الأدب و الأدباءمستشارك القانونىمقالات واراء

باختصار ما بعد داعش واستثمار التصر

العراق : المستشار فاروق العجاج

ماذا يفكر الناس على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم وعقائدهم وثقافاتهم بعد مرحلة داعش؟ وماذا يفكر السياسيون خاصة بعد مرحلة ما بعد داعش؟

مرحلة فريدة في حياة الشعب العراقي مر بها من عام 2003- وحتى اليوم تمثل فيها كل انواع الظلم والجور والعدوان على حقوقه المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية كانت خلاصة مرحلة مليئة بالكوارث من النكبات المريرة نالت حياة الكثيرين من الابرياء فمنهم من قتل واستشهد ومنهم من تعوق واصبح عاجزا عن العمل ,

ونكبات عديدة من ترمل النساء ويتم الاطفال ومنهم من هاجر ونزح وترك دياره واهله ووطنه ومنهم من اتخذ الخيام ماوى له ولعائلته وطن بديلا له إلى حين يبزغ فجر جديد في امل لازال يراود افكاره ويلامس هواجسه بالعودة إلى الوطن الحبيب وهو يرفل بامل السعادة والخلاص من الظلم والجور والحرمان لا بديل له عن وطنه ولن يبيعه يوما ما ولاي سبب صعب كان عليه باي ثمن الا بحياته يفديها له ليبقى وطنا عزيزا شامخا بديار الاهل والاحبة الكرام الشرفاء المخلصين الشجعان –

هذا ما يدور في ذهن المواطن البسيط فماذا يدور في ذهن السياسي من بعد مرحلة داعش؟

فما نشاهده على الساحة السياسية قبل عام من الانتخابات الجديدة للدورة القادمة لمجلس النواب وللحكومة الجديدة بدء حراك ناشط على قدم وساق من قبل بعض السياسيين محاولة منهم ليضعوا لهم بصمات سبق في المساهمة بعد مرحلة داعش وكانهم يخططون لسبق الفوز بمعطيات النصرعلى فلول داعش المهزومة على مختلف الجبهات امام القوات العسكرية والشعبية الباسلة

وذلك بطرح مشاريع جديدة لمعالجة الاوضاع المجتمعية والسياسية والامنية كما يصرحون ويعلنون برؤى وطنية جديدة على اساس معالجة الاخطاء السابقة مما حصلت في العملية السياسية العرجاء التي تبنوها خلال (14)عام – محاولة منهم لتعزيز قناعة الناس بمشاريعهم واهدافهم القادمة ؟

هل تستطيع هذه القوى السياسية المخضرمة من التاثير على مشاعر المواطنين وتنسيهم ما حصل لهم من ويلات وهموم واحزان العملية السياسية الماضية وهم المسؤولين عنها جملة وتفصيلا وبكل تداعياتها الانسانية والحقوقية .

ستبقى نتيجة الاصوات في صناديق الاقتراع السري هي الفيصل في بيان ما ستؤول اليها تلك النتائج وتحديد من هو القادر والصادق على تحمل المسؤولية بقناعة الناس الحقيقية وهم اولى من يقررون ذلك لانهم مصدر الشرعية لاية سلطة قادمة وفق دستور البلاد على شرط إن تجري بانتخابات نزيهة وامينة من كل تزويروتلاعب ,

ونامل إن يكون التنافس بين المشاركين والمتنافسين في الانتخابات بصورة سليمة ونزيهة إن يتمثلوا بروح انسانية راقية من الادب الاخلاقي والسياسي والديمقراطي على اساس احترام الراي الاخر.

ومن هنا نسال هل تتمكن القوى المشاركة من إن تلتزم بتلك المعايير المبدئية بكل حرص ومسؤولية واخلاص؟

ام ستعيد سيرتها الماضية من قبل البعض منها بمحاولات التزوير وتزييف الحقائق في العمليات الانتخابية وطرح شعرات كاذبة لا اساس لها في عقولهم ولا في افكارهم ولا في معتقداتهم ولا في سلوكياتهم منذ إن اشتركوا في العملية السياسية حتى اليوم إن لم يكونوا جميعهم

فالاغلب منهم هو كذلك على حقيقته الواقعية كان يمارسها بلا حياء ولا خجل وفق قناعته إن السياسة هي لعبة فن الممكن مع اي شخص وفق معطياتها الظرفية والواقعية بغض النظرعن اي اعتبار اخر وطني كان ام انساني.

كما تبدو الصورة واضحة للعيان للجميع على مختلف مسؤولياتهم ان مرحلة ما بعد داعش ستكون في حقيقتها مرحلة المفاجئات على مختلف الاصعدة التي بات اغلب السياسيين يتخوفون ويتحذرون منها ويشعرون بانهم على شفى هاوية تكاد ترميهم في قاع الذل وعار الهزيمة المروعة على مستقبلهم السياسي والوطني انها مرحلة صراع دامي بكل عنفوانه بين الحق والباطل بين المشروع واللامشروع بين عراق حر مستقر موحد وبين عراق مفتت ممزق بين مكوناته واطيافه وقومياته ومذاهبه وطوائفه ,

مرحلة تقرير مصير لمستقبل العراق المجهول تحوم حوله احتمالات مقلقة وخطرة على مستقبل استقرارامنه وسيادته وامن وسلامة مجتمعه.

مرحلة صراع فكري وسياسي وثقافي واجتماعي وامني من اجل اثبات الوجود والهيمنة والتسيد للمشهد العراقي بكل تفاصيله وجزئياته ومعالمه الواقعية في الحياة الجديدة وفي المسيرة المتميزة ما بعد داعش ,هو بحقيقته صراع نهوض حضاري ضد التخلف والامية والجهل من اجل التقدم والتطور في اساليب الحياة الجديدة وهي خالية من هيمنة الفساد الفكري والثقافي والاخلاقي لتامين ابسط معالم الحياة العصرية للانسان العراقي التي حرم منها منذ عقود عديدة من الزمن الماضي الرديء السيء .

من ذلك يجب إن نعلم بالحقيقة القائلة التي يعرفها كل مدرك لحقيقة مشروعية وقوة ارادة الشعوب اذا ما ارادت الحياة والحرية لابد للقيد إن ينكسر ولابد لليل إن ينجلي ليوم جديد وبثوب نظيف من دنس الفساد ومن دنس الفسق والفجور . ومعطر بروح وطنية مخلصة وزاهية بالوان الدماء الشابة الانيقة بوفاءها واخلاصها وتضحياتها. اين انتم ايها السياسيون من مرحلة ما بعد داعش , رحم الله امرئ عرف قدر نفسه وانجاها قبل إن تقع في مشاكل عاقبتها وخيمة واليمة.

طيلة الفترة الماضية من عمر العملية السياسية لم تتحقق لدى الناس قناعة بإن لهم ممثلين عنهم فيها من السياسيين وفي كل مفاصلها الديمقراطية مخلصين من اجل الدفاع عن حقوقهم المشروعة ,
قلقهم ينحصر ليس بما يعانونه من ظلم وحرمان وصعوبة العيش بقدر قلقهم من تمسك السياسيين المخضرمين بالسلطة وامتيازاتها رغم فشلهم في العملية السياسية وهم سبب كل معاناتهم وماسيهم ,

الناس اليوم بين مطرقة السياسيين. وسندان الفقر والمرض والفاقة والحرمان .

إلى متى يبقى المواطن صابرا لان يعيش هذه الماساة الحزينة الضارية الموجعة بالامها ونكباتها وماسيها ؟

الا حان موعد التغيير والاصلاح ام بعد لم تكتمل صورته الحقيقية في عقول الناس وعند ارادتهم وعزيمتهم الوطنية الشريفة المخلصة.

رئيس النحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى