق دون علم هذا المجلس؟”

ما حدث في جلسة البرلمان الأخيرة لا يُعدّ حادثًا عابرًا، بل مؤشّرًا خطيرًا على تفاقم التصدعات داخل النظام، لا سيّما حول ملف المفاوضات الحسّاس مع الولايات المتحدة.

بين من يرى أن المفاوضات ضرورة اضطرارية، ومن يعتبرها انبطاحًا للعدو، تتّضح حالة الارتباك داخل المنظومة الحاكمة، وعجزها عن بناء إجماع داخلي حتى في أدق الملفات المصيرية.

تغييب البرلمان، كما يشكو کوجك‌زاده، أو التبرير بـ«موافقة القائد»، كما يردّ لاهوتي، يعكس واقعًا سياسيًا قمعيًا لا يسمح حتى لممثلي النظام أنفسهم بالاطّلاع أو النقاش. أما الشعب، فهو الغائب الأكبر عن كل هذه “الصفقات السرّية” التي تُدار خلف الأبواب المغلقة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم حاجب الاعلانات

يرجي غلق حاجب الاعلانات للاستمرار فى تصفح الجريدة