الشيخ :محمد محمد غنيم أبويحىى
الحمد لله دائم الفضل والإحسان ، ذي العطاء الواسع والامتنان ، ربط بين المؤمنين برابطة الإيمان ، فكانوا أخوة متحابين كالمرصوص من البنيان ، أحمده سبحانه وأشكره وهو الواحد المنان ، وأتوب إليه وأستغفره وهو كريم الإحسان ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، كل يوم هو في شأن ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله ، سيد ولد عدنان ، صلى الله وسلم وبارك عليهوعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان
//////////////////////////
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحَ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَالْإِبِلُ ؟ قَالَ : وَلَا صَاحِبُ إِبِلٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا ، وَمِنْ حَقِّهَا حَلَبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا ، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ ، أَوْفَرَ مَا كَانَتْ ، لَا يَفْقِدُ مِنْهَا فَصِيلًا وَاحِدًا ، تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا ، وَتَعَضُّهُ بِأَفْوَاهِهَا ، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ ؟ قَالَ : وَلَا صَاحِبُ بَقَرٍ وَلَا غَنَمٍ ، لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا ، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ ، لَا يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئًا ، لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ ـ معكوفة القرن ـ وَلَا جَلْحَاءُ ـ ليس لها قرن ـ وَلَا عَضْبَاءُ ، تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا ، وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا ، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ ” ، يا لها من عقوبةٍ مغلَّظة ، ترجُف منها القلوبُ المؤمِنة ، ألا فتذكروا أيها الناس ، أن الله أوجب في أموال الأغنياء نصيباً للفقراء ، هي هذه الزكاة التي فرضها الله فرضاً ، وهي مدخرة لصاحبها عند الله قرضاً ، فيها أجر وفير ، وخير كثير ، قال الله تعالى : ” إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم ” ، هذا وصلوا وسلموا على النبي رفيع القدر ، والرسول عظيم الذكر ، فقد أمركم بذلك العزيز الجبار ، فقال في القرآن ذي الذكر : ” إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ” اللهم صل على خير الورى ، النبي المجتبى ، والخليل المصطفى ، وعلى آله وأصحابه ومن بسنته اقتدى ، وبهديه اهتدى ، وسلم تسليماً كثيراً ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك ، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا يا ذا الجلال والإكرام ، اللهم وفق ولي أمرنا بتوفيقك ، وأيده بتأييدك ، واجعل عمله في رضاك ، وهيئ له البطانة الصالحة الناصحة ، التي تدله على الخير وتعينه عليه ، اللهم أيد به العلماء والناصحين ، وأيده بهم يا ذا الجلال والإكرام ، يا ذا الطول والإنعام ، اللهم يا باسط اليدين بالعطايا ، اغفر لنا الذنوب والخطايا ، اللهم أصلح لنا شأننا كله ، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ، ونعوذ بك من سخطك والنار يا عزيز يا غفار ، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال والأهواء ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عنا سيئها ، لا يصرف عنا سيئها إلا أنت برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم أصلح لنا الأبناء والبنات ، وجميع الزوجات ، يا مجيب الدعوات ، ربنا آتتا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار برحمتك يارب العالمين ، عباد الله :
يقول الله جل شأنه : ” الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ” ، فاذكروا الله ذكراً كثيراً ، وسبحوه بكرة وأصيلاً ، واشكروه على نعمه نهاراً وليلاً ، سبحان ربك ، رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .