كتب – أمير ماجد
في الذكرى الخامس لبداية الثورة السورية ضد ديكتاتورية بشار الأسد المدعومة من قبل إيران وروسيا والصين، أجرت قناة أورينت الفضائية الناطقة باسم الثورة السورية مقابلة متلفزة مع السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية تناولت الكثير من المواضيع بشأن الثورة السورية وعلاقاتها مع المقاومة الإيرانية ومستقبل إيران و… وما يلي نص هذه المقابلة :
سؤالي الأول هو حول الاتفاق النووي. يقدّم الاتفاق النووي بطرق مختلفة بعض يرى فيه فتحاً كبيراً وانتصاراً كبيراً لصالح نظام الملالي في إيران وهناك من يرى فيه هزيمة لإيران أنتم كيف ترون هذا الاتفاق؟
رجوي: قبل كل شيء أحيي مشاهدي قناة أورينت. يمكنني أن أقول أن هذه المفاوضات قد هزّت قبل كل شيء هيمنة ولي الفقيه إي موقع خامنئي، وبا النتيجة موقع النظام برمّته وألحقت به فشلاً وفرضت عليه التراجع. ويقول بعض المسؤولين في النظام أيضاً أن هذه العملية كانت فشلاً للنظام برمّته حيث ولي الفقيه لم يعد له الهيمنة السابقة. وكما تعرفون أن المقاومة الإيرانية هي التي قامت بكشف النقاب عن المواقع النووية السرية للنظام. في البداية في العام 2002 كشفت النقاب عن المواقع السرية النووية للنظام لكن المجتع الدولي ومع الأسف لم تأخذ الموضوع بجدية ولم يبدِ ردّ فعل مناسب. لكن بعد ذلك اضطرّ أن يأخذها بمأخذ الجدّ وبدأ ردود فعله. ثم جاءت العقوبات وأصبحت القضية جادّة للنظام. واتسعت في الوقت نفسه دائرة كشف النقاب عن المعلومات السرية من قبل المقاومة، وفي الداخل الإيراني توسّعت الاحتجاجات واستياء الشعب ضد النظام. بالنتيجة وخوفاً من الاستياء الشعبي والغضب الشعبي أرغم النظام تحت هذه الضغوطا الداخلية والدولية أن يخطو خطوة إلى الوراء ويتراجع ويجلس على مائدة المفاوضات. إذن كانت هذه المفاوضات من منطلق العجز التام ومن موقف الضعف والإفلاس في النظام. لهذا السبب نرى أنها أدّت إلى إضعاف هيمنة ولي الفقيه وسيطرته. اسمحوا لي أن أقول لكم أن بعد هذه الفترة لم تحلّ أي مشكلة من مشاكل الشعب بل بالعكس الشعب الإيراني يواجه مزيدا من الفقر والعوز والمآسي. وحتى الأموال التي كان الحديث يدور حولها بأنها ستفرج عنها، أي أموال الشعب الإيراني، لكن الملالي يصرفونها في أتون الحرب في مختلف بلدان المنطقة وفي دعم بشار الأسد في سوريا والبلدان الأخرى. إذن لم يصل شيء منها إلى أبناء الشعب الإيراني. وهنا يمكنني أن أقول لكم أن هذه المفاوضات والاتفاق لم يؤد بأي نتيجة ايجابية للشعب الإيراني وفي ما يتعلق بالنظام تحوّلت إلى فشل لتدفع به خطوة أخرى باتجاه السقوط. ولي الفقيه فقد سيطرته وبالنتيجة وفي المقابل الشعب انتصر. لأن النظام فقد أحدى ركائز سلطته الثلاث. بمعنى أن النظام الذي يعتمد على ثلاث ركائز أساسية في سلطته أي القنبلة النووية والقمع في الداخل الإيراني وتصدير الإرهاب والتطرف، فقد توقفت إحدى هذه الركائز أي الحصول على القنبلة النووية. ويعتبر هذ ا انتصارا للشعب الإيراني وللمقاومة الإيرانية.
سؤال: على المستوى الداخلي يبدو أن الأمر ليس لصالح النظام ولكن بالنسبة لدول المنطقة يبدو الأمر مختلف النظام الإيراني صار مقبولاً صار يدعى للمفاوضات السورية صار يعني FREAQUAENTABLE بالفرنسية صار مقبولا دوليا وصار أطلقت يده أكثر. هل سوف يعوّض النظام الإيراني في نفوذه في المنطقة ما خسره في الاتفاق؟
رجوي: يمكنني التأكيد على أن سياسات النظام في المنطقة لم تتغيّر اطلاقاً. والسبب هو حيث أنه في الداخل لحقت به الهزيمة وأرغم على التراجع ولو خطوة واحدة فيحاول التعويض عن ذلك من خلال التصعيد في تأجيج نيران الحروب وعمليات التوسّع في المنطقة. تعرفون أن في الوقت الحالي هناك قرابة ستين ألفاً من قوات الحرس والتابعين له ومرتزقة قوات الحرس موجودون في سوريا ويقاتلون من أجل بقاء بشار الأسد. هذا رقم كبير. لكن الأهم من ذلك يقوم النظام بإرسال عناصر من أبرز قيادات الحرس الى سوريا محاولة منه لتحسين ظروفه في المنطقة، أو يستطيع من خلال ذلك ضمان هدفه الإساسي أي بقاء بشار الأسد في السلطة. لكنني اعتقد والواقع يقول أن تصعيد عمليات زجّ القوات إلى سوريا وتصاعد وتيرة المعارك والحروب لن يأتي بنتائج إيجابية لصالح النظام. لأن الحقيقة تشهد بأن القابلية الستراتيجية لهذا النظام في مواصلة الحروب محدودة. لكننا نرى أن الدعايات التي كانت تروّج بأن من خلال الرئيس الإصلاحي المزعوم في النظام يمكن البحث عن سياسات منفتحة خاصة بعد الاتفاق النووي، جاءت بنتائج عكسية والوقائع الجديدة أثبتت تصعيد الحروب في المنطقة. وهذا هو روحاني نفسه الذي صرّح قبل أيام أنه خلال العامين الماضيين تم تخصيص ميزانية تعادل ميزانية عشرسنوات لشراء الإسلحة. وهذا الكلام يثبت أن في ما يتعلق بسياسات النظام في المنطقة فلم يتغير شيئ.
سؤال: هل تغيّر الموقف الغربي من النظام الإيراني؟ هل أصبح فجأة صديقا بعد أن كان محور الشرّ إرهابي ومنبوذا هل أصبح مقبولاً، هل تغيّر الموقف الأميريكي؟
رجوي: اعتقد أن قبل كل شيء هذا هو نظام الملالي الذي ليست لديه قابلية إقامة وتحسين العلاقات مع الغرب. ويجب القول بأن في ما يتعلق بالجانب الغربي فأنه كان منذ عقود من الزمن يبحث عن سياسة المهادنة مع هذا النظام واقامة العلاقات معه. لكن نظام الملالي هو الذي ليست لديه إمكانية التأقلم مع هذا التطور. وبإمكاني أن أقول لكم أنه في الوقت الذي وضع الغرب نظام الملالي في محور الشرّ ومتزامناً معه تقريبا واقصد في العام 2003 قصفت الطائرات الغربية، وبطلب من النظام الإيراني، مقرات وقواعد جيش التحرير الوطني الإيراني على الحدود الإيرانية العراقية حيث أسفرت عمليات القصف عن استشهاد عدد كبير من مجاهدي خلق. قبلها وفي العام 1997 قام الغرب وأمريكا بعد اقامة العلاقات مع النظام الإيراني في عهد خاتمي بإدراج مجاهدي خلق في قائمة الإرهاب، وذلك أيضاً بطلب من الملالي. لكنني أريد أن أوكد اليوم بأن هذه المحاولات لم تغيّر شيئآ من طبيعة النظام الإيراني وتصرفاته. في المقابل دفعت المقاومة الإيرانية بضرورة توسيع دائرة نشاطاتها ومساعيها الدولية. على سبيل المثال استطاعت المقاومة ومن خلال احكام صدرت من أكثر من عشرين محكمة أميركية وأوروبية أن تبطل تهمة الإرهاب، وكان انتصاراً كبيراً للمقاومة. وأريد أن أشدد أن في ما يتعلق بالنظام فإن عدم قابليته لإقامة العلاقات مع الغرب حقيقة واقعة. لأنه إذا أراد توسيع وتحسين علاقاتها مع الغرب فيجب عليه تحقيق عنصرين: الاول التراجع عن تدخلاته في بلدان المنطقة؛ وثانيا قبول أدنى شيئ من الديمقراطية في الداخل. هذان العنصران مستحيلان في هذا النظام. لما ذا؟ لإنهما يتحولان إلى حبل المشنقة لهذا النظام. إذن ليس لدى هذا النظام حقيقة إمكانية الانفتاح واقامة العلاقات الواسعة مع الغرب.
سوال: النظام الإيراني صار مصدر ومصدّرللتوتّر، للفتن، للنزاعات، للطائفية، لكل أشكال عدم الاستقرار في المنطقة وخاصة اللعب على الانقسامات الطائفية والعرقية. هل ترى أنها تشكل خطرا على إيران نفسها؟ لأن من يذهب أن يصدّر النار احيانا لايضمن أن النار تعود إليه؟
رجوي: يجب القول أن الظروف داخل إيران تختلف عن ظروف البلدان الأخرى في المنطقة لأن أبناء الشعب الإيراني من مختلف القوميات والإثنيات من مختلف الأديان والمذاهب قد جرّبوا قمع النظام المتطرف الحاكم طوال هذه السنوات السبعة والثلاثين. إذن جميعهم من مختلف الأقليات القومية من الأكراد و اللور والبلوتش والعرب وغيرهم وكذلك الأقليات الدينية من الشيعة والسنة وأتباع سائرالديانات قبل كل شيئ هم ضد الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران. إذن لايستطيع النظام أن يلعب بهذه الورقة لأنهم جرّبوا هذا النظام جيداً. ومن المؤشرات في هذا المجال التي يجب الإشارة إليها هي أن في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أي في البديل السياسيي لهذا النظام لجميع الأقليات ممثلون وإنهم مشتركون في تأييد المقاومة الإيرانية من أجل إسقاط النظام.
سؤال: الانتخابات الأخيرة في إيران، ما رأيكم بما جرى في الانتخابات الأخيرة في إيران؟ يبدو أن الديمقراطية تسير بشكل جيد؟
رجوي: لا حاجة إلى القول بأن لا معنى للإنتخابات في إيران. قبل كل شيئ هذه تعيينات بدل انتخابات. خاصة وأن المرشحين يجب عليهم العبور من مختلف مراكز الفرز والتصفية. وقبل كل هذا ليست هناك أصلا معارضة حتى تكون انتخابات. وفي واقع الأمر هذا هو الصراع على السلطة بين مختلف الأجنحة الداخلية في النظام للحصول على مزيد من السيطرة. وإذا نظرنا إلى النتيجة فاعتقد أن ما جرى باسم الانتخابات داخل النظام جاءت على حساب هيمنة ولي الفقيه وإضعاف هذه الهيمنة. لأنه لم يستطع أن يحقق مبتغاه لسببين الاول بسبب حالة الاستياء الشعبي والثاني بسبب الأزمة التي حلّت بالنظام من جرّاء التراجع النووي، فلم يستطع من التقدم كاملة بخطة «هندسة» الانتخابات التي كان ولي الفقيه وراء تطبيقها. على سبيل المثال خططوا لنقل مليون شخص من الأقاليم الأخرى إلى طهران بهدف التصويت لصالح الأشخاص الذين كانوا يريدون فوزهم. هذه الخطة اكتشفت وبالنتيجة فشلت خطة الحرس في هذا المجال. لأنهم خافوا بأن تطبيق مثل هذه الخطة من شأنه أن يؤدي إلى انتفاضة من قبيل انتفاضة العام 2009. وكذلك جاؤوا بأكثر من مليون عنصر أمني بهدف المراقبة على سير الأحداث. لذا نقول أن ما جرى كان عملية تعيين. وفي المحصلة خرج ولي الفقيه منها أضعف عما كان سابقاً. إذن لايمكن أن نقول أن هذا التيار او ذاك التيار حصل على شيئ. لا، ما حصل هو إضعاف ولي الفقيه وبا النتيجة إضعاف النظام برمّته واقترابه خطوة أخرى نحو السقوط المحتوم.
سؤال: وانتخابات مجلس الخبراء كانت فيها مؤشرات مهمة؟
رجوي: هذا الواقع الذي شرحته ينطبق على مجلس الخبراء أيضاً. صحيح أن تغييرات حصلت في هذا المجال لكن لأن هذا النظام مبني على مبدأ ولاية الفقيه ويعتمد عليها، إذن ولو حصل جناح رفسنجاني- روحاني على بعض الامتيازات فإن ذلك لن يؤدي إلى تغيير في النظام. لأن مجمل النظام يعتمد على أساس ولاية الفقيه وبقاء هذا العنصر. إذن تم الإخلال بتوازن ولاية الفقيه وبتوازن مجمل النظام لكن لم يتحقق شيء لصالح الجناح الآخر. في مجلس الخبراء تعتبر هذه التغييرات جزئية ولن تؤدي إلى تغييرات جذرية في تركيبة النظام الداخلية. نعم كما شرحت لكم النظام برمّته تعرّض لمزيد من الضعف، لأن ولي الفقيه الذي يعتبر العمود الفقري للنظام تعرّض للضعف نوعياً وأصبح هشّاً أكثر من السابق.
سؤال: خامنئي رجل ديمقراطي جداً يبحث عن خليفة له ما رأيكم؟
رجوي: برأيي قبل أن يفكر في خليفته ومن يمكن أن يخلفه يخاف من مصير ومستقبل نظامه. لأنه يعرف أن مستقبل هذا النظام لو لم يكن بيد شخص مثله ليكون إجرامياً وقمعياً ومؤججاً لنيران الحروب، إن لم يكن شخصاً بهذه الأوصاف فإن نظامه سيتعرّض للانهيار في فترة قصيرة جداً. إذن في معركة الصراع على السلطة المحتدمة حالياً يريد أن تكون السلطة بأيدي أشخاص يكونون مثله مجرماً وقمعياً ومؤججاً لنيران الحروب ضد شعوب منطقة الشرق الأوسط وضد الشعب الإيراني.
سؤال: ماذا تعني لكم الثورة السورية؟ نحن الآن في الذكرى الخامسة للثورة السورية، كيف ينظر الإيرانيون إلى هذه الثورة؟
رجوي: في البداية اودّ من صميم قلبي أن أتقدم باسم الشعب الإيراني وباسم المقاومة الإيرانية بأحرّ تحياتي إلى الشعب السوري البطل للصمود العظيم الذي أظهروه أمام أعين العالم خلال خمس سنوات. صمود ومقاومة عديمي النظير. كذلك أريد أن أقول لأخواتي وإخواني الأعزّاء في سوريا الجريحة المليئة بالدماء بأن انتفاضتكم ونضالكم وقتالكم هي راية الشرف والفخر والكرامة لجميع شعوب منطقة الشرق الأوسط في وجه أكثر الديكتاتوريات مصاصي الدماء في التاريخ أي الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران والنظام العميل لها إي نظام بشار الأسد. أنتم تصمدون وتقاومون وتقدّمون ثمن المقاومة والصمود ولم تتراجعوا ولم يعتريكم غبار اليأس. خاصة أريد أن أقول لأخواتي وإخواني في سوريا أنكم تمثّلون مظهر الضمائر التي ما استسلمت ولم تنخدع، مظهر لضمائرحية غير مستعدة للاستسلام في العالم الإنساني حيث أنكم وبالرغم من أن القوى الكبرى قامت ببيع أبناء الشعب السوري العظيم أو خانت فيهم أو قصفت القنابل على رؤوسهم، لكنكم ما تخليتم. فالتحية لكم. أريد أن اقول لكم من كل قلبي بأننا معكم قلباً وقالباً بكامل وجودنا ونحن شركاؤوكم في أحزانكم وآلامكم لفقدان حياة عدد لايحصى من أعزّائكم ومواطنيكم، أحزانكم وآلامكم لملايين من المشرّدين السوريين الذين منتشرون اليوم في أصقاع الأرض، أحزانكم وآلامكم للمدن السورية المهدّمة والتي تعرض كل يوم من على شاشات تلفزيونات العالم. وفي الوقت نفسه معكم معكم في أملكم وصمودكم للنصر والانتصار وفي قضيتكم العادلة للنضال حتى النفس الأخير ضد الدكتاتورية الحاكمة في سوريا بشار الأسد وعرّابه النظام الديكتاتوري الحاكم في إيران. إذن نعم أنا على ثقة بأن في هذه المسيرة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية هما حليفان للشعب السوري وسيكونان معكم. إنهما بريئان من النظام الحاكم في إيران الذي ليس سوى أقلية منبوذة. إنهما بريئان من تأجيج النظام الإيراني الحرب في سوريا التي أدت إلى مجازر بحق أبناء الشعب السوري. إنهما يريدان طرد الديكتاتورية الدينية من سوريا، وإنهما إي الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية يجدان أنفسهما بجانب الشعب السوري. وأنا على ثقة أن صمود الشعب السوري خلال خمس سنوات دليل ويشير إلى أن هذا الصمود سيستمر وأن النصر والحرية سيكونان حليف الشعب السوري في المستقبل، وسيكون هذا اليوم يوماً عظيماً لجميع شعوب المنطقة بسبب تخلّصها من إحدى الديكتاتوريات الدموية سيعقبه فشل وسقوط ديكتاتورية الملالي في طهران أيضا.
سؤال: كيف ينظر الإيراني الإنسان الإيراني العادي، بما ذا يشعر عند ما يسمع في نشرات الأخبار أن الإيرانيين يقتلون في سوريا الحرس الثوري او غيرهم؟ كيف تشعرين عندما تشاهدين إيرانيين يقتلون في سوريا؟
رجوي: كما قلت لكم الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية يقدّران نضال الشعب السوري العادل ضد بشار الأسد ويؤيدان هذا النضال ويعتبرانه ثورة شرعية شعبية ديمقراطية. إنهما بريئان من كل من يدعم ويساعد ديكتاتورية بشار الأسد من أمثال الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران. لذا نرى أن قوات الحرس الذين يقومون بقمع الشعب الإيراني داخل إيران هم الآن في سوريا يقومون بقمع أبناء الشعب السوري. إذن مصرعهم في نظر الشعب الإيراني مثله مثل الشعب السوري، ينظر الشعب الإيراني إلى مقتلهم مثل ما ينظر الشعب السوري. إنهم أعداء للشعبين الإيراني والسوري. أنتم تعرفون أن ألافاً من قوات الحرس الذين لقوا حتفهم في سوريا هم الذين يقمعون أبناء الشعب الإيراني في طهران وفي المدن الإيرانية الأخرى. أحدهم كان حسين همداني قائد قوات الحرس في سوريا الذي لقي حتفه بيد الثوار السوريين. وهو الشخص الذي كان قائد الحرس لقمع انتفاضة أهالي طهران العاصمة في العام 2009. إذن الشعب الإيراني يرى نفسه بجانب الشعب السوري لأن أبناء شعبنا أيضا تم قمعهم من عناصر الحرس واستشهدوا. هذا المشهد الذي يشهده اليوم الشعب السوري نفسه المشهد الذي كان في إيران. فهناك شعور واحد الشعب الإيراني له شعور الشعب السوري نفسه.
سؤال: جان كري وزير الخارجية الأميريكي قال بأن الحرس الثوري الإيراني بدأ ينسحب من سوريا، هل لديكم معلومات في هذا الشأن؟
رجوي: اعتقد أن هذا الكلام ليس في محله. الحقيقة هي أن هناك تغيير لمواقع القوات في سوريا او تبديلها بقوات أخرى جدد، بمعنى أن الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران تقوم بتبديل قواته. برأيي انسحاب قوات الحرس وفي الحقيقة انسحاب ولاية الفقيه من سوريا يمكن أن نتصوره في وقت لحقت بها الهزيمة، وهذه الحالة مرهونة بتحقيق ثلاث عوامل: الأول مواصلة صمود الشعب السوري ونضاله العادل وتضحياته وفدائه بشكل لا حدود له. هذه التضحيات وهذا النضال هي التي دفعت حتى الآن بقوات الحرس وقوات ولاية الفقيه إلى المأزق وجعلتهم يرسلون من أبرز قادة الحرس إلى سوريا، لأنه لم يعد لدى معظم قوات الحرس دافع للذهاب إلى سوريا ودخول جبهات الحرب. وذلك بالرغم من أن عدد قوات الحرس يصل إلى ستمائة وخمسين ألف شخص. لكن قتلى النظام وكما أشرت نسبة كبيرة منهم من قادة الحرس من أمثال حسين همداني والقادة الأخرين. لذا هناك الآن في الحقيقة أزمة خانقة داخل النظام الإيراني ويمكن القول بأن النظام قد توغل في مستنقع الحرب في سوريا ضد الشعب السوري وفي دعم بشار الأسد. لهذا السبب يستخدم النظام كافة قواه لحفظ بشار الأسد. ولهذه الغاية أرسل أحد ألوية الحرس، لواء المغاوير في شيراز، إلى سوريا بهدف حمايه بشّار الأسد. إذن القول بأن إيران تسحب قواته من سوريا غير حقيقي، بالعكس إنه في حال تبديل قواته. لكن نضال الشعب السوري من جهة والموقف الحازم والجاد من قبل دول المنطقة من شأنهما أن يضعا حداً لتأجيج الحروب من قبل النظام وتدخلاته في سوريا والعراق واليمن والبلدان الأخرى. نعم هذه الموقف يمكن أن يكون خطوة فاعلة تدفع النظام وقواته بالانسحاب من سوريا. تعرفون أن خلال سنوات الحرب الإيرانية العراقية كان لمقاومة الشعب الإيراني دور حاسم في إنهاء الحرب، وعند ما شاهد خميني بأن قوات جيش التحرير الوطني تتقدم في معارك خاضتها قوات هذا الجيش فاضطرّ أن يتجرّع السم بقبول وقف اطلاق النار خوفاً من السقوط. إذن باعتقادي الضغوط التي تفرضها مقاومة الشعب الإيراني خاصة على الدكتاتورية الدينية بالاضافة إلى النضال العظيم للشعب السوري واتخاذ الموقف الحاسم من قبل دول المنطقة من شأنها أن تكون كفيلة بدفع النظام الإيراني لسحب قواته، وقبل ذلك ليس وارداً.
سؤال: يعني منطقيا نجاح المعارضة الإيرانية هو في خدمة الشعب السوري ونجاح الثورة السورية هو بالطبيعة آلية لخدمة الشعب الإيراني ولكن هل يمكن ان يكون هناك تعاون ما بين الطرفين؟ هل يمكن للمعارضة الإيرانية أن تساعد الشعب السوري بشكل مباشر؟
رجوي: باعتقادي نعم وبكل التأكيد. والسبب يعود إلى أهم شيء يمكن توقعه من الشعبين الإيراني والسوري في الوقت الحاضر أن يتمكنا من الوقوف إلى جانب بعضهما البعض في مواجهة النظام الدكتاتوريين اللذين يتعاونان معا باقصى درجات التعاون وانني أرى بان هذا التحالف والوفاق هو في الحقيقة سيكون تعاونا ضروريا وواجبا ومثمرا. وحتى الآن فان المقاومة الإيرانية فخورة بانها استطاعت ان تقوم في الساحة الداخلية الإيرانية بفضح النظام في إثارة الحرب وتدخله في سوريا من أجل الحفاظ على بشار الأسد، وهذا ما قامت به حتى الآن وقامت بتوعية ابناء الشعب الإيراني حول حجم النفقات التي تخصصها الدكتاتورية الدينية من أجل بقاء دكتاتورية بشار الأسد في سوريا على حساب الشعب الإيراني. واما على الصعيد الدولي فان المقاومة الإيرانية والشعب الإيراني يقومان بايصال صوت الشعب السوري المضطهد إلى أسماع العالم. سوريا التي تتعرض يوميا لارتكاب عديد من الجرائم. وهنا صور من الأطفال السوريين الذين قد شاهدتم بالتأكيد منها كثيرا او صورعن احتجاجات السوريين في ارجاء العالم. وتبذل المقاومة الإيرانية جهدها لتدافع عن الاخوة السوريين وان تتوجه بالدعوات اولا إلى وفود سوريين من أخواتنا العزيزات وإخواننا الأعزاء للمشاركة في جميع مؤتمراتنا الدولية. وانني التقيت بهم شخصيا عن قرب واننا نعتزّ بهم كثيرا كثيرا وفخورة بصمودهم وبمقاومتهم وبشعورهم العالي بالمسؤولية في هذه الظروف الصعبة، وفي جميع مؤتمراتنا لوفود المقاومة السورية مكانة خاصة.. اضافة إلى ذلك كما اراه هناك نقطة في غاية الأهمية وهي التماسك والوحدة الداخلية للمقاومة السورية من اجل أن تتمكن من مواجهة هذين الدكتاتوريين الجبارين: دكتاتورية بشار الأسد والدكتاتورية الحاكمة في طهران والتصدي لهما. وباعتقادي ان العنصر الأساسي في هذا المجال ومن اجل تحقيق الوحدة الداخلية ومن أجل تعزيز التماسك وإعطائها صلابة اكثر، هو التركيز على العدو الرئيسي ورسم خط فاصل شامل بين المقاومة السورية وبين هذا العدو الرئيسي وهو الدكتاتورية الدينية الحاكمة في طهران التي اوجدت الحالة الراهنة في المنطقة برمتها ومنها في سوريا.
سؤال: هل يمكن للمعارضة السورية و الشعب السوري ان يفعل شيئا لمساعدة المعارضة الإيرانية؟
رجوي: بالتأكيد فباعتقادي ان أكبر مساعدة تقدمها المقاومة السورية هي صمودها وديمومة مقاومتها بوجه دكتاتورية بشار الأسد وبوجه قوات الحرس التابعة للملالي في سوريا. وفي الحقيقة انهم يقاتلون الدكتاتورية الحاكمة في طهران بصورة مباشرة ووجها لوجه. وانها مأثرة تسطرها المقاومة السورية والشعب السوري البطل. انني احييهم. اننا نجد انفسنا معهم في خندق واحد في هذه المعركة. وباعتقادي ان ما يقومون به لفضح جرائم النظام واصرارهم على ضرورة قطع دابر نظام الملالي في سوريا وطرد قوات الحرس التابعة لهم، فانه يعد من أكبر واعلى مساعدات يمكن تقديمها للشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. فارى باننا كلنا شركاء في الأمل وفي هذه الامنية ان تطوى صفحة الدكتاتور إن شاء الله من منطقة الشرق الأوسط دكتاتورية بشار الأسد وولاية الفقيه في طهران.
سؤال: ما هي الدوافع الحقيقية التي تجعل من النظام الإيراني عدوانيا وتوسعيا تجاه دول المنطقة بهذه الدرجة؟ لماذا هو عدواني بهذه الدرجة؟ لماذا يكره شعوب المنطقة الى هذه الدرجة؟ هل هو طائفية؟ هل هي قومية؟ هل هي مصلحة هل هي سياسة؟ نحن لا نفهم لماذا هذا النظام عدواني الى هذه الدرجة؟
رجوي: باعتقادي، ما يحفز ويحرك الدكتاتورية الحاكمة في إيران بمثل هذه العدوانية وتأجيج الحروب في المنطقة، وإغراق الشعوب ومنها الشعب السوري في بحر من الدماء والدمار، قبل اي اعتبار آخر، يعود إلى حاجة النظام للبقاء في سدة الحكم والسلطة لا غير. ان العدوانية وتأجيح الحروب، هي اداة يستخدمها النظام من اجل الحفاظ على سلطته. لان هذا النظام هو نظام عائد إلى العصور الوسطى، ان هذا النظام يفتقرالقابلية لحل المشاكل للمجتمع الإيراني، يفتقر القابلية والقدرة لتلبية مطالب الشعب، فبالتالي فانه بنى نظامه على ركائز محددة وهي : اولا – العدوانية وتأجيح الحروب في المنطقة وتصدير الإرهاب والتطرف الديني، ثانيا – الحصول على القنبلة الذرية، ثالثا – القمع في الداخل… ولهذا السبب وفي الظرف الراهن بعدما اضطر النظام تحت وطأة الضغوط من قبل المجتمع الدولي وكذلك الاستياء الاجتماعي في الداخل، اضطر إلى التراجع بخطوة واحدة إلى الوراء في المشروع النووي فانه يحاول التعويض به بتصعيد عدوانيته في المنطقة برمتها. وكما تعلمون ان حركتنا قبل اكثر من عقدين، اعلنت بان ستراتجية الدكتاتورية الدينية هي التوسع في المنطقة بارجائها وصولا إلى البحر المتوسط وشواطئ المتوسط، لان النظام يعرف بانه عاجز عن معالجة اية مشكلة في الداخل، فبالتالي ومن خلال نهجه العدواني يحاول ابعاد الخطر من داخل طهران ومن داخل إيران إلى انحاء المنطقة. وتعلمون بان خامنئي قد صرح رسميا في هذا المجال ما قد صرح به جميع رموز النظام وقاله خامنئي مؤخرا باننا ان لم نقاتل في دمشق وفي سائر بلدان المنطقة فيلزم علينا غدا ان نقاتل في طهران وفي مدن إيرانية أخرى. وهذا هو الخطاب الرسمي لما يسمي بولي الفقيه للنظام اي خامنئي شخصيا، وانتم تعلمون بان هذا الكلام قد قلناه منذ عقدين من الزمن بان التهديد الجاد للمجتمع الدولي هو آت من العدوانية والإرهاب والتطرف الديني، غير انه تم انكار واهمال هذا الكلام وتشاهدون الآن بان المنطقة برمتها تحترق في نيران العدوانية والتطرف الديني نفسه، وانتم تعلمون بان الحرب في اليمن والحرب في سوريا والحرب في العراق وفي جميع البلدان، يتم التخطيط لها وقيادتها وإدارتها من بيت خامنئي.
والأمر بقدر تعلقه بالدكتاتورية الدينية فانها من أجل تأجيج الحروب توظف اية جهة وجدت بان هناك حاجة لدورها سواء من الشيعة او السنة فانها تستخدم هذه الجهات مهما وجدت بانها ضرورية و احيانا تستخدم بعضها ضد بعض آخر اذا وجدت بان الحاجة تتطلب ذلك. وانتم تعلمون بان محصلة هذه العدوانية وتأجيج الحروب ومحصلة تدخلات النظام في سوريا والاحتفاظ بشار الأسد في السلطة، وفي العراق الاحتفاظ بالمالكي في سدة الحكم طيلة ثمان سنوات والتي رافقتها مجازر بلاهوادة بحق اهل السنة في العراق على يد المالكي، والمجازر التي ارتكبت بحق ابناء الشعب السوري على يد بشار الأسد، محصلة كل ذلك كانت خروج ظاهرة مخيفة باسم داعش في الوقت الحاضر حيث باتت تهدد المنطقة والآن تهدد العالم بأسره. فلذلك فباعتقادي بان الأمر بقدر تعلقه بالدكتاتورية الدينية فان العدوانية هي أداتها للبقاء غير انها الآن باتت تتخبط في مستنقع هذه الحروب حيث لا تستطيع التقدم وانها الآن فيلمأزق ولا توجد عندها قدرة للتراجع، فاصحبت معلقة بين سوء واسوء، اذا تراجعت فان ذلك سيؤدى إلى سقوط وانهيار أسرع، فاذا استمرت في موقفها فانها ستفقد جميع قوتها ومقومتها بالكامل.
سؤال: لماذا اذن يصر دائما على الجانب الطائفي؟ لماذا يبحث عن تحميل الطائفة الشيعية في المنطقة طموحاته السياسية كما تقولين؟
رجوي: في الحقيقة انكم تعلمون بان كبرى جرائم ترتكبها الدكتاتورية الدينية هي ارتكاب الجريمة باسم الله وباسم النبي الكريم وباسم الإسلام وبإسم الدين. ويرتكب المجازر ويمارس القمع وينصب العداء والعدوان . ان كل ذلك هو اداة له من اجل البقاء ومن أجل تمرير ستراتيجته. فلذلك انها عديمة الإصل والمبدء والأساس. ومن هذا المنطلق اننا اعلنا كرارا بان الامر بقدر تعلقه بالدكتاتورية الدينية فانها لا تمت بالاسلام بصلة. ولا علاقة لها بالنبي الأكرم. ولا تمت بالشيعة بصلة كما انها لا تمت بأهل السنة بصلة. فانكم تعلمون بان هذه الدكتاتورية الدينية اقدمت حتى الآن على إعدام اكثر من 120 ألف من خيرة الأبناء الشعب الإيراني .. وعندي هنا ملف مجلد يضمّ اسماء عشرين ألفاً من اعضاء هذه المقاومة وكان معظمهم من الشيعة من ابناء الشعب الإيراني، الفتيات والفتيان من جميع الطبقات … هولاء الطالبات والطلبة في الثانوية وفي الجامعات … ثم يأتي دور المعلمين والبازاريين، انهم اقدموا على اكبر قمع بحق الشيعة داخل إيران حقيقة. فلذلك اريد ان اقول لكم انها لا ترتكب المجازر بحق اهل السنة فحسب بل انهم يذبحون الشيعة ايضا.. ومن اجل ماذا؟ من اجل البقاء في السلطة. وهنا تجدر الإشارة إلى مثال وفهو في يوم 12 اذار / مارس الفائت مؤخرا طلع علينا روحاني ما يسمي برئيس الجمهورية لهذا النظام ليعلن قائلا باننا مستعدون للدفاع عن حرم السيد علي بن ابي طالب، والإمام الحسين وكذلك مقبرة السيدة زينب عليها السلام ، فاننا مستعدون ان ندفع الثمن مهما كان ونحن هنا نقف ونقاتل. لكنكم تعرفون الحقيقة بان الحرب التي يخوض النظام معاركها هي بدرجة الأساس في حلب وان قوات الحرس التابعة للملالي تحارب الشعب السوري هناك. وهذا هو مكان يبعد عن مقبرة السيدة زينب بعدة مئات الكيلومترات وان هذه الحقيقة تظهر بانهم لا يبحثون عن هذه المفاهيم فعلا وانكم تعلمون اكثر بانهم حتى الان لم يطلقوا طلقة واحدة ضد داعش. ويقال بانهم اشتروا عقارات عديدة في منطقة السيدة زينب ومؤخرا تمت المصادقة على تخصيصات جديدة مقدارها اكثر من ثلاث مليارات من أجل شراء مزيد من الاراضي والعقارات هناك. ما هي هذه السياسة؟ انها سياسة الاحتلال تمررها هذه الدكتاتورية في ارجاء المنطقة وباعتقادي لا علاقة لها بالمعتقدات، فانهم يقومون بهذه الإجراءات والممارسات من اجل السلطة ومن اجل بقائهم في السلطة وابقاء بشار الأسد في السلطة.
سؤال:ولكن يبدوا بان سياسة النظام تفشل، فشلت في اليمن تعرضت لضربة قاضية في اليمن، واستعانة النظام السوري بروسيا لتساعدها على البقاء في ربع سوريا يبدوا انها فشل النظام الإيراني. هل تعتبرون استدعاء النظام السوري لروسيا فشلا للنظام الإيراني؟
رجوي: نعم بشكل دقيق، وباعتقادي انها هزيمة كبري للدكتاتورية الدينية الحاكمة في طهران، وهذا يعني بانها لم تستطع ضمان الاحتفاظ بشار الأسد في السلطة فبالتالي فانها استمدت بروسيا. انتم تعلمون بان النظام ارسل وفدا برئاسة قاسم سليماني قائد قوة القدس إلى موسكو في صيف العام الماضي من اجل استقدام روسيا إلى الحرب السورية. ونشبت خلافات كبيرة داخل الحكومة الإيرانية حول هذه الزيارة. حيث كان عدد كبير من المسؤولين في النظام يقولون بان هذه الخطوة هي خطأ ستراتيجي سيؤدى إلى تقديم سوريا على طبق من الفضة لبوتين ولروسيا. رغم ذلك قرر خامنئي ان يقدم على هذه المبادرة. والان وكما تعلمون مرت ستة اشهر على التدخل الروسي ورغم الغارات الجوية الوحشية المكثفة التي كانت مركزة بدرجة الأساس على الشعب السوري وعلى الجيش السوري الحر وعلى القوى الثورية المقاتلة ضد بشار الأسد، لكنهم لم يحرزوا تقدما جادا او تغييرا جادا والعكس تماما فان نظام الملالي بسبب عجزه اضطر لإدخال مجاميع كبيرة من قوات الحرس التابعة للملالي حيث سقط اعداد كبيرة من قادتها قتلى. واصبح النظام الآن يعيش مأزقا.
وكما اسلفت لكم الذكر قوات الحرس التابعة للملالي تمتك 650 ألف شخصا غير ان اعدادا قليلة منهم مستعدون للذهاب إلى سوريا من اجل المشاركة في القتال. انهم بلا معنويات ولهذا السبب اضطرت قوات الحرس إلى استقدام مرتزقتها من مختلف البلدان مثل عملائه من الأفغان والباكستانيين وسائر البلدان. انها هي القوات التي تأتمر بأمرة قوات الحرس وتخضع لقيادتها وتدخلها دوراتها التدريبية وتقوم بتأهيلها. لكنه رغم جميع هذه الجرائم فباعتقادي نعم ليسوا بامكانهم ان يفعلوا شيئا … صحيح ان التدخل الروسي ساعد النظام في كسب قليل من الوقت لكنه لم يغير شيئا في معادلة هزيمة النظام وان توريط روسيا في مستنقع الحرب السورية لم يؤد إلى تغيير واذا سقط بشار الأسد في الظرف الراهن فعلينا ان نقول بان نظام الدكتاتوي الديني الحاكم في طهران قد ذاق فعلا الأمرين ولحقت بها اضرار مضاعفة لان الجانب الروسي سيكون منتفعا حتى تقوم الروس بخطوات في المفاوضات لكنني اقصد بانني متآكدة بانه ومن خلال التدخل الروسي وبتصعيد نشاطات قوات الحرس، لم تجن الدكتاتورية الحاكمة في سوريا منها شيء خاصة بعد ان صعدت قوات الحرس من نشاطاتها، فقد تؤدى هذه الاجرأت إلى إطالة عمر النظام قليلا غير ان التجربة اثبتت بان الدكتاتوريين لا يمكن ان يبقوا طويلا كما وان مقاومة الشعب الإيراني اثبتت ايضا بان المقاومة ممكنة لاكثر من ثلاثة عقود امام ديكتاتورية قتلت اكثر من 120 ألف من الشهداء فاذا اراد شعب ان يتحدى ويقاوم ويقدم الثمن، فبامكانها ان تخرج الدكتاتوريين من الساحة نهائيا.
سؤال:هناك بوادر للخلاف والتنافس للنظام الإيراني مع روسيا..هل لاحظتم ذلك وما هو السبب؟
رجوي: هذه معلومات دقيقة. هناك خلافات جادة . وان الوقت يمر ضد العلاقات الروسية والدكتاتورية الدينية الحاكمة في طهران. فباعتقادي كلما تقدمنا نحو الأمام فان هذه الخلافات تتفاقم. فعلى هذا الأساس باعتقادي ان اليوم الذي قرر فيه ولي الفقيه ادخال روسيا في هذه الحرب فانه شخصيا ابلغ بوتين في طهران باننا سنبقى وسنقاتل حتى آخر عنصر لقوات الحرس في سوريا من اجل ابقاء بشار الأسد في السلطة. وانتم تتذكرون بان عبارة خامنئي هذه تشبه إلى حد كبير بمقولة خميني اثناء الحرب العراقية الإيرانية حيث قال نحن مستعدون ان نبقى ونواصل القتال حتى اخر طابوقة من البيوت في طهران العاصمة وذلك من اجل تحقيق الهدف المنشود وهو ”فتح القدس عن طريق كربلا!”. فباعتقادي هذا الكلام في ذلك الوقت يعبر في حينه عن ضعفه وعن موقفه الهش حيث انه سرعان ما تجرع كأس السم النووي… واما الآن فانني ارى بان ما يصرح به ولي الفقيه هو لسان الحال للموقف الضعيف والهش جدا للنظام وكلما استمروا بهذه الحالة فان الخلافات سوف تزداد وتتفاقم أكثر فأكثر.
سؤال: كيف تنظرون الى جهود السعودية الجديدة منذ تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز لمواجهة نفوذ نظام الملالي في المنطقه كما الذي فعل بصورة جيدة جدا في اليمن والان في لبنان وفي سوريا ايضا كيف تنظرون الى هذه الجهود السعودية ؟
رجوي: باعتقادي بما ان للمنطقة تهديدا جادا واحدا و هناك عدو رئيسي واحد وهو الدكتاتورية الدينية الحاكمة في طهران التي تقف داعمة لجميع دكتاتوريات المنطقة ومنها بشار الأسد والمالكي في العراق وكذلك الإرهابيين في اليمن وانها وراء جمع الحروب المؤججة، فبالتالي فان اية سياسة صارمة من اجل التصدي لها فهي في الواقع سياسة ضرورية وقويمة وهي لصالح شعوب المنطقة. برأيي ان السياسة التي اعتمدتها المملكة العربية السعودية خلال الفترة الأخيرة وخاصة إقامة التحالف العربي وعملية عاصفة الحزم من اجل التصدي لتمدد نظام الملالي في اليمن، كان مبادرة ايجابية جدا جدا حيث اصبحنا نشاهد نتائجها ومن غيره فكان اليمن قد تحول حتى الان وحسب ما صرح به الملالي انفسهم إلى أحدى المحافظات الإيرانية. كذلك التحالف الذي اقاموه لمكافحة الإرهاب ولمواجهة اتساع الارهاب في المنطقة فانه كان ايضا مبادرة ايجابية جدا. انها هي الخطوات الضرورية وباعتقادي في غياب هذه المبادرات، لكان تمدد النظام الحاكم في إيران وقوات حرسه في المنطقة أكثر واوسع جدا، غير انني أرى بانه من الواجب توسيع رقعة هذا التحالف والوحدة بين دول المنطقة ضد اي شكل من اشكال التدخل من قبل نظام الملالي، يجب المناشدة بقطع دابر النظام في جميع هذه الدول. ومنها سوريا ومنها اليمن ومنها العراق ولبنان وغيرها من الدولژ كذلك يجب المطالبة بطرد النظام من جميع المفاوضات التي تجري حول سوريا. ان الجهة التي تعد الجهة الاساسية في إشعال نيران الحرب لا يمكن اسهامها في إطفاء الحريق. انه ليس اجراء منطقي وكذلك من وجهة نظري يجب ان يكون للشعب الإيراني مكانة هامة في هذا التحالف الدولي الواسع ضد تدخلات النظام في المنطقة لان الشعب الإيراني هو الذي يطالب باسقاط الدكتاتورية الدينية الحاكمة في طهران و هم الذين تصدوا لهذه الدكتاتورية طيلة كل هذه السنين فيجب ان يحترم مطلبهم اي اسقاط الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران وبامكانهم ان يؤدوا دورا مؤثرا في هذا التحالف.
سؤال: السيد موسى ابومرزوق نائب رئيس حركة حماس الفلسطينية المفروض انها حليف لإيران قال في مكالمة هاتفية لم يكن يعرف بانها تسجل، قال بان نظام الملالي نظام يكذب على الفلسطينيين ويضحك عليهم ويستغل القضية الفلسطينية استغلالا بشعا وكاذبا… ما رأيكم بهذا التسجيل ثم ما هو موقفكم انتم كالمعارضة الإيرانية وكالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من القضية الفلسطينية؟
رجوي: باعتقادي ان هذه النظرية واردة لان الأمر بقدر تعلقه بنظام الملالي فهذا هو ديدنهم. ان سجل الدكتاتورية الدينية حافل بمثل هذه الخيانات. فلذلك انني لا استغرب من هذه المكالمة الهاتفية وعن هذا الخبر الذي نقلتم الينا، لان المقاومة الإيرانية شهدت وانني شخصيا شاهدت من خلال الاتصالات التي جرت ومنها مع الراحل ابوعمار حيث ان ياسر عرفات اخبرني بنفسه بان هناك خطة لمحاولة الاغتيال ضد ياسر عرفات من قبل جهاز المخابرات للملالي وقوة القدس وفي واقع الأمر من قبل خامنئي شخصيا. واقصد بذلك ان الأمر بقدر تعلقه بالدكتاتورية الدينية الحاكمة في طهران، فان الفاشية الدينية لنظام ولاية الفقيه التي تسعى جاهدة ان تظهر عن نفسها مدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني فانها اقدمت على أكبر مؤامرات ضدهم حتى الآن ومنها محاولات الانقسام والانشقاق والانفصال في الصف الفلسطيني وكذلك مخططات كمحاولة اغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وهي المحاولة التي اخبرني بها ابوعمار نفسه.
على هذا الأساس اعتقد ان مواقف النظام هي واضحة وهي تبحث عن استغلال القضية واستغلال الشعار وهو شعار حقوق الشعب الفلسطيني لان النظام يعرف بانها هي حقوق يقدسها العالم العربي والعالم الإسلامي ويتابعانها. واما بالنسبة للمقاومة الإيرانية فانكم تعرفون بان هناك علاقات جدا وطيدة وقريبة تربطنا بالحركة الفلسطينية ونحن ندافع عن حقوقهم العادلة من أجل الحرية وإحقاق حقوقهم المسلوبة وان العلاقة بين الحركتين هي علاقة قديمة جدا وانها بقت مستمرة حتى الآن ايضا ونحن نتمني ان يشهد الشعب الفلسطيني يوما تحقيق السلام والأمن في المنطقة ونحن مؤمنون بان هذا هو نظام الملالي الذي لا يريد ان تحقق الحركة الفلسطينية و الشعب الفلسطيني السلام والحرية والديمقراطية. ولهذا السبب ان الجهة التي تقرع طبول الحرب وتنادي بالانقسام ضد الشعب الفلسطيني انها الدكتاتورية الحاكمة في طهران التي عملت حتى الآن بصورعامة وواسعة ضد مصلحة الشعب الفلسطيني لانها لا تريد السلام، ولا تريد الاستقرار، بل تريد تأجيج الحروب وفي ما يتعلق بالشعب الفلسطيني فحاولت هذه الدكتاتورية ان تشمله بنائرة حروبها ايضا.
سؤال: السيدة مريم رجوي كان هذا سؤالي الأخيرو هل تودون ان تقولوا كلمة أخيرة؟
رجوي: اود ان اقول بانني تأثرت كثيرا جدا من المصائب التي حلّت بالاخوات والاخوة في سوريا من قبل دكتاتورية بشار الأسد في سوريا والدكتاتورية الدينية الحاكمة في طهران، وكما قلت، نحن الشركاء في الاحزان والآلام كما في آمالهم نحو المستقبل. وفقا لتقارير حقوق الإنسان السورية – مرصد حقوق الإنسان في سوريا – حصلت حتى الآن قرابة 430 ألف قتيل من ابناء الشعب السوري وملايين من المشردين. فباعتقادي وقبل اي اجراء آخر يجب ان يحال بشار الأسد والدكتاتورية الدينية إلى محكمة الجنايات الدولية لما اقترفوه من الجرائم. وتتم مقاضاتهم في هذه المحاكم ويتمثلون أمامها ويتلقون جزائهم.
لكنني اود القول للشعب السوري بان هذا الصمود وهذا الايثار بالدم سيحقق النصر بصورة محتمة وحاسمة وكذلك اود القول لاخواننا في المنطقة بان الدكتاتورية الدينية رغم انها تنوي إغراق جميع المنطقة في بحرمن الشغب والقلاقل حيث لا يترك بلدًا ولا دولة ولا شعباً في الراحة والهدوء فباعتقادي ان دول المنطقة باستطاعتها ان تنتهج سياسية قويمة وان تجعل المجتمع الدولي ومنه السياسات الغربية والأميركية أن تتجه نحو سياسية قويمة ومبدئية. ان السياسة القويمة المبدئية هي ان شعوب المنطقة ودول المنطقة تأخذ بنفسها زمام المبادرة وكما اسلفت ان تتم إقامة تحالف بمشاركة جميع دول المنطقة من اجل مواجهة السياسة العدوانية وتدخلات النظام الإيراني ومن أجل قطع دابر النظام الدكتاتوري الديني وقوات حرسه في جميع البلدان وان تعمد سياسة حازمة في هذا المجال. من جهة أخرى اتخاذ اجراءات كفيلة بطرد هذا النظام من جميع المفاوضات الجارية وكذلك إقامة تحالف دولي وإئتلاف دولي في المنطقة يشكل جبهة ضد التطرف الديني ولمكافحة الإهاب. باعتقادي عندما شرعت المنطقة بهذه الخطوة وشكلت هذه الجبهة الواسعة، فان السياسات الدولية الأخرى ستضطر إلى تصحيح مسارها وتتبنى سياسة قويمة وترك اللا مبالاة والتخاذل. وكما قلت انفا يجب ان تكون هناك مكانة ودور للشعب الإيراني مثل هذه الجبهة وخاصة وأن الشعب الإيراني يطالب باسقاط نظام الدكتاتورية الدينية وفي الحقيقة وباعتقادي ان هذه الخطوة ستكون اكبر بشارة للشعب الإيراني وللشعب السوري ولشعوب المنطقة من اجل التخلص من النظامين الدكتاتوريين. فهذا اليوم قريب وان الشعبين الإيراني والسوري سيشاهدان يوم النصر والحرية، حصيلة الدماء التي استرخصت من اجل تحقيق هذه الأهداف. اشكركم.