كتب / الشيخ لفتة عبد النبي الخزرجي شاعر سومري من مدينة اور ، المدينة السومرية ذات التاريخ العريق بعبق الإرث الحضاري لشعب وادي الرافدين . انه الشاعر محمد علي كاظم حيدر ، شاعر انحدر من مدينة عراقية جنوبية تسمى ” سوق الشيوخ ” هذه المدينة التي تقول الشعر على الفطرة وتنطق القوافي بقريحة الموهبة ، وتنطلق الاغاني من فضاءاتها ، ويزدان سوقها بأريج الأبوذية والميمر والدارمي . ولد الشاعر في 1936 واكمل دراسته الابتدائية والاعدادية في مدينته “سوق الشيوخ ” وانهى دراسته الجامعية في كلية الزراعة ، ليصبح مدرسا في الاعداديات الزراعية . كان مولع منذ يفاعته بالقراءة ،حتى اصبح يكتنز زادا معرفيا وثقافيا وادبيا ، مما اهله لان يكون شاعرا .. اضافة الى الفطرة والموهبة والذكاء والالمعية . اصدر حتى الآن تمانية دواوين شعرية . كان اول حضور له في المشهد الشعري العراقي ” بغداد حبيبتي ” ثم تقاطرت دواوينه تترى كأنها السلسبيل العذب ( حبيبي يا عراق ، لست انسى ، ظمأ الشفاه ، ليال بابلية ، سفر الأشجان ، التوأمان ، سوق الشيوخ في ارجوزة .)
انه شاعر من بلاد الرافدين ، بلاد ملحمة كلكامش واسطورة الخليقة ، وموطن الحضارة الاولى في تاريخ البشرية .
انه بلا شك شاعر معطاء زاخر بالقوافي متمكن من صنعته متمسك بتراب وطنه يعزف الحانه السومرية على اوتار قيثارة بابلية .
وعندما كان يمارس وظيفته في التعليم في محافظة بابل التي انتقل اليها لاحقا ، كانت بحور الشعر تلازمه ، انه فخور بالجواهري والرصافي والزهاوي ، مولع بالفن الشعري العمودي ، فكانت دواوينه الثمانية شاهدة على عمق ارتباطه بالشعر العربي الكلاسيكي . ولأنه سومري بالفطرة وبابلي بالثقافة والمعرفة ، فقد قرأنا له من قصيدة عنوانها ” احبك يا عراق ” :
بحبك اشدو يا عراق واصدح والهو سعيدا في رباك وامرح
واهفو الى واديك والقلب شيق يبثك ما يضنيه عشقا ويشرح
واستاف منك الطيب ريا قرنفل يهب عبيرا من شذى الخلد ينفح