أخبار مصراسليدرالتقارير والتحقيقاتالمصريين بالخارجحصرى لــ"العالم الحر"

بين الغرامات والرصاص: حكايات الباعة في قلب نيويورك

بقلم" أحمد مراد

أيمن غزالة ومحمد حسين في شهادتي أمام السيتي هول

بين الغرامات والرصاص: حكايات الباعة في قلب نيويورك

في صباح يوم الثلاثاء السادس من مايو 2025 وقفت أمام لجنة حماية المستهلك والعمال في مجلس مدينة نيويورك ممثلًا عن

Arab Astoria News

 ومشروع الباعة الجائلين لأُدلي

 

 بشهادتي حول التحديات التي يواجهها الباعة الجائلون بائعو الأكل الحلال خاصة من المجتمعات المهاجرة

بدأت شهادتي بكلمات نابعة حقا من القلب

أنا لا أقرأ من بيان صحفي أنا أنقل من عيون خائفة ومن دموع أطفال صُودرت عرباتهم

استعرضت خلالها قصصًا مؤلمة منها حادثة الطفلة التي كبّلتها الشرطة لمجرد بيعها المانجو في الحديقة وحادثة إطلاق النار التي أصيب فيها البائع المصري أيمن غزالة في تايمز سكوير متسائلًا

إذا كانت الرصاصة وصلت هنا فماذا عن البائعين في برونكس حيث لا تغطي الكاميرات كل زاوية

كما أدلى البائع محمد عواد بشهادته متحدثًا عن تجربته في مواجهة الغرامات المجحفة والمضايقات اليومية مؤكدًا

نحن لا نطلب صدقة فقط نريد بيع طعامنا دون أن يُعامل أطفالنا كأيتام مجتمعهم

شهدت الجلسة حضورًا واسعًا حيث أدلى 83 مشاركًا بشهاداتهم بينهم أصحاب مطاعم ونشطاء وأعرب 71 منهم عن دعمهم الكامل للإصلاحات مقابل 12 فقط عارضوا

من بين الجهات الحاضرة دائرة الصرف الصحي DSNY دائرة خدمات الأعمال الصغيرة SBS دائرة حماية المستهلك والعمال DCWP ودائرة الصحة والصحة النفسية DOHMH

ضمن حزمة إصلاحات الباعة الجائلين يبرز مشروع قانون Intro 431 الذي سيضيف أكثر من 1000 ترخيص جديد سنويًا للبائعين المتجولين بالأطعمة على مدى خمس سنوات مع رفع الحد الأقصى للتراخيص بحلول 1 يوليو 2029

في لقاء على قناة NY1

 

في مشهدٍ لافتٍ خلال جلسة استماع مجلس مدينة نيويورك في السادس من مايو 2025، حضرت أماندا فارياس، زعيمة الأغلبية في مجلس المدينة وعضوة المجلس عن الدائرة 18، وهي تحمل طفلتها الصغيرة بين ذراعيها. هذا الحضور لم يكن مجرد مشاركة سياسية، بل كان تجسيدًا حيًا لرسالتها حول التوازن بين العمل العام والأمومة، والتزامها العميق بقضايا العدالة الاجتماعية.

فارياس، التي تُعد أول امرأة من أصول لاتينية تشغل منصب زعيمة الأغلبية في مجلس المدينة، لم تكتفِ بالكلمات، بل قدمت صورةً واقعيةً للأم العاملة في ميدان السياسة. حضورها مع طفلتها أرسل رسالة قوية مفادها أن السياسات المتعلقة بالباعة الجائلين، ورعاية الأطفال، والعدالة الاقتصادية، ليست قضايا نظرية، بل تحديات يومية تعيشها النساء العاملات في نيويورك.

من خلال هذا التصرف، لم تُظهر فارياس فقط دعمها للباعة الجائلين، بل أكدت أيضًا على أهمية تمثيل الأمهات والعائلات في صنع القرار السياسي. حضورها مع طفلتها كان بمثابة تذكير بأن السياسات العامة تؤثر بشكل مباشر على حياة الأسر، وأن صوت الأمهات يجب أن يكون حاضرًا في كل نقاش حول مستقبل المدينة.

هذا المشهد الإنساني والسياسي يعكس التزام فارياس ببناء مدينة أكثر شمولًا وعدالة، حيث يُؤخذ في الاعتبار احتياجات جميع السكان، وخاصة الأمهات والعاملات.

دافعت فارِياس رئيسة لجنة التنمية الاقتصادية عن مشروع القانون مؤكدة أنه ليس فقط مسألة تنظيم اقتصادي بل مسألة كرامة إنسانية.

في ظل ندرة التراخيص الرسمية ظهرت سوق سوداء تستغل الباعة حيث تصل تكلفة استئجار الترخيص إلى 25000 دولار لمدة عامين في حين أن الترخيص الرسمي لا يتجاوز 1000 دولار ووصفت كارينا كوفمان-غوتيريز هذا الوضع بأنه أداة إذلال اقتصادية تُستخدم ضد الفقراء والمهاجرين

رغم أن نصف الباعة الجائلين من النساء فإنهن يحصلن على نسبة أقل بكثير من التراخيص تقول كليوتيلدي خواريز أم لثلاثة أطفال والتي تم طردها من قبل الشرطة نحن لا نطلب صدقة فقط نريد بيع طعامنا دون أن يُعامل أطفالنا كأيتام مجتمعهم

رغم تحفظ العمدة إريك آدامز سابقًا أظهرت تصريحات مفوّض الشؤون الخارجية في إدارته كارلوس أورتيز تحوّلًا نسبيًا حين قال إن الإدارة تدعم توسيع عدد التراخيص ضمن إطار تنظيمي

خرج الباعة من القاعة وعادوا إلى الأرصفة لكنهم هذه المرة مسلّحون بكاميرات بشهادات مسجّلة وبتشريعات تنتظر التصويت لسنا خارجين على القانون قال أحدهم نحن من يصنعون نكهة هذه المدينة فهل تتذوق نيويورك أخيرًا نكهة العدالة

فلنتظر …….

ولنر ……….

أعداد وتصوير / أحمد مراد

كاتب صحفي مقيم بنيويورك

Amourad978@aol.com

احمد فتحي رزق

المشرف العام

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم حاجب الاعلانات

يرجي غلق حاجب الاعلانات للاستمرار فى تصفح الجريدة