لا ينظر الشعب الايراني الى المزاعم والادعاءات الواهية والمخادعة لقادة النظام الايراني وعلى رأسهم الطاغية خامنئي والتي يسعون خلالها للإيحاء بأن هناك ثمة عمل ونشاط مفيد بإتجاه تحسين الاوضاع وتحقيق کل مامن شأنه خدمة الشعب وتحسين أحواله المتدهورة، بل إن الشعب الايراني نظر وينظر على ما يجده ويلمسه على أرض الواقع وليس ما يزعمه ويدعيه قادة النظام من تخرصات وأکاذيب لا صوت ولا صدى لها في الواقع.
إزدياد الاوضاع الاقتصادية والمعيشية سوءا وتصاعد الممارسات القمعية التعسفية للنظام وبشکل خاص الاعدامات وعمليات التعذيب في السجون الى جانب إشتداد العزلة الدولية للنظام وإنعدام الثقة به ولاسيما بعد أن صار معروفا دوره المشبوه في إثارة الحروب في المنطقة الى جانب الازمات والفتن المشبوهة، وتزامن ذلك کله مع تزايد ملفت للنظر في نشاطات وحدات المقاومة ضد النظام وإستمرار الاحتجاجات الشعبية، فإن صورة النظام النهائية تبدو واضحة للعالم کله ومن إنه يسير بإتجاه وسياق يختلف تماما عن الذي يدعيه.
المثير للسخرية والتهکم، إن النظام حتى فيما يتعلق بمزاعمه بخصوص أن إنتخابات الرئاسة بعد الفوز المزعوم لمسعود بزشکيان، يساهم في تحسين الاوضاع ويحقق مصالح النظام ولکن ماقد تداعى لحد الان من أحداث وتطورات عن هذه الانتخابات على العکس من ذلك تماما ولاسيما وإن الصورة توضحت أکثر بعد تفاقم الصراع بين فصائل النظام الإيراني عشية تقديم أعضاء حكومة بزشكيان.
الازمة المستفحلة للنظام والتي تتفاقم يوما بعد يوم وحتى إنها تضيق الدائرة على النظام أکثر من أي وقت مضى وهو ما يدفعه مجبرا على إثارة الحروب والازمات من أجل تخفيف الضغوط المسلطة عليه ولفت الانظار للخارج على أمل أن يتمکن من تدارك الامور وتغيير مسار الاحداث المتسارعة في غير صالحه، لکن الذي صار يبدو واضحا هو إن النظام کما هو دأبه يسعى للإستمرار في اسلوبه وطريقته المألوفة لمعالجة الاوضاع ولاسيما عند تفاقمها والمتمثل بالهروب للأمام وهو أمر لايبقي المشاکل والازمات على حالها کما يرجو ويتمنى النظام بل إنه يساهم بزيادة تفاقمها وحتى يصبح من المستحيل حلها کما يبدو ذلك واضحا في الکثير من الامور والمسائل.
المساعي المستمرة للنظام عموما ولخامنئي بشکل خاص والجارەة على قدم وساق من أجل تخطي الاوضاع المتفاقمة وإنقاذ النظام من الانهيار والسقوط الذي بات يحيط به من کل جانب ولاسبيل لتدارکه والحيلولة دونه، صارت کلها مجرد جهود ومساع خائبة لانتيجة لها أبدا وإن مستقبل النظام مجهول ولايمکن معالجة أوضاعه إلا بسقوطه الذي بات حتميا ولامناص منه.