بقلم / سعيد الشربينى
عرفت حروب الجيل الرابع بالصراع الذي يتميز بعدم المركزية بين أسس أو عناصر الدول المتحارَبة من قِبل دول أخرى، استٌخدم هذا المصطلح لأول مرة في عام 1989 من قبل فريق من المحللين الأمريكيين، من بينهم المحلل الأمريكي ويليام ستِرگِس ليند لوصف الحروب التي تعتمد على مبدأ اللا مركزية .
أطلق اسم حرب الجيل الرابع (4GW) على المنظمات الإرهابية حسب المفهوم الأمريكي والتي يكون طرفي الحرب فيها جيش نظامي لدولة ما مقابل لا دولة أو عدو أو خلايا خفية منتشرة في أنحاء العالم .
واختلف المحللون الاستراتيجيون والعسكريون في تعريف أجيال الحروب فبعضهم من يعرفها بحرب الجيل الاول ثم الثانى ثم الثالث حتى الرابع والتى عرفت بحرب الحقبة منذ عام 1648 حتى عام 2001، واتفق الخبراء العسكريون بأن حرب الجيل الرابع هي حرب أمريكية صرفة طورت من قبل الجيش الأمريكي وعرفوها بـ”الحرب اللا متماثلة” (بالإنجليزية: Asymmetric Warfare) حيث وجد الجيش الأمريكي نفسه يحارب لا دولة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، بمعنى آخر محاربة تنظيمات منتشرة حول العالم وهذه التنظيمات محترفة وتملك إمكانيات ممتازة ولها خلايا خفية تنشط لضرب مصالح الدول الأخرى الحيوية كالمرافق الإقتصادية وخطوط المواصلات لمحاولة إضعافها أمام الرأي العام الداخلي بحجة إرغامها على الانسحاب من التدخل في مناطق نفوذها ومثال على هذه التنظيمات : القاعدة – وجماعة الاخوان – وداعش .. الخ.
وتستخدم فيها وسائل الأعلام الجديد والتقليدي ومنظمات المجتمع المدني والمعارضة والعمليات الأستخبارية والنفوذ الأمريكي في أي بلد لخدمة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وسياسات البنتاغون .
واليوم ونحن بصدد جيل آخر من اجيال الحروب ويسمى بالجيل الخامس وهذا النوع يعد من أخطر انواع الحروب حيث يعتمد على استراتيجية فكرية تكون اوسع انتشارآ من خلال وسائل الاعلام المتعددة وبعض الكتاب والاعلاميين والفنانين اللذين يسعون الى تصدير بعض الافكار المدمرة للدين والدولة معآ عن طريق بث روح الاحباط لدى الشعب أو اصدار بعض الفتاوى الدينية المغلوطة أو التهكم بالقول أو السب على العلماء والائمة من أجل خلق حالة من عدم الاستقرار للنظام السياسى فى مصر.
هذه الفئة التى تطلق على نفسها اصحاب حروب الجيل الخامس تسعى دومآ الى اسقاط كافة مؤسسات الدولة فما من يوم الا وتطالعنا الصحف والقنوات بأشخاص امثال (ميزو – أو فريدة الشوباشى – أو مرتضى منصور – أو اعلاميين ما انزل الله بهم من سلطان وكتاب وادباء وصحفيين) فمنهم من يصدر الفتوى ومنهم من يصدر الاعتقاد بالجن حتى فى الرياضة من دون الله ومنهم من يتطاول على الائمة والقامات والعلماء ومنهم من يصدر الينا الاحباط اليومى لخلق حالة من الاحتقان ومنهم من يناصر القيادة ولو بدون داعى من أجل اتساع الفجوة بين القيادة السياسية والشعب .
نرى انها حالة من الفوضى تعمل على بلبلة الشارع المصرى وهذا ما تسعى اليه هذه المنظمات الممثلة فى الكتاب والاعلاميين والرياضين والصحافين اللذين يعملون وبلا شك لصالح جهات اجنبية قامت بتجنيدهم مقابل بعض الحفنات من الدولارات لاسقاط الدولة المصرية واثنائها عن مسيرة التقدم المرجوا .
بعدما فشلت هذه الاجيال بداية من الجيل الاول حتى الرابع للحروب فى انجاح مخططاتها فى مصر فلن تجد امامها غير هؤلاء اللذين يرتدون ثوب الوطنية الزائفة وهم ابعد مما يكون عن ذلك . ولكنها وللأسف الشديد تفعل فى ظل غياب الدور الرقابى من الدولة التى فتحت امامهم المجال على مصرعيه دون وضع اليات لضبط هذه المنافذ التى يمكن من خلالها تصدير هذا الفكر المدمر الذى يسعى جاهدآ لضرب الوطن قفى صميمه.
فالتخصصية هى اولى طرق النجاح والتقدم فاللأزهر دور رقابى وتنويرى وللدولة دور دستورى وقانونى لتنظيم السياسات التى يجب أن يعمل بها داخل الدولة المصرية من أجل استقرارها وحمايتها من هذا الفكر الغازى والمدمر .
فلا يعقل أن نغفل الدور الهام فى سرعة غلق هذه المنافذ ومحاسبة هؤلاء وابعادهم عن المشهد تمامآ قبل أن ينتشر هذا الفكر فى جسد المجتمع وتبرحه العلة ونصبح من الصعب علينا ايجاد الامصال للأستئصال هذا المرض اللعين الذى يمكن له أن يقضى على جسد المجتمع المصرى دون أن نشعر بذلك .
( حمى الله مصر شعبآ وجيشآ وقيادة من كل مكروه وسوء )
تحريرآ فى : 18 : 11 : 2017