قال الباحث الآثري أحمد عامر إن الحضارة المصرية القديمة عرفت كيفية إدارة البلاد من خلال تقسيمها إدارياً ووضع كل شئٍ في نصابه الصحيح، فقد كان للوزير دوراً عظيماً، فقد كان المُشرف علي جميع الإدارت والهيئات، وقد كان يُباشر مهام وظيفته في عصر الدولة القديمة والوسطي من العاصمه، حيث يكون قريباً من الملك ومن المراكز الرئيسية للإدارات المختلفة، وقد قُسمت الأدارت والمصالح الحكومية الرئيسة إلي إدارة مركزية “پر نيسوت”، وكان يشمل أربع إدارات هم “پر ع” وهي إدارة الوثائق الحكومية وكان يُلقب مديرها بالهيروغليفية “إمي_ر سش نسو imy_r sš nsw”، “سش ع” وهي إدارة النسخ والمحفوظات” وكان مديرها يحمل لقب “إمي سش ع imy sš ʿ”، “پر خر ختم” وهي إدارة السجلات والأختام، “پر حري وچب” وهي إدارة الضرائب والتوزيع ومدير هذه المصلحة كان أعضاء المجلس التشريعي الملكين، وكانت تشمل علي إدارتين منفصلتين إحداهما جباية الأموال المستحقة علي المدن “رخيت”، والثانية جمع ما يستحق علي الفلاح “مريت”. وأشار “عامر”، إلي أن إدارة الحقول عُرفت من الأسرة الثانية، حيث عُثر علي أختام تحمل اسم هذه المصلحة، وقد قُسمت إلي قسمين في عهد الأسرة الخامسة، وكان مديرها يُلقب “مدير كُتاب الحقول في الإدارتين”، وكان تحت إدارته “مديرو ضياع الوجهين القبلي والبحري” و”مديرو بيت زراع الوجهين”، وكانت كل ضيعة تحت إدارة بيت زراعة “پر سكا” المُقسم إلي أربع إدارات هم “پر شنو” “بيت المحراث” وهو مُكلف بإدارة الأراضي الزراعية ، وبيت حيوانات التربية، وبيت الراعي ومن إختصاصاته الإشراف علي المراعي، وبيت الإنتاج، كما عُرف “پر_حـﭺ” وتعني إدارة المالية وقُسمت إلي قسمين هما “بيت الشونه” و”بيت الذهب”، كما قُسمت مصلحة المالية إلي أربعة أقسام رئيسة هم “”پر نوب” بيت الذهب، “نسوتي” إدارة الغلال، “إست ﭽفا” إدارة التموين، إدارة الجمارك والتجارة الخارجية، وحسابات الخزينة. وتابع “عامر”، أن الحضارة الفرعونية الـ “كات” وتعني إدارة الأشغال العمومية وكانت تحت إشراف الوزير الذي حمل لقب “إمي_ر كات نبت ن نيسوت” “مدير كل الأشغال الملكية”، كما كان يحمل لقب “إمي_ر سش ع نيسوت” “مدير القيودات الملكية”، فلقد تميزت بمكانة ممتازة بين مصالح الحكومة المصرية منذ بداية التاريخ في مصر، بالإضافة إلي القضاء، وكان الوزير هو أكبر القضاة، وكان يُلقب ب “ثايتي ساب ثاتي” وتعني الوزير كبير القضاه، كما ترأس أيضاً “الساحات الست الكُبري” حاملاً لقب “wrt 6_imy_r ḥwt” “امي_ر حوت_ورت 6” وتعني “مدير الساحات الست الكبري” وهي تُعادل محاكم الإستئناف لدينا الآن، وكانت المعابد يتم إستخدامها لخدمة الأعمال القضائية بشكلين بصفة أساسية، أولها إيداع شكاوي علي أبواب المعبد، وثانيهما تنظيم المحاكم داخل المعبد. وأضاف “عامر” أن الفراعنه عرفوا الشرطة، وكان رئيس الشرطة هو الوزير، وكانت مهامها حراسة الملك، وحراسة الجبانات، وتوفير الأمن والأمان للمواطنين وجباية الضرائب، وجمع المُجندين، ومرافقة بعثات المحاجر، ولقد شاع بمرور الزمن إستعمال كلمة ال “المـﭽايو” أو “المازوري” التي أصبحت تتطلق علي رجال الشرطة، ولقد ضمَّ جهاز الشرطة في منف خمسة إختصاصات هي الشرطة المحلية وكان منوط بها حفظ الأمن والنظام في المدينة، الشرطة الخاصة وكان واجبها تحري مدي ولاء كبار الموظفين للحكومة، الشرطة النهرية حيث كانت تقوم بدوريات تفتيشية تجوب النهر، شرطة المعابد التي كانت إختصاصها تتعلق بالنظام داخل المعبد والأمن بالمنطقة المحيطة به وبممتلكاته في الخارج، الحرس الملكي وكانت ترافق الفرعون عند خروجه لأداء مهامه الرسمية أو شعائره الدينية.