تختلف مواعيد الإفطار عند السنّة والشّيعة بضع دقائق، إذ إنّ الشّيعة يتأخّرون في إفطارهم عن السنّة نحو عشر دقائق، فعند السّنة يكون إمساك الصّائم عند طلوع الفجر وإفطاره عند غروب قرص الشّمس، فإذا غرب قرص الشّمس جازَ الإفطار، لذلك الإجماع على أن يكون الإفطار بعد اختفاء قرص للشّمس، وأكثريّة المسلمين يعتمدون هذه القاعدة طبعا لما ذُكِر في القرآن الكريم، { ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إلى اللّيلِ} [ البقرة، آية ١٨٧].
فالمقصود من اللّيل في هذه الآية هو الغروب، ويتحقّق الغروب بسقوط قرص الشّمس خلف الأفق وإذا تحقّق ذلك، دخل وقت الصّلاة وجاز الإفطار، رغم أنّ أذان المغرب يتأخّر ثلاث دقائق للاحتياط، والسنّة يستعجلون بإفطارهم ويتأخّرون بسحورهم ولكن ضمن مانصّ عليه القرآن الكريم بتحديد وقت الإفطار والسّحور وذلك عملا بقول النّبي محمد صلّى الله عليه وسلّم:
” ولايزال النّاس بخير ماعجّلوا الفطر” [ صحيح البخاري، ج٢].
والشّيعة يتأخّرون في وقت الإفطار، لأنّهم يفطرون بعد زوال الحمرة المشرقيّة وهو وقت أذان المغرب، فالمذهب الجعفريّ يقول أنّ الإفطار يأتي بعد اختفاء الحمرة المشرقيّة، وهو شيء يحدث بعد عشر دقائق من غياب الشّمس.
وبعض علماء الشّيعة يعتبرون أنّ مسألة الحمرة كانت للتأكّد من غياب الشّمس، واليوم مع وجود وسائل للتأكّد من الأمر، يمكن أن يكون الإفطار فور غياب القرص، إلّا أنّ البعض الآخر من العلماء يعتبرون أنّه بما أنّ مسألة الحمرة أتت في أحاديث أهل البيت، فهذا يعني وجوب التقيّد بها للاحتياط.
والمرجع السيّد محمد فضل الله يقول بأنّه:” إذا تحقّق الغروب جازَ الإفطار ودخل وقت الصّلاة، ويتحقّق الغروب بسقوط قرص الشّمس خلف الأفق”.
فلا فوارق واختلافات جوهريّة في طبيعة الصّيام عند السنّة والشّيعة إلّا في بعض التّفاصيل التي لا تبطل الصّوم.