اسليدرالأدب و الأدباء

بعد كورونا

احجز مساحتك الاعلانية

جعفر ابو معصومة “كاتب عراقي”

يوم مشرق وجميل بعد انفكاك الحضر والتخلص والقضاء على وباء كورونا أخذت اتجول بين المناطق والمدن والازقه لشدة اختناقي وتضايقي بعد المده التي كنت في المنزل محجوراً وتم تجاوز الوباء الذي دخل علينا في العام الماضي عام 2020 .

اني اتجول وارى اشياءً تفزعني جداً يا للهول ماهذا ماذا حصل ومايحصل هنا؟ رأيتُ اطفالاً بكثرهَ يتسولون في الشوارع لمن هذهِ الاطفال واين ابائهم وكيف يتقبلون ابائهم منظر اولادهم هكذا؟
فدنوت الى احداهم قائلاً.

مرحبا يا صغيري الجميل كيف حالك؟
اجابني بسرعه مبهرهَ
يا عم ترى حالي وتسئلني كيف هو ؟
وفقتُ صامتاً لحظةً واحده
واجبته انا اسف يا صغيري لكن المقصود في سؤالي كيف صحتك

اجابني مره اخرى
كيف ترى صحة طفلٍ ضعيف البنيه وتحت حرارة الشمس ويتسول في الشوارع والازقه لكي يستطيع ان يحافظ على كرامت والدتهُ ويصبح معين الاهل وانا املك من العمر احدى عشرةَ سنه؟

يا صغيري ماهي قصتك اخبرني لو سمحت اثارني الفضول؟
اجابني وعيناه مملوءه بالدموع وفي داخله يقول لي ياعم لقد اثرتَ مواجعي ياعم لقد هتكت قلبي

سقطت دمعةٌ من عينيه على خديه الورديتان لكن اي دمعة سقطت وغيرت لونيهما الى احمرارٍ حارق هل هذهِ دمعة ام ماذا ؟

هل اسئت اللفظ للصغير؟ حتى سرعت بالكلام قائلا
ماذا هناك يا صغيري؟

قال لي ياعم انيِ يتيم وتركت الملذات الحياة والطفوله منذ فراق ابي لنا حتى اصبحت صغير سن كبير فعل
اجبتهُ ياصغيري هل مات اباك بمرض كورونا؟

اجابني لا ياعم لا لا لا ونهار في البكاء
اخذتهُ وضميتهُ الى صدري
بعد ان هدء وقال ابي شهيد

قلت لهُ
لماذا لا يعطون لكم استحقاقات الشهداء
اجابني بحرقه ونبرة غضب
هل تريد من قتلوه يعطوننا استحقاقات
قلت يا صغيري اين اباك استشهد؟

اجابني قد استشهد في ثورة اكتوبر قتلتهُ رصاصة الاحزاب
وبعدها اتت كورونا وقضت على الثوره
ارتعد جسدي جداً واخذتني صعقة الذهول والغضب والحماس لاعرف ما هو الشعور

في ذلك لا اعلم ماذا حصل لي كأنها رصاصة اخترقت صدري عند حديث الصغير عندما قال الثورة انتهت
لا لا لا هل حقاً انتهت لا يا اللهي حتى اصبحت مجمدً تماما لا استطيع الحركه ولا الحديث

واذا بهذهِ الاثناء احسست يد امتدت نحوي وتهزني بقوه وصوت يرتفع
يا بني انهض الى صلاة الصباح
فتحت عيناي واذا بها امي وانا قائلاً لها
كم الوقت يا اماه؟

اجابتني انها الساعه الرابعه صباحاً
فقلت لها يا اماه في اي سنة نحن؟
اجابتني بذهول
نحن في سنه 2020 ماذا حصل يا بني ماذا بك هل انت مريض ؟

لا يا اماه الحمد لله كان هذا حلم الحمد لله
ولم تكن حقيقه
حلم ولن يتحقق بأذن الله يا اماه قالت لي يابني ما ذا رئيت ؟

اجبتها رائيتُ يا امي الاطفال في الشوارع يتسولون بكثره مبهره وجنونيه فسئلت احداهم اجابني انهم اولاد شهداء ثورة اكتوبر وبسبب لم يعطوهم حقوقهم ولاحقوق ابائهم اصبحوا هكذا وقالو بسبب سكوتنا عن الثوره اصبحو هم هكذا

اجابتني امي قائله يابني ان سكتم انتم عن حقوق الشهداء فسوف ننزل الى الساحات بدلٌ عنكم
والحمد لله انهُ كان حلم وليست حقيقه
وعد ترجع الثوره

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button