بقلمي : نجيبة نجوبة بن تردايت
بذرة مشردة تناثرت من يد مزارع ذات موسم حصاد …. إختبئت بين طوب الأرض خوفا من دهس المارة …….إلى أن هبت عليها نسمة صيف لطيفة أطارتها في الهواء بعيدا …….التقتها كف مبلول بعرق الظهيرة …..أغلق عليها أصابعه بكل لطف وحرص ……شعرت البذرة بالأمان والحنان استرخت وإستسلمت داخل الكف الرطب….ظل يسير بها مسافات طويلة …… مع غروب الشمس وصل صاحب الكف الى بيته سعيدا ببذرته الجميلة ….. أسرع إلى الحديقة ليزرعها.. ….لكن …لما فتح كفه فوجئ بالبذرة قد نبتت و…… و….. أزهرت …… ياالله …..علت وجهه إبتسامة إستغراب ودهشة وسعادة أيضا ……هرول نحو البيت ….لحظات وعاد حاملا مزهرية …..وضع نبتته الجميلة … المميزة …. في المزهرية وشعور بالسعادة والإستغراب يغمره …. و بعد أن وضعها إنتبه أن كفه ما تزال مليئة بالعرق …..فسكبه في المزهرية ……. سقاها به …. إنتشت ……تفتحت…….. تفتقت زهراتها ……ناثرة رائحتها الذكية على وجهه و جسده …….غمرته نشوة عارمة …….سرح بخياله بعيدا ….. وغفا…. والمزهرية ما تزال في يده ….. إلى أن نهضت شمس الصباح وهي تتمطط على فراش من ضباب شفاف جميل وتسللت أشعتها نحوه تداعب أجفانه …. إستفاق من غفوته مذعورا … إعتقد أن المزهرية الحاملة لنبتته الحبيبة قد وقعت من يده …….. فتح عينيه ……….اكتشف ما أذهله … المزهرية وقعت … أما نبتته قد تعلقت بجسده وإسترخت على صدره … شعر بفرحة كبيرة وقال متمتما …. فعلا حبيبتي هدا هو مكانك .