اخبار عربية وعالميةالتقارير والتحقيقات

بعد سقوط رافعة الحرم المكي وتدابير السعودية «مجموعة بن لادن تلقي بظلها على مستقبله

احجز مساحتك الاعلانية

اعداد : خلف الله الانصاري 

الرياض – أ ف ب: الحادث الذي وقع في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر اسفر عن مقتل 108 اشخاص وإصابة حوإلى أربعمئة بجروح، وبين هؤلاء عدد من الأجانب الذين وصلوا إلى مكة لاداء شعائر الحج.
ويؤكد مراقبون ان الملك سلمان، المسؤول رسميا عن خدمة وحماية الحرمين الشريفين، انزعج كثيرا من الحادثة وقرر اخذ تدابير صارمة وسريعة بحق “مجموعة بن لادن” التي يديرها حاليا بكر بن لادن.
وقال دبلوماسي غربي في السعودية ان السلطات شعرت بـ”الإحراج” بسبب الحادثة، وعبر عن تفاجؤه ازاء السرعة الكبيرة في اتخاذ التدابير بحق المجموعة وتحمليها جزءا من المسؤولية بعد ايام قليلة من وقوع الحادثة. وأضاف “عادة تأخذ الامور وقتا طويلا هنا”.
واظهر تحقيق أولي ان “مجموعة بن لادن” مسؤولة جزئيا عن الحادث لأن الرافعة كانت في وضعية خاطئة ما عرضها للانهيار بسبب الرياح القوية التي هبت.
وطلب الملك سلمان إجراء تحقيق موسع إلا انه اتخذ تدابير فورية، بما في ذلك منع المجموعة من التقدم لعقود حكومية جديدة، ومنع كبار مسؤوليها من السفر قبل انتهاء التحقيق.
ورأى محللون ان التدابير صارمة بشكل مفاجئ نظرا إلى عراقة الشركة والعلاقات التاريخية التي تتمتع بها مع السلطات السعودية. وقال محلل سعودي طلب عدم الكشف عن اسمه “إنه امر صادم”، معتبرا ان أي تدابير يمكن ان تضر بالشركة تشبه قيام “الولايات المتحدة مثلا بتدمير شركة جنرال موتورز″.
وبالنسبة للمحللين، ليس واضحا مدى تأثر المجموعة على المدى البعيد بالتدابير التي اتخذت بحقها، إلا انها ستعاني بكل تأكيد اذا ما أصبحت الحكومة ضدها. احدثت التدابير الصارمة التي اتخذتها السعودية بحق “مجموعة بن لادن” العملاقة للمقاولات، بسبب حادث الرافعة في مكة المكرمة، مفاجأة في المملكة، وهي تدابير قد يكون لها تداعيات خطيرة على احدى اهم الشركات وأعرقها في البلاد.
وبعد ان استفادت المجموعة، التي أسسها المهاجر اليمني محمد بن لادن والد زعيم القاعدة الراحل، لسنوات من العقود الحكومية الضخمة، باتت الآن تواجه تحقيقا وتعليقا لأهليتها للتقدم لمشاريع جديدة، بعد انهيار إحدى رافعاتها العاملة ضمن مشروع توسعة الحرم المكي.
هذه المجموعة، التي بدأت بشكل متواضع من خلال شق الطرقات في جبال وصحاري المملكة، باتت الآن واحدة من أكبر شركاء المقاولات في العالم.
وقال مقاول يعمل في السعودية منذ سنوات طويلة “إنهم (بن لادن) متغلغلون جدا في اقتصاد البلاد ويتمتعون بعلاقات ممتازة”. وقد ربحت الشركة التي مقرها جدة عشرات العقود الحكومية العملاقة، بما في ذلك بناء جامعات ومستشفيات وطرقات، اضافة إلى توسعة الحرم المكي.
وقامت المجموعة ببناء مبان أصبحت أيقونات عمرانية، مثل برج الفيصلية في الرياض وبرج ساعة مكة الملكي، وهو ثالث أكبر برج في العالم.
كما ان “مجموعة بن لادن” هي المقاول الرئيسي في مشروع برج المملكة في جدة، وهو برج تبلغ كلفته 1.2 مليار دولار، ويفترض ان يصبح اعلى برج في العالم بعد الانتهاء من بنائه.
وتعذر الاتصال بمسؤولين في المجموعة للحصول على تعليق. وسيتابع المراقبون مجرى التحقيق للتأكد من ما إذا كانت امام خطر فقدان ثقة الحكومة بشكل كامل.
وحتى قبل حادثة سقوط الرافعة، سرت شائعات حول انزعاج لدى بعض دوائر صناع القرار من “مجموعة بن لادن”.
وكان المغرد الغامض “مجتهد” المعروف بتسريبه لمعلومات يقول انها من داخل أروقة الحكم، نشر في أغسطس/ آب الماضي تغريدات أشار فيها إلى ان مصير المجموعة غير واضح.
وقال الدبلوماسي الغربي في هذا السياق “هناك الكثير من التضارب في المصالح”. وأضاف انه في حال انتهى التحقيق بسرعة دون اتخاذ أي تدابير كبيرة بحق المجموعة، فإن ذلك يعني بان السلطات كانت تريد فقط ان تظهر قدرا من الحزم بعد الحادثة المميتة.
اما اذا طال التحقيق واستمر وضع الشركة جانبا، فان ذلك “يعني على الأرجح ان هناك مصالح تلعب دورا في مكان ما”.
ولمجموعة بن لادن وزن كبير وجذور ضاربة العمق في الاقتصاد السعودي، إلا انه ليس من الواضح حجم هذه المؤسسة العملاقة المملوكة لعائلة بن لادن وغير المدرجة في سوق المال.
وقال المحلل جيسن توفي، من مجموعة “كابيتال إيكونوميكس″ الاستشارية “مثلها مثل الكثير من الأمور في السعودية، عمليات الشركة وماليتها ليس واضحة”.

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى