كتب رياض حجازي
سيطر الرومان على الأرض المقدس، ونصبوا الولاة الرومان عليها، وكان بنو إسرائيل أو اليهود كما سموا في ذلك الوقت إحدى أمم كثيرة تعيش في هذه المنطقة، وكان تسيير أمورهم من مسئولية الحبر الأعظم
سنة 37 ق. م تم تنصيب “هيرودس الآدومي” واليا على المنطقةالتي شهدت نوعًا من الاستقرار والهدوء
نظرة لعلو شأن أحبار وربابنة، إنقسم بنو إسرائيل إلى مدارس ومذاهب وفرق عديدة، فكان لكل حبر أو راباي حلقة يدرس فيها التوراة على مذهبه الخاص، فكان أغلبهم أئمة مضلين، ومنهم الأتقياء
ومن هؤلاء الأتقياء كان النبي زكريا. وكان من كبار الربانيين الذين كانوا يخدمون في بيت المقدس. وكان عمران إمامهم ورئيسهم، من الأئمة الأتقياء فيهم، وكانت حنَّة زوجته، خالة إليصابات زوجة زكريا.
استجاب الله لدعاء عمران وحنَّة، بعد أن لبثت حنَّة عاقرا ثلاثين سنة, حملت ونذرت أن تهب ولدها لخدمة بيت المقدس، وكانت ترجو أن يكون ذكرًا, إلا أنها رزقت بطفلة سمتها مريم, وحملتها وقدمتها إلى بيت المقدس، ودفعتها إلى العبَّاد والربانيين فيه، تنفيذًا لنذرها
وتنافسوا في كفالتها بعد وفاة أبيها لأنها ابنة إمامهم ومعلمهم, وأصرّ زكريا, على أن يكفلها هو، وحصل الخصام بينهم أيُّهم يكفل مريم، فلجأوا إلى القرعة، فكانت كفالتها من حظ زكريا.
َآوى الله مريم عند زوج خالتها نبي الله زكريا، وكان هذا من رحمة الله بمريم ورعايته لها، التي نشأت كفتاة عابدة قانتة في خلوة المسجد تحيي ليلها بالذكر والعبادة والصلاة والصوم.
وأثناء ذلك رزق الله سبحانه وتعالى زكريا وزوجته بإبنهما يحيى رغم تقدم سنهما.
وبعد فترة جاء ملاك الله إلى مريم وبشرها بأن الله إصطفاها وفضلها على نساء العالمين في وقتها وأنها ستحمل بنبي الله عيسى ومسيحه بدون أب، وبالفعل تقبلت مريم الأمر، وحملت في عبد الله ونبيه عيسى
(كلمة المسيح تعني أنه سيمسح بالزيت المقدس أي سيصبح ملكا على بني إسرائيل، وكونه المسيح المنتظر فهو سيكون أعظم ملوكهم على الإطلاق)
ولكن لم يكن لبني إسرائيل وخاصة الأحبار والربابنة المعادين لزكريا ولعمران وأتباعهم أن يتركوا هذا الأمر يمر بسلام
فقاموا بالطعن في شرف مريم وأتهموها بالزنا والفاحشة، وأدعى بعضهم أنها حملت من يوسف النجار، وآخرون أتهموها بأنها زنت مع جندي روماني إسمه بانثيرا
ورغم المعجزة التي حدثت ودفاع الرضيع عن أمه وصدقها وطهارتها، إلا أن اليهود الشهيرين بالكفر رغم رؤيتهم للمعجزات ظلوا يتهموها بالزنا ويكيدوا لها هي وزكريا وأبنه يحيي
المصدر
التاريخ الاسلامي
المغضوب_عليهم 12
تاريخ بني إسرائيل