اهم المقالاتمقالات واراء

براءة ورائها ألف شيطان

احجز مساحتك الاعلانية

من ينتظر تخلي النظام الحاکم في إيران عن سياسته الديماغوجية المعتمدة أساسا على إثارة الحروب والازمات، فإنه کمن ينتظر أن يتحقق المستحيل! ذلك إن هذا النظام ومنذ تأسيسه وعلى مر ال45 عاما المنصرمة، عاصر أغلب المشاکل والازمات والحروب، والتي کان له في کل منها دور وضلع، وحتى إن الملفت للنظر إنه ومع إنتهاء مشکلة أو أزمة أو أن تضع حربا أوزارها، فإن الاعداد لثمة مشکلة أو أزمة أو حرب کان يجري على قدم وساق من قبل هذا النظام.

حرب غزة الدامية التي خلفت وتخلف الکثير من المآسي والمصائب والدمار، مع توارد التقارير بخصوص إمکانية أن تضع أوزارها ويتم طوي تلك الصفحة الکارثية، فإن النظام الايراني الذي وکما هو معروف عنه، لا يشعر بالراحة والغبطة من إستتباب الامن والسلام في مناطق التوتر التي يعرف کيف يتصيد في مياهها العکرة، ولذلك فإنه ومع إحتمالات إنتهاء حرب غزة، فقد بدأ النظام الايراني ينفخ في بوق إثارته للأزمات بأن يعلن عن نيته في أن يقوم في موسم الحج لهذه السنة بإثارة الفتنة من خلال مايسميه هذا النظام بالبراءة من أميرکا وإسرائيل ونصرة غزة!

في کلمته يوم 6 مايو الجاري وخلال لقائه بمسؤولي النظام في شؤون الحج، أظهر خامنئي نفسه متباکيا على أهالي غزة، وقال: “حج هذا العام هو حج البراءة، كانت البراءة موجودة منذ بداية الثورة واستمرت ويجب أن تبقى، لكن حج هذا العام هو حج البراءة. اليوم فلسطين بحاجة إلى دعم العالم الإسلامي، نعم، الجمهورية الإسلامية لن تنتظر هذا وذاك ولن تنتظر.”، وبعد خامنئي، بادر وعلى الفور منوچهر متكي، وزير الخارجية السابق للنظام، لتهديد السعودية عندما قال:” هذا العام سنرى تحولا جوهريا في مكة، يجب ألا تمنع السعودية غضب المسلمين في أيام البراءة تحت أي ظرف.”

إذن فهناك وکما هو واضح ولايحتاج الى شرح مفصل، خطة واضحة المعالم من أجل أن يضرن النظام الايراني على أکثر من وتر، فهو من جهة يعمل من أجل نسف المساعي الجارية من أجل إنهاء حرب غزة وإفشال المساعى المصري ـ القطري بهذا الاتجاه، ومن جهة أخرى يسعى من أجل تهديد السعودية بهدف الحصول منها على إمتيازات في أية إتفاقية سلام للحرب في غزة.

من الواضح جدا إن تباکي هذا النظام على فقراء ومستضعفي ومضطهدي العالم، قد إنکشف وإنفضح أمره بعد مافعله ويفعله هذا النظام من أجل النظام الدکتاتوري السوري، کما إن مايزعمه بشأن نصرة وتإييد القضية الفلسطينية، قد صار هو الآخر أوضح مايکون بأن هذا النظام لم يبتغ ولايريد من القضية الفلسطينية إلا بقائها کمجرد ورقة بيده من أجل إستخدامها يمنة ويسرة في سبيل تحقيق مآربه المشبوهة.

مزاعم البراءة من أميرکا وإسرائيل، توضحت هي الاخرى جيدا من خلال الاتفاق والتفاهم الضمني أو خلف الابواب المغلقة ولاسيما خلال عهد الرئيس بايدن الذي کان مفيدا للنظام الايراني أکثر من أي رئيس أميرکي سابق، کما إن الرد الايراني على تدمير القنصلية الايرانية في دمشق على إسرائيل، قد أوضح حدود وحجم”أدب النظام الايراني” في التعامل مع إسرائيل، ولذلك فإننا واثقون والى أبعد حد ممکن بأن البراءة المزمعة لهذا النظام من أميرکا وإسرائيل، ورائها ألف شيطان!

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button