بقلم / وائل نصار نصر
أصدقائي الاعزاء سيكون مقالي اليوم عن قضية كفيلة أن تعطينا لقب ” عالم ثالث ” بما يحتويه اللقب من معاني .. قضيتنا اليوم هي قضية مجتمع يحاول ” تسليع ” نصفه الآخر بكل ما أوتي من قوة .
من أهم خصائص السلعة أن لها تاريخ صلاحية وسعر .. فهل تستحق الفتاة أن نجعلها سلعة ؟ .. وهل توافق هي في المقابل على تسليعها ؟
دعوني أحدثكم عن نظرة المجتمع للفتاة وكيف اصبحت سواء بقصد منهم أو بدون قصد .. وسنحاول في النهاية أن نغير هذه النظرة
تاريخ صلاحية الفتاة هو فترة عمرية معينة وضعها المجتمع للفتاة وهي الفترة التي يمكن للفتاة أن تتزوج فيها فإذا تجاوزتها أصبحت منتهية الصلاحية وحازت على لقب ” عانس ” والفترة العمرية أو تاريخ الصلاحية يختلف من منطقة لآخرى ” البدو – الريف – المدن ” وذلك حسب مكان التخزين .. نعم على حسب مكان التخزين فإذا كان مكان التخزين جيد التهوية كأن تستكمل دراستها أو متاح لها العمل طالت فترة الصلاحية وقد تصل إلى عمر الثلاثين وهكذا ” ألم اقل لكم أصبحت سلعة ”
الخاصية الثانية من خصائص السلعة هي أن لها سعر .. وسياسة التسعير تختلف من مكان لآخر ولكن السعر معروف قبل أن تذهب للحصول على السلعة ” الذهب ” وقد يصل الامر إلى وجود سلع يستحوذ عليها صاحب اكبر سعر .. وسياسة التسعير مرتبطة ارتباط شديد ببيع السلعة ” الزواج ” أو ” انتهاء فترة صلاحيتها ” العنوسة ” .
يعد ما سبق احد اهم العناصر التي جعلتنا نستحوذ على لقب ” عالم ثالث ” بجدارة .
هيا بنا نتكلم بعقلانية .. زواج الفتاة ليس هو كل شئ في الحياة بل يوجد في المقابل أشياء كثيرة تستحق الحياة من اجلها كالتعليم والعمل واضافة قيمة للمجتمع لا انكر أن الزواج مهم ولكن لا نجعله شغلنا الشاغل لا نجعل له تاريخ صلاحية .. لا نعطي القاب لفتاة كفيلة أن تجعلها من الداخل كبركان لا يهدأ “حممه هي الضيق والقلق والتوتر” .. جميعنا نعلم قدر ومكانة السيدة عائشة تزوجها النبي صل الله عليه وسلم وهي في سن الاربعين . فالفتاة هي إنسان كرمه الله سبحان وتعالى فلا نأتي نحن ونبخثه حقه لا نجعلها سلعة تباع فهي أغلى من كنوز الارض فلا نعطيها للأكثر مالًا بل للأكثر خلقًا واخلاقًا وصاحب الدين لكي يحافظ عليها ” فلا ننظر للسعر بل للقيمة ” ولخص لنا الرسول صل الله عليه وسلم ذلك فقال ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
عزيزتي الفتاة هذا ما استطعت أن اوضحه لعل كلامي يجد في الآذان سبيل وفي الواقع تنفيذ ولكن إن لم يحدث فأود أن اقول لكي ” أنتي أكبر مما يدعون وأقيم مما يعتقدون .. فلا تتأثري بمعتقداتهم ولا ارآئهم .. الزواج كما نعلم نصيب ورزق .. فلا يشغلنا كلام الناس عن كلام رب الناس {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}.