كتب _ أشرف المهندس
فاجأ طيار أمريكي سابق، خدم فترته العسكرية في أفغانستان، المتابعين لقصة تحويله للمحاكمة، بالأسباب التي ساقها أمام المحققين، لتبرير تسريبه معلومات عسكرية سرية.
واعتبر المحلل السابق في مخابرات القوات الجوية الأمريكية، دانيال هيل، أن “ذنبه” في المشاركة بضربات قاتلة لطائرات بدون طيار في أفغانستان، هو ما دفعه إلى تسريب أسرار حكومية حول برنامج الطائرات بدون طيار إلى الإعلام.
ومن المقرر أن يُحكم على هيل وهو من مدينة ناشفيل بولاية تينيسي الأمريكية، في المحكمة الجزئية الأمريكية في مدينة ألكساندريا بولاية فرجينيا، بعد إدانته بانتهاك قانون التجسس بتسريب وثائق سرية للغاية.
وفي مستندات المحكمة التي قُدمت يوم الخميس، طلب محامو هيل أن يحصل على حُكم بالسجن لا يتجاوز الـ12 إلى 18 شهرًا.
وفي رسالة مكتوبة بخط اليد من 11 صفحة من سجن ألكساندريا حيث يحتجز، كشف هيل أن ما دفعه إلى انتهاك قانون التجسس، هو ما شاهده من مقاطع فيديو “مروعة” لأفغان قطعوا إربا بعدما ساعد في عملية تعقبهم، وفقا لما نقلت وكالة أسوشييتد برس.
وقال هيل إنه عندما أرسل إلى أفغانستان عام 2012، فقد كانت وظيفته تعقب إشارات الهواتف المحمولة المرتبطة بأشخاص يُعتقد أنهم مسلحون من الأعداء. وأضاف: “لم يمر يوم بعد ذلك لم أشكك فيه في مبررات أفعالي”.
ونتيجة لذلك، فقد أجبره ضميره، بحسب تعبيره، على الكشف عن تفاصيل حول البرنامج لمراسل استقصائي التقى به سابقا.
وأظهرت الوثائق، من بين أمور أخرى كشفها، أن برنامج الطائرات بدون طيار لم يكن دقيقًا كما تقول الحكومة في ما يتعلق بتجنب قتل المدنيين.
وسرب هيل الوثائق بعد أن ترك سلاح الجو وتولى وظيفة مدنية كخبير في أسماء المواقع الجغرافية معتمدا على خبرته في اللغة الصينية للمساعدة في إضافة أسماء المواقع إلى الخرائط.
ويطالب محامو هيل بإصدار حكم مخفف على موكلهم بالنظر إلى دوافعه التي شرحها، وإلى أن الحكومة الأمريكية لم تظهر أي ضرر فعلي حدث نتيجة للتسريبات.
وقال محاميا الدفاع تود ريتشمان وكادينس ميرتس: “لقد ارتكب الجريمة للفت الانتباه إلى ما يعتقد أنه سلوك حكومي غير أخلاقي تم ارتكابه تحت عباءة السرية ويتعارض مع التصريحات العلنية للرئيس أوباما آنذاك بشأن الدقة المزعومة لبرنامج الطائرات بدون طيار للجيش الأمريكي”، لكن المدعين يقولون إن الكشف عن الوثائق السرية كان من الممكن أن يتسبب في أضرار جسيمة.
وفي مستندات الحكم، كتب المدعيان جوردون كرومبيرغ وألكسندر بيرانغ أن الوثائق التي سربها هيل تم العثور عليها على الإنترنت بين مواد مخصصة لمساعدة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية لتجنب اكتشافهم.
وأوضح ممثلو الادعاء أن تسريبات هيل كانت أكثر خطورة من تلك التي قامت بها ريالتي وينر، وهي متعاقدة سابقة في وكالة الأمن القومي الأمريكي وحُكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات، وهي الأطول التي تُمنح لمبلّغ عن مخالفات تمت مقاضاته بتهمة تسريب وثائق سرية للإعلام.
ولا يطلب المدعون عقوبة سجن محددة على هيل، لكنهم يقولون إن العقوبة المناسبة ستكون “أطول بكثير” من 63 شهرًا التي فرضت على وينر.
وارتكبت القوات الأمريكية العديد من الجرائم بقصف مباشر طال مدنيين في أفغانستان، وخلف عشرات القتلى، بزعم كونهم يتبعون لحركة طالبان.
وتسببت عدة أخطاء بقصف حربي أمريكي طال جنودا أفغان، بعد الاعتقاد بأنهم مسلحون تابعون لطالبان.
وفي 2019 أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، أن خمسة من جنودها قتلوا في قصف أمريكي بطريق الخطأ على إقليم أرزكان جنوب البلاد.
وقال مسؤول في الوزارة إن “الهجوم وقع بسبب انعدام التنسيق الملائم”، مشيرا إلى أن “عشرة جنود أفغان آخرين أصيبوا في القصف الأمريكي، وكانوا يتولون حراسة نقطة تفتيش”.
وأكدت مهمة الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي في كابول أن “الولايات المتحدة شنت ضربات جوية دفاعية موجهة بدقة على أشخاص يطلقون النار على قوات أفغانية وأمريكية تتحرك على الأرض، قرب نقطة التفتيش التابعة للجيش الأفغاني”.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2015، أفادت منظمة “أطباء بلا حدود” بأن تسعة من العاملين فيها قتلوا وأصيب 37 شخصا بجروح خطيرة في قصف طائرات أمريكية للمستشفى التابع لها في مدينة قندوز الأفغانية.
وأوضحت ’أطباء بلا حدود‘ أن “العديد من المرضى وأفراد الطاقم لم يستجيبوا للنداء بعد”، مؤكدة أنها نقلت على سبيل الاحتراز المعلومات عن الموقع الجغرافي لمستشفاها “إلى جميع الأطراف”.
وقال متحدث باسم قوات حلف شمال الأطلسي، إن غارات جوية أمريكية “ربما” تكون قد أصابت مستشفى تديره منظمة “أطباء بلا حدود”.
وقال الكولونيل بريان تريبس، وهو متحدث باسم التحالف الذي يقوده حلف شمال الأطلسي في بيان السبت، إن القوات الأمريكية شنت غارة جوية في المدينة الساعة الـ2:15 صباحا، وأضاف أن “الهجوم ربما أسفر عن وقوع أضرار جانبية بمنشأة طبية قريبة”.
وقالت منظمة “أطباء بلا حدود”، إن 30 من موظفيها ما زالوا مفقودين بعد الهجوم الذي دمر جزئيا مركزها الطبي الذي أصيب عدة مرات في قصف متواصل، قالت المنظمة إنه “هجوم جوي”.
وأضافت المنظمة في بيانها: “صُدمنا بشدة بسبب الهجوم وقتل موظفينا والمرضى والخسارة الفادحة التي لحقت بالرعاية الصحية في قندوز”.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد حينها، إن غارات جوية أمريكية استهدفت المستشفى وقتلت مرضى وأطباء وممرضين. وقالت طالبان إنه لم يكن بالمستشفى أحد من مقاتليها وقت الهجوم.