محمد عطية
إنفردت مجلة «أكتوبر» فى عددها الأخير بحوار مع السيدة إنتصار السيسى حرم الرئيس عبد الفتاح السيسى والتى نادرا ما تظهر ويعتبر الحوار الأول لها فى الصحافة والذى أجرته «أميرة خواسك» وتحدثت زوجة الرئيس عن تفاصيل وعلاقة الرئيس بوالدته التى رحلت منذ أيام قليلة وكيف كان تأثيرها القوى فى تكوينه خلال حياته، كذلك عن الأيام الأخيرة للراحلة وصراعها مع المرض قبل وفاتها، وأكدت زوجة الرئيس أن الصفات التى أحبها المصريون فى الرئيس السيسى اكتسبها من والدته رحمها الله، وأن الراحلة كان لها فضل كبير فى حياتها الأسرية وأن والدة السيسى علمت ابناءها الكفاح رغم أن والدهم ميسور الحال، وأشارت إلى أن الأيام الأخيرة فى حياة والدة الرئيس آلمتنا جميعاً .. وفيما يلى نص الحوار .
نص الحوار كما نشر بـ «مجلة أكتوبر» .
منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الجمهورية فى 8 يونيو 2014 ، وحرم الرئيس السيدة انتصار عامر تتجنب الظهور إلا فى مناسبات محدودة جدا، لكن أثناء ساعات عزاء والدة الرئيس لاحظت المعزيات دموع السيدة انتصار السيسى التى لم تحاول إخفاءها أو السيطرة عليها والتى تنم عن حب شديد لوالدة زوجها، وهو ما دفعنى لمحاولة معرفة كيف كانت هذه السيدة التى أنجبت رجلا أحبه المصريون وساروا وراءه فى أوج محنتهم، فكان لهم مخلصاً من بلاء ألم بالبلاد، ثم أصبح لهم رئيساً يضعون فيه آمالهم وأحلامهم .
فمن هى تلك الأم التى أنجبت وربت هذا الرجل؟ ومن هى تلك السيدة التى أثارت كل هذا الحزن لدى زوجة ابنها؟ وكيف كانت تلك السيدة التى يحكون عنها فى العزاء حكايات كثيرة من التقوى والورع والحكمة ورجاحة العقل؟.
من هنا تحدثت إلى السيدة انتصار السيسى حرم رئيس الجمهورية التى لم تكن تريد أن تتحدث فالمناسبة لم تكن تحتمل بقدر ما كانت تريد أن ترثى سيدة أحبتها وتأثرت بها واتخذتها أماً ثانية .
إذا كان المصريون قد لمسوا مشاعر فياضة وقدرة على العطاء وأخلاقا طيبة فى رئيسهم، فإن هذه السيدة هى من منحته تلك الصفات – وإذا كانت حياتى الزوجية والأسرية قدر لها أن تنجح فقد كان لهذه السيدة فضل كبير .. بهذه الكلمات عبرت السيدة انتصار عامر حرم الرئيس عبد الفتاح السيسى عن مدى تأثير والدة الرئيس التى رحلت عن دنيانا منذ أيام .
وبهذه الكلمات اختصت السيدة انتصار السيسى «مجلة أكتوبر» أثناء عزاء السيدة سعاد الشيشى والدة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى والتى أثرت فى حياته تأثيرا بالغاً، أدركه المصريون الذين شاركوا الرئيس حزنه، وهو ما شهدته مواقع التواصل الإجتماعى، فى تعليقات كلها تواسى الرئيس فى وفاة السيدة والدته.
شريكة حياة الرئيس السيسى كانت هى وشقيقاته وبناتهن فى مقدمة من يتلقون عزاء السيدات، وعلى الرغم من أن الوقت لم يكن مناسبا إلا أنها بأدبها الجم أجابت عن أسئلتى، كانت السيدة انتصار تجيب عنها وقد غلبتها دموعها حتى بدا كما لو كان عزاء والدتها هى وهو ما يعنى أن هذه السيدة لم تقتصر محبتها على أبنائها فقط .
قالت عنها : هذه السيدة كانت مصدر الحب والحنان لزوجى ولكل أسرته، تعلم على يديها الكثير، واكتسب من خصالها الكثير، فقد علمته التسامح وحب الناس والقرب من الله، وأن يضع الله نصب عينيه فى كل تصرفاته، ولم تختصه بذلك بل علمته لكل أولادها ولكل من اقترب منها، فهى سيدة نادرة الأخلاق والطباع .
علمت أولادها الكفاح والاعتماد على النفس ليكتسبوا خبرات حياتيه، على الرغم من أن والدهم كان ميسور الحال لكن هذا لم يجعلها تعتمد على ثروة زوجها لتدلل أبناءها أو تمنحهم حياة سهلة .
تضيف أيضا السيدة انتصار السيسى وهى فى غاية التأثر، منذ أن التحق زوجى بالمدرسة الثانوية الجوية وبعدها بالكلية الحربية، وهو يحتل مكانة متميزة لدى والدته بسبب ابتعاده لفترات طويلة، وكانت هى تعوضه كل الحنان والدفء حينما يعود، وتضاعف له الاهتمام والحب والحنان وتجالسه وقتا طويلا، خاصة أنه يحب قضاء معظم الوقت والإجازات مع والدته وأسرته .
لم يقتصر تأثير هذه السيدة على أبنائها فقط، لكنه امتد إلى أقاربها وجيرانها ومعارفها، ويسأل عن ذلك جيرانها فى حى الجمالية الذى عاشت فيه فترة طويلة – قبل أن تنتقل إلى بيت العائلة الجديد – فبالرغم مما كان يجمع قاطنى الجمالية من ثقافات مختلفة لكن حسن معاملتها وطيب معشرها جعلها محبوبة من الجميع ومقصدا للجميع .
لقد كانت مُعلمة تتمتع بحكمة وبصيرة كبيرين رغم كونها لم تكمل تعليمها، ولكن كان لديها قدرة هائلة على احترام الآخرين، ولا أذكر أننى سمعت منها يوما ما يؤذى أحدا أو لفظا جارحا أو غير لائق ولو مرة واحدة، فقد كانت إنسانة محترمة وتحترم الآخرين .
أذكر فى بداية حياتى الزوجية جمعتنا أنا وبقية زوجات أبنائها وبناتها”حيث كنا نسكن عمارة واحدة بناها والد زوجى لنا جميعا” ومنحتنا يومها نصائح كان لها وقع كبير فى نجاح حياتنا الأسرية والعائلية، ويمكن لمن يقرؤها يقول أى أم تقوم بالنصح والإرشاد وهذا ليس بجديد، ولكن هذه السيدة كانت أفعالها المسئولة والحسنة تسبق أقوالها فكانت دائما القدوة الصالحة، فحين جمعتنا قالت لنا:
لقد كبر الأبناء جميعا على أن أى من الكبار يوجههم أو حتى يعاقبهم فهذا أمر معتاد وبدون اى غضاضة وهو ما جعلهم جميعا مترابطين وسرنا كلنا على هذا النهج، ولهذا تميزت أسرتنا بالترابط والمحبة والاحترام الشديد ” هنا رددت أكثر من مرة ما شاء الله”.
خلال كلمات السيدة انتصار السيسى أشارت إلى رثاء كتبه أحد أقارب الرئيس ونشره على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» ونحن بدورنا ننقله للقارئ قال فيه: