كتب د.حاتم نظمى تم اعداد بيان الحكومة وتم تقديمه وطرحه من رئيس الحكومة المهندس شريف اسماعيل بعد تجديد الثقة فيه من القيادة السياسية وتكليفه بتشكيل الحكومة بعد التغيير الوزارى المحدود منذ ايام.وبعد عرض البرنامج على مجلس النواب وقيام رئيس الحكومة بطرح سياسات الحكومة وتوجهاتها وخططها خلال المرحلة القادمة انقسمت الاراء بشدة حول البيان.فذهب فريق من الناشطين والسياسين واعضاء بعض الاحزاب الى رفض البيان وانتقاده بشدة وقالوا ان البيان لم يكن واضحا وتضمن عبارات انشائية ولم يتضمن سياسات وخطوات محددة او ارقام واضحة او جداول زمنية للتنفيذ.وعلى الجانب الاخر ذهب البعض الى تاييد بيان الحكومة وقالوا انه بيان ممتاز وانه سوف يحقق الرخاء والامن ويزيد الاستثمارات ويعالج عجز الموازنة ويحقق العدالة الاجتماعية.وانا فى راى الشخصى وكما تعلمت من دراستى وبحثى القانونى افضل الحيدة والموضوعية وان يكون راى موضوعيا يستهدف تحقيق الصالح العام والمصلحة العليا للوطن دون شطط او تطبيل ونفاق واضح.لذلك اذا اردت تقييم برنامج الحكومة سوف اقول بامانة مطلقة اننى شخصيا لايعنينى البرنامج وما احتوى عليه من ارقام وسياسات وتوجهات وذلك لسبب بسيط اننا بمصر منذ سنوات طويلة تزيد على الستين عاما ويتم عمل برامج للحكومة ويتم تقديمها للبرلمان واقرارها والموافقة عليها وكلها تكون برامج نموذجية ووردية ولكن النتيجة الواقعية ومايتحقق على الارض يكون ضعيفا ولا يشعر به المواطن البسيط ومحدود الدخل.فهذا المواطن لايفهم فى الاقتصاد ولا الارقام الكبيرة ولا السياسات والقانون وانما يفهم شىء واحد فقط هو يريد ان يشعر انه انسان وله كرامة.يريد ان يشعر انه عند مرضه او احد افراد اسرته سوف يجد خدمة صحية جيدة بمستشفى توفر له رعاية بسعر فى قدرات دخله وبطريقة ادمية.هذا المواطن البسيط يريد مدارس توفر تعليم محترم لابنائه ولا تلهب ظهره سياط الدروس الخصوصية او البحث عن مكان لاحد ابنائه بالمدارس.هذا المواطن البسيط يريد توفير مسكن بمكان امن محترم ياويه.يريد خدمات اساسية من صرف صحى وكوب ماء نظيف فى اماكن كثيرة لم يصلها الصرف الصحى فى صعيد مصر ولا توجد بها محطات مياه شرب .يريد ان يتم النظر لاصحاب المعاشات وتوفير حد ادنى للمعاشات التى توفر حياة كريمة بعد ان افنوا زهرة شبابهم فى خدمة هذا الوطن.يريد عدالة اجتماعية شاملة وحقيقية وليس مجرد شعارات وتوفير فرص عمل للشباب بعد ارتفاع نسب البطالة بصورة كبيرة ولا تخلوا اسرة بمصر من شاب او فتاة او اكثر لايجد فرصة عمل وان يتم الاختيار للتعيين بشفافية تامة دون وساطة او محسوبية.اذا نجحت الحكومة فى عمل هذه الاشياء سوف اصفق للحكومة وكذلك كل مواطنى مصر بكل مكان وسوف يدعم الجميع الحكومة ويساندها برلمان ومواطنيين .ولذلك نريد حدوث طفرة حقيقية فى الخدمات الصحية والتعليم وخصوصا فى المناطق التى بها عجز فى المستشفيات والخدمات الصحية مثل الصعيد باكمله وايضا عدد المدارس وانواعها لانهما الاساس لبناء اى دولة قوية متحضرة واحكام الرقابة من البرلمان على وزارتى التعليم والصحة ومحاسبة اى مقصر او مخالف للقانون حسابا عسيرا وفوريا وممارسة دوره الرقابة من خلال الاستجوابات وطلبات الاحاطة للوزراء باستمرار للمتابعة وتحسين مستوى الخدمة.وفى النهاية اختم بقولى ان برنامج الحكومة يجب ان يكون استراتيجية مستمرة تسير عليها الحكومات المتعاقبة لتسير جميعها على سياسة ونهج واحد ويجب ان يكون البرنامج برنامج عام وشامل لبناء مصر الحديثة وليس برنامجا مؤقتا ويجب ان نكون دولة سياسات لا دولة افراد او حكومات مثل دول العالم المتقدم التى تضع استراتيجيات طويلة المدى وسياسات واضحة واى مسئول ياتى يكمل تنفيذ هذه السياسات ويعمل على اتمام ماقام به السابق له . وايضا يجب وضع استراتيجية واضحة لمكافحة الفساد والقضاء عليه لانه لن يكون هناك تقدم او زيادة بمعدل النمو والسيطرة على عجز الموازنة دون مكافحة الفساد ويحب عرض تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات وخصوصا بالسنوات الثلاثة الماضية التى لم يكون يوجد فيها برلمان منتخب على البرلمان الحالى ليقوم بالاطلاع عليها ومناقشتها طبقا لنص المادة 217 من الدستور التى نصت على عرض تقارير الاجهزة الرقابية على المجلس فور صدورها . هذه امنيات وطموحات اتمنى ان ياتى يوما ما وارها اصبحت واقعا حقيقيا نعيشه وان ارى مصر فى مصاف الدول المتقدمة ودول العالم المتحضر